النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: قراءة في كتاب ضمان الجودة في الجامعات العربية

  1. #1
    عضو مشارك
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    Cairo, Egypt, Egypt
    المشاركات
    41

    Lightbulb قراءة في كتاب ضمان الجودة في الجامعات العربية

    قراءة في كتاب ضمان الجودة في الجامعات العربية
    إعداد أ.د.علي أسعد وطفة
    كلية التربية جامعة الكويت
    يشكل موضوع جودة التعليم العالي، في زمن الاختناقات الاجتماعية والتصدعات الحضارية، واحدا من أكثر الموضوعات التربوية إثارة للمناقشة والحوار والجدل. فالتعليم العالي في المجتمعات العربية ينبثق من واقع التخلف ويرتبط بأرومته الاجتماعية، وهو في الوقت الذي يحاول فيه أن يتجاوز بنية التخلف التي ينتمي إليها، يجد نفسه بداية أمام متطلبات البحث عن عوامل الانطلاق الذاتية التي تمنحه القدرة على الانفلات من أسر التخلف الاجتماعي الشامل، وتعطيه القدرة الحيوية على وضع المجتمع في مداره التنويري. وإذا كان التعليم العالي في الوطن العربي يريد أن يمارس دوره التاريخي في تجاوز محنته أولا، والانفلات من أسر أرومته الاجتماعية المتخلفة ثانيا، فإنه يتوجب عليه أن يجد محور دورانه الخاص لتكوين الجاذبية المؤثرة في ذاته وفي حاضنه التاريخي.
    إن المحور الذاتي، لانطلاق التعليم العالي والجامعي نحو آفاقه الحضارية، يجب أن يرتسم في التكوينات الذاتية لهذا التعليم ؛ وفي هذا السياق يمكن القول بأن جودة التعليم العالي تشكل محور الانطلاق الذاتية بالنسبة للجامعات العربية ولمؤسسات التعليم العالي. وتأسيسا على ما تقدم يمكن القول بأن مفهوم جودة التعليم يشكل اليوم مفهوما مركزيا في أدبيات التربية وعلم الاجتماع التربوي، وبالتالي فإن هذا المفهوم يغطي مختلف الديناميات التربوية والفعاليات العلمية في مجال التعليم الجامعي والعالي. وقد شكل هذا المفهوم خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين محورا للجدل واللقاءات الفكرية والأبحاث العلمية التي تتقصى مستويات الكفاءة والفاعلية والأداء لمؤسسات التعليم العالي وغيرها من المؤسسات التربوية والاجتماعية الأخرى. ومن هذا المنطلق يمكن القول بأنه يتوجب على السياسات التربوية في العالم العربي أن تبحث عن خطوط وارتسامات الجودة في التعليم العالي كقوة تنويرية هائلة جاذبة تنطلق بالجامعات نفسها وبالمجتمعات التي تحتضنها في آن واحد.
    وإنه لمن البداهة بمكان، أن نقرّ بأن التعليم العالي في العالم العربي، يمر في مرحلة من التحولات المصيرية في مختلف مجالات الحياة وميادينها، وهو في دورة التحديات التي يواجهها يعيش وضعيات تاريخية صعبة ومعقدة التكوين، تدفعه خارج مدار الدور الحضاري الذي يجب أن يحققه. فهناك فيض متدفق من المشكلات والتحديات التي يواجهها التعليم العالي والجامعي في العالم العربي. وهذه التحديات المصيرية والإكراهات الحضارية التي تحاصر مؤسسات التعليم العلي تنأى به عن دوره الحضاري والتنويري الفاعل في عصر العولمة والميديا، فالتعليم العالي يعاني كبقية المؤسسات المجتمعية حالة تصدع في بنيته ودوره ووظيفته وقدرته على المناورة والمشاركة والتأثير في الحياة المجتمعية في اتجاه النقلة الحضارية لمجتمعات محاصرة بالتخلف والتدهور ومدانة بالقصور.
    وفي دائرة هذا الوضعية الحضارية للتعليم العالي المثقلة بالحصار والضغط والإكراه تتصدى الهيئة اللبنانية للعلوم التربوية لمسألة التعليم الجامعي في العالم العربي وقضاياه. ومن منطلق الدور الحضاري والثقافي الذي تمارسه هذه الهيئة أطلقت كتابها السنوي الخامس تحت عنوان " ضمان الجودة في الجامعات العربية " (Quality Assurance in Arab University)، وهو يتضمن نسقا من الأبحاث العلمية الجادة الراصدة لقضايا الجودة والأداء والفعالية التربوية والأداء الأكاديمي لأنظمة التعليم الجامعي والعالي في الوطن العربي.
    ففي دائرة التنبيه الحضاري لأهمية التعليم العالي، ودوره في نهضة المجتمعات العربية، استنهضت هذه الهيئة اللبنانية للعلوم التربوية همم المفكرين والباحثين العرب من مختلف المشارب والمواطن والانتماءات واستلهمت طاقتهم التحليلية والعلمية، لتحليل التكوينات البنيوية والمجتمعية للتعليم العالي والجامعي في العالم العربي دورا ووظيفة وتأثيرا وجودة. وفي دائرة هذه المناشدة العلمية تجاوبت صفوة منتخبة من المفكرين للنداء فشمروا السواعد بحثا ونقدا وتحليلا لوظيفة التعليم الجامعي والعالي ومستويات جودته وقدرته على المناورة التاريخية في اتجاه العمل على صوغ البناء الحضاري للإنسان العربي والمجتمعات العربية في دورة الحضارة الإنسانية في ألفيتها الثالثة. وانقطعت هذه الصفوة إلى العمل العلمي الفعال لتقديم صورة علمية لواقع الجودة وضماناتها في التعليم العالي من منطلق راسخ هو بأن تطوير هذا التعليم والانتقال به من حالة الاحتقان والتصدع تستوجب بالضرورة دراسته وتحليله ووضع الاستراتيجيات الناظمة لحركته ووظيفته الحضارية.
    هذا و يشكل الكتاب الخامس من إصدارا الهيئة اللبنانية حول جودة التعليم صورة إستراتيجية بنيوية متقدمة في معالجة الدور الحضاري للجامعات العربية عبر محور الجودة العلمية. فالمواد التي يتضمنها تشكل بتناسقها وتناظمها وتنوعها وجاذبيتها ودقتها العلمية صورة واقعية مؤلمة وطموحة في الآن الواحد للكشف عن قانونية التعليم الجامعي والعالي وتحديد إمكانياته وديناميات تفعيله في اتجاه المشاركة الحضارية في بناء الأمة والوطن على مدارج الفعل الحضاري والمشاركة الواعدة في مسار النقلة الحضارية للإنسانية جمعاء.
    وليس في قولنا من مبالغة أو مراوغة إذا قلنا بأن جماع الأعمال التي قدمت في هذا الكتاب تشكل مشروعا علميا ومعرفيا شامخ القامة بما تضمنه من دراسات وأبحاث ومقولات ومعالجات جمعت بين النظرية والتطبيق وشملت مختلف مستويات التعليم العالي والجامعي في العالم العربي. والباحثون الذي تصدوا للمشاركة في دراسة مسألة الجودة وتشخيص مشكلات وتحديات التعليم العالي والجامعي يمثلون صفوة علمية ونخبة فكرية متميزة يشهد بالقدرة والاقتدار على معالجة واقع التعليم العالي وتشخيص مكوناته وعوامل ضعفه وعناصر انطلاقه.
    ومما لا ريب فيه أن هذا الكتاب يشكل نقلة ريادية في مجال الدراسة العلمية لواقع التعليم العالي في الوطن العربي فهذا الكتاب الضخم يقع في يقع الكتاب في أربعمائة وثمانية وعشرين صفحة من القطع الكبير، ويتضمن ستة عشر فصلا موزعة في ثلاثة أقسام، تضم جهودا علمية رصينة لاثني عشر مفكرا وباحثا من الباحثين المتخصصين والمعروفين بأبحاثهم العلمية والفكرية المميزة في مجال التعليم العالي وغيرها من المجالات الأكاديمية المتصلة بها.
    لقد وزعت الأقسام والفصول والأبحاث في هذا الكتاب بصورة منهجية تنم عن وضعية منهجية بالغة الرشاقة والجمال في تحقيق التكامل المنشود بين الأسس النظرية لمفهوم الجودة وممارساته وتطبيقاته في مختلف الجامعات العربية. لقد كرس القسم الأول من الكتاب لمناقش الأسس النظرية لمفهوم الجودة بتجلياته المختلف في المجتمعات العربية والغربية. بينما خصص القسم الثاني لعرض التجارب العربية في مجال جودة التعليم العالي فيما خصص القسم الثالث والأخير لعرض التجليات الميدانية للدراسات العلمية الجارية في هذا الميدان. وسنعمل فيما يلي على تقديم عرض موجز ومختصر لأهم القضايا الفكرية التي طرحتها الدراسات المختلفة التي تضمنها هذا الكتاب.
    والكتاب يقدم نفسه بلغة علمية بسيطة ورصينه سلسلة، تشد القارئ وتشوقه إلى المتابعة والتقصي، وقد بذلت جهود كبيرة في طباعته وإخراجه إلى عالم القراء بحلة طباعية مميزة. وقد روعيت في الكتاب الأصول العلمية الأكاديمية وتم تزويد الباحثين بوثائق ومراجع مُؤسِّسة للبحث في هذا المجال باللغتين الفرنسية والانكليزية، وقد زُود الكتاب بالإضافة إلى ذلك بملخصات للأبحاث الواردة فيه باللغتين الفرنسية والانجليزية الأمر الذي يعزز القيمة العلمية للكتاب.
    يستعرض الأستاذ الدكتور عدنان الأمين في مقدمة الكتاب السياق التاريخي والعلمي لمسألة ضمان جودة التعليم في مؤسسات التعليم العالي، ويؤكد على أهميتها وضرورتها التاريخية. ثم يتطرق إلى دلالة المفهوم وتعيناته وإسقاطاته العلمية في مختلف الأدبيات التربوية العالمية، وينتقل به من دائرة الغموض إلى مقامات الوضوح الإجرائي والوظيفي في مختلف توظيفاته العلمية على تنوع الثقافات. وفي هذا السياق يقارن بين مفهوم ضمان الجودة الشائع في الأدبيات البريطانية وبين المفهوم الأمريكي للاعتماد الأكاديمي وينظر في وشائج العلاقة بين المفهومين. وهو في هذا السياق يستعرض التعريف السائد في الولايات المتحدة للاعتماد الأكاديمي بوصفه " سيرورة في مراجعة النوعية من الخارج، تستعمل في التعليم العالي لتفحص الكليات والجامعات و البرامج من أجل ضمان الجودة و تحسين النوعية ".
    يبين الأمين في مقدمته هذه بأن المعايير التقييمية تختلف كما و نوعا أيضا باختلاف الهيئة القائمة على ضمان الجودة حيث " تصدر الأحكام على مؤسسات التعليم العالي في أربع مستويات، أقلها "فشل" في تحقيق معاييرها و أهدافها، و يليها "مصادقة" ثم "مصادقة" فـ"مصادقة مع ثناء" و " نموذجية ".
    ويشدد الأمين على دلالتين في مفهوم الجودة، فالجودة في دلالتها الأولى تشمل كل عملية منظمة لتفحص النوعية بناء على لائحة من المعايير المتفق عليها على المستوى الوطني أو الإقليمي أو الدولي ، وتغطي هذه المعايير كافة مكونات النوعية في المؤسسة التعليمية المعنية؛ أما الدلالة الثانية للجودة فإنها تتجلى في التقييم الذاتي الذي يفضي إلى التأكد من وفاء المؤسسة التعليمية بما هو مطلوب منها وفق المعايير المحددة.
    وكما يقول الأمين في مقدمة هذا الكتاب " إنه يبقي باب التفكير في موضوع ضمان الجودة مفتوحا على مصراعيه، كما أنه يقدم لنا إطلالة فاحصة على المشهد العربي تستند على دراسات علمية موثقة من لبنان و مصر و الأردن و المغرب و السودان، ومن خلال تلك الدراسة نجد من يطبق النموذج البريطاني أو النموذج الأمريكي أو النموذج الفرنسي أو بعضهم من رغب عن تلك النماذج وقدم عليها طريقة لا تستند الى أي تجربة سابقة أو نموذج أو حتى من دون معايير".
    يدور القسم الأول من الكتاب حول الأطر النظرية لجودة التعليم في تجليات التجربة العالمية والعربية ويتضمن هذا القسم فصلان ومبحثان لرمزي سلامة ومنير بشور.
    في الفصل الأول من هذا القسم يطالعنا الدكتور رمزي سلامة وهو باحث متخصص في التعليم العالي لمنظمة اليونيسكو بدراسة حول " ضمان جودة في التعليم العالي: الأطر النظرية و العملية و نماذج من التجارب العالمي"، يتناول الباحث في هذه الدراسة مختلف الأسس النظرية لمفهوم الجودة في التعليم العالي، وهو إذ يقدم تصورا تاريخيا عن نشأة هذا المفهوم وتجلياته، فإنه يخوض في آليات اشتغاله وديناميات حركته في نسق التعليم العالي في الغرب ؛ ثم يباشر العوامل الداخلية و الخارجية المؤثرة في عملية ضمان الجودة، وهو في سياق عرضه، يستلهم تجارب عدد كبير من الدول الغربية في مجال التعليم العالي، ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا و هولندا، ويبين لنا أن أغلب الدول الغربية تشرف مباشرة على ضمان الجودة في التعليم العالي والجامعي. وهو عبر الملاحظات المنهجية التي يقدمها يبين لنا أهمية التقييم الذاتي لمؤسسات التعليم العالي كعنصر أساسي في تجويد التعليم وتحسين الأداء، حيث يبين أيضا أهمية التقييم الخارجي الذي يولد إحساسا متناميا بالمسؤولية الدافعة إلى مزيد من الازدهار والتكامل في دور ووظيفة هذه المؤسسات.
    .
    د/هانى حامد عز الدين
    مسئول الجودة والدعم الفنى
    برنامج تطوير التعليم
    موبايل 0167423610
    [email protected]

  2. #2
    عضو فعال
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    القاهرة
    المشاركات
    355
    رزقك الله الخير في الدنيا والاخرة ..اللهم آمين

    وجزاك الله خيراً


    الخدمة الجيدة ..تحتاج الى التسويق الاجود

    مع خالص تقديرى لشخصكم الكريم
    ابوبكر احمد العملة
    عضو فريق مجتمع المعرفة المصرى
    ليس للعلم وطن ...
    ولا للحكمة دار ...
    بل العاقل من له على كل ارض مدرسة ...
    وعلى كل طريق استاذ...



  3. #3
    الاستاذ الفاضل الدكتور هانى
    بحثت كثير فى المكتبات عن مراجع فى وحدات الجودة فى العالم هل يوجد لدى سيادتكم مراجع عن وحدات الجودة فى اى دولة برجاء الرد وتليفونى المحمول هو 0105087102

المواضيع المتشابهه

  1. فريق قيادة ضمان الجودة
    بواسطة عاطف كامل يوسف في المنتدى المدارس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-11-2016, 01:27 AM
  2. دليل الجامعات الحكومية والأهلية بالمملكة العربية السعودية
    بواسطة محمود حماد في المنتدى الكليات والمعاهد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 13-07-2016, 03:19 PM
  3. هيئة الجودة: الجامعات المصرية خارج نطاق الجودة
    بواسطة محمود حماد في المنتدى أخبار هيئات الجودة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-10-2014, 01:20 AM
  4. المجال الخامس :- ضمان الجودة
    بواسطة الموافي الإمام في المنتدى المراجعون الخارجيون (التعليم قبل الجامعي)
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 20-01-2012, 07:24 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-07-2011, 07:06 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
مُنتديَات الجَودة العَرَبيّة
أكاديمية الجودة تعود إليكم في شكل جديد وإسم جديد
منتديات الجودة العربية - www.arquality.com - ملتقى خبراء الجودة في الوطن العربي
إنضم إلينا