قوة المثابرة - والأسباب الستة .
أعتقد أن السؤال الهام الذي نود أن نضعه على طاولة الحوار الآن أكثر من أي وقت مضى ..... كيف يمكن أن نرفع درجة المثابرة ونقويها ونغذيها حتى تكون سبباً قوياً في حملنا من موقعنا الحالي " واقع الحياة " إلى واقع أهدافنا والعيش مع أحلامنا ؟
وأعتقد أنك تتفق معي في ذلك .
اتفق علماء النفس على أن ما يدفع النفس البشرية على الإقدام على فعل عمل ما أو الإحجام عن فعل عمل ما إنما هي الأحاسيس المصاحبة لنتائج القيام بالفعل ... رغبة في أو رغبة عن .......
ومن هنا " حيث ما أتفق عليه علماء النفس " ننطلق بحثا عن الأسباب التي من الممكن أن تكون سببا بإذن الله تعالى في أن تعيننا على المثابرة ومواصلة العمل حتى نحقق أهدافنا الرائعة التي ترضي ربنا سبحانه وتعالى ......
وبدراسة واقع من حققوا بفضل الله تعالى أهدافهم وكانت المثابرة في القمة عندهم يبدوا لنا أن هناك من الأسباب ستة تقف وراء قوة المثابرة والعزيمة وهي :
أولاً الدعاء..... قال الله تعالى " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ(186)البقرة
نسأل الله تعالى فإنه مجيب الدعاء أن يرزقنا قوة التحمل والمثابرة حتى نحقق أهدافنا التي ترضيه عنا سبحانه وتعالى.
ثانيا الصبر.....
إن الله سبحانه وتعالى "مع ويحب" الصابرين ...يبشر الصابرين ، قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ(153)البقرة
قال الشاعر
الصبر مثل اسمه مر مذاقه لكن عواقبه أحلى من العسل
يقول سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه " الصبر مطية لا تكبو"
بالصبر وحده بإذن الله تعالى ترفع درجة المثابرة حتى تحقق أهدافك الرائعة.
في صيد الخاطر للإمام ابن الجوزي رحمة الله عليه "ذكر حوار طريف بين الماء والزيت ،ذلك أنهما كلما اختلطا في إناء ارتفع الزيت على سطح الماء ، فقال الماء للزيت منكراً:" لم ترتفع علي وقد أنبت شجرتك ؟ أين الأدب؟ فقال الزيت: لأني صبرت على ألم العصر والطحن ، بينما أنت تجري في رضراض الأنهار على طلب السلامة، وبالصبر يرتفع القدر"
ثالثاً الأهداف الرائعة .... وكما قيل " الناس ليسوا كسالى ولكن أهدافهم لا تحثهم على العمل.....إن الأهداف الطموحة هي وقود المثابرة ....عندما تكون الأهداف عظيمة تكون العقبات مهما كبرت فهي صغيرة.
ومن تكن العلياء همة نفسه ....فكل الذي يلقاه فيها محبب
رابعا كتابه النتائج التي ستحصل بإذن الله عليها عن تحقيق الهدف بعد المثابرة ..... هذا يدفع بك دفعاً نحو الجد والعمل والمثابرة من أجل الحصول على تلك النتائج.
خامساً انظر حولك وشاهد أحوال الرائعين الناجحين وما هي الصورة المشرفة التي وصلوا إليها وما هو العناء الذي عانوة قبل الوصول .... وهذا له فائدتين ...الأولى أنهم استطاعوا المثابرة والعبور إلى تحقيق أهدافهم .... وهم أناس مثلي ومثلك وما حققوه يمكننا نحن أيضا بإذن الله تعالى تحقيقه.... الفائدة الثانية هي رؤية حالهم بعد أن تجرعوا الصبر وأنجزوا أهدافهم وكيف ذهب التعب والجهد وتبقت النتائج الرائعة يدفعنا دفعنا لمواصلة العمل والمثابرة .
سادساً .... في بطون الكتب ..... توجد قصص حياة لأناس عظماء ... اقرأ قصصهم واعرف ما نالهم من شرف وعز بعد المثابرة .

وبعد أن سردت لك من الأسباب ستة ... أدعو الله تعالى أن تكون معينة لنا ودافعة لنا على المثابرة والإصرار
من كتاب طريق الامتياز : كتبه : أحمد أبو حامد
منقول للاستفادة