قررت وزارة التعليم العالى إعادة هيكلة معهد إعداد القادة، آخر زراع للحزب الوطنى المنحل، وجمال مبارك نجل الرئيس السابق بالجامعات، وتغيير اسمه نهائيا، وإعادة تشكيل إدارة جديدة له.

واختفى معهد إعداد القادة تماما من الحياة السياسية بعد ثورة 25 يناير، وتوقفت جميع أنشطته رغم الميزانية الضخمة التى يتم رصدها لها سنوياً، حيث كان يستضيف رموز الحزب الوطنى ورجال الحكومة ويبثون أفكارهم الطلاب، ورغم ذلك لم ينجح المعهد فى منع الشباب من أن يكونوا وقود الثورة.

ومن جانبه، قال الدكتور حسين خالد وزير التعليم العالى فى تصريحات خاصة لليوم السابع، إنه سيتم تغيير اسم المعهد نهائيا لأننا لسنا فى الاتحاد الاشتراكى، وسيعاد تشكيله من جديد، على أن يكون هدفه الأساسى خدمة وتثقيف الطلاب ودعم أنشطتهم.

واستضاف المعهد فى آخر دوراته قبل 25 يناير، وبالتحديد فى أول أغسطس الماضى 2010 جمال مبارك أمين لجنة السياسات بالحزب الوطنى المنحل، بحضور الدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى الأسبق، وقال له أحد الطلاب من جامعة المنصورة "أنا خايف إن الحكم فى مصر يبقى بالتوريث.. وأنت مسئول أمام ربنا إن ده ما يحصلش"، وهو ما رد عليه نجل مبارك بقوله "براعى ربنا فى اللى بعمله وأنا راضٍ تماماً عن عملى سواء كان ذلك أثناء عملى الحر أو طوال الـ9 سنوات التى اشتغلت فيها بالعمل الحزبى، الحمد لله براعى ربنا كويس فى عملى أما انتخابات الرئاسة فإن الوقت لم يحن بعد لتحديد مرشح الحزب الوطنى.

وأدار اللقاء مع مبارك الإبن وقتها عبد اللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار الأسبق، وطالب وقتها جمال الشباب بالثقة فى القرارات التى تتخذها الدولة، وأكد أن الحزب الوطنى يسعى لمواجهة التزوير فى الانتخابات البرلمانية التى أجريت بعد أشهر من هذا اللقاء، وبالتحديد فى 28 نوفمبر، وجولة الإعادة فى 5 ديسمبر من العام الماضى، وحصد الحزب معظم مقاعدها بالتزوير.

واستقبل المعهد منذ افتتاحه قيادات الحكومة والحزب الوطنى، واعتبره المراقبون جزءا من لجنة السياسات بالحزب الوطنى، واستضاف الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق، وجميع قيادات الحزب، ويديره حتى الآن الدكتور أحمد زايد الأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة، وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطنى المنحل، ولم يستضف منذ إنشائه أى شخصية من الشخصيات السياسية البارزة الكبيرة التى كانت تعارض النظام السابق.

لكن الدكتور سمير عبد الفتاح الأستاذ بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان، يشير إلى أن سياسة المركز كانت لا تعتمد إلا على استضافة كبار المسئولين فى الحكومة، دون الارتكاز لاتجاه بعينه.

وعن عدم وجود أى أنشطة بالمركز منذ 25 يناير، قال "عبد الفتاح"، إنه كان من المفترض عقده فى إجازة آخر العام، ولكن عدم استقرار الأوضاع، والتغيير الوزارى تسبب فى تعطل العمل، خاصة فى ظل الاعتماد على تواجد كبار المسئولين وأصحاب الرأى، مشيرا إلى أنه بنهاية العام الدراسى الحالى سيبدأ من جديد فى استقبال أفواج الطلاب.

وكان المعهد يستقبل نحو 16 ألف طالب سنويا فى نقاشات مفتوحة، من مختلف الجامعات المصرية بجانب المسابقات التى كان تتم فى الألعاب الرياضية كرة القدم والسلة واليد وغيرها، بجانب المسابقات الثقافية فى الشعر والقصة والمعلومات العامة، وغيرها من المسابقات، وأعد المركز خطة فى نهاية العام لاستضافة رموز المعارضة من بينهم حمدين صباحى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، بجانب قيادات الحكومة، إلا أن التعديل الوزراى ورحيل الدكتور عمرو سلامة وزير التعليم الأسبق، أدى لتعطل الخطة، كما لم يعلن الدكتور معتز خورشيد وزير التعليم العالى السابق عن خططه بخصوص المعهد، وويتوقع فى ظل التغييرات التى سيدخلها الدكتور حسين خالد وزير التعليم العالى الحالى عدم استقبال المعهد لأى فوج فى إجازة نصف العام الدراسى الحالى.

وكان المعهد يستقبل سنوياً 7 أفواج فى صيفا، حلوان وفى بورسعيد والعريش والفيوم، والإسكندرية، وفوجا فى الفصل الدراسى الأول، بالإضافة لفوج من الأمناء والأمناء المساعدين باتحادات الطلاب، وفوج آخر للمعيدين والمدرسين المساعدين، ومثله لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات.

ولم يكن من المتاح أمام طلاب التيارات السياسية وطلاب الإخوان المسلمين المشاركة فى أى فوج من أفواج المعسكر، وكان يقتصر الاختيار به على المنتمين للحزب الوطنى، أو الذين يرشحهم اتحاد الطلاب الذى كان يخضع لسيطرة الحرس الجامعة وأفراد أمن الدولة.

وكان المعقل قبل الأخير بالجامعات لجمال مبارك المحبوس حتى الآن احتياطيا فى سجن طرة، هو جمعية جيل المستقبل بجامعة القاهرة، التى أنهت جامعة القاهرة علاقتها بها نهائيا فى مارس الماضى، بعد 10 سنوات كاملة من الاحتلال، على حد وصف الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

نقلا عن اليوم السابع
الجمعة 23 ديسمبر 2011
رابط الخبر الأصلي