كلـمة أمضى من سيف ،،،،، مقالة بقلم: نبيل حزين

الكلمة: لفظ يحمل مدلولا معنويا قد يرسل حروفه بقوة
تتجاوز واقع الموقف المألوف لدينا وتتوقف هذه الكلمة
على ثقة المتكلم بنفسه و مدى ثقافته ووعيه الاجتماعي والاقتصادي
ورؤيته السيكولوجية للأمور وتحليله لشخصية المتلقي الذي يستقبل هذا اللفظ ،
فكلما كان اللفظ منسقا واضحا
غير غامض ولا بذئ كان له تأثير راق على آذان السامعين
فيتوغل إلى أفئدتهم ويسري بين جوانحهم
محدثا ألفة معنوية بين اللفظ والمتلقي هذه الألفة

تتحول إلى رغبة في السماع بل الاستفادة من تأثير هذه الألفاظ
التي تستطيع تحريك الأمور بسهولة ويسر دون حاجة لرفع صوت
أو تهديد بحركات أو إشارات أو إيماءات ؛ لأن اللفظ قد وصل تأثره
إلى المتلقي وهو يحمل بين حروفه قوة صاحبه ومكانته
ووقوفه على أرض صلبة لا أرض مهتزة
وثقته في كل حرف يتفوه به ؛ لأن المتحدث مؤمن بما يقول صادق بما يتفوه.
فالكلمة أقوى في التأثير من أي جيوش مجيشة أو أساطير مسيرة
أما إذا خرجت عن المألوف وتنافرت من سماعها الآذان
وأعرضت عن أنسها القلوب فهي كلمة ضعيفة هينة ،لينة
لا ترقى إلى تسلق الأشجار المرتفعة ولا اختراق الحصون المحصنة؛ لأنها ضعيفة
في مدلولها السيكولوجي والاجتماعي والثقافي
وذلك يرجع إلى صاحب هذه الكلمة أنه غير صادق
ولا مؤمن بها ويتحدث وهو يقف على أرض مهتزة تقذفه الرياح أينما شاءت

فيخرج اللفظ سوقيا لا قيمة له سيء الخلق
لايأنسه القلب ولا ترتاح لسماعه الآذن فيضيع بين ضجيج الأصوات
وهمهمة الأفواه وإيماءات الوجوه وإعراض المتلقي

عن الاستماع اشمئزازا لما يحمله هذا اللفظ من حقد وكراهية وحسد للآخرين
فاللفظ كلما كان قويا صادقا يخاطب عقولا ويحترم آراء
ويُرسَلُ بصوت هادئ بين الرقيق والقوي بعيدا عن التهديد
كان لفظا أكثر تأثيرا وأقرب وجدانا للقلب
فيجمع المتلقي وصاحب اللفظ في مركب واحد
وهي مركب الحب والثقة ...
مقالة بقلم : نبيل حزين