إن لم تكن متقدماً فاعلم انك لست واقفا ....... بل متأخراً!
إعلم أنه من يبقى يراوح في مكانه يوشك أن ينتهي فمن لم يتقدم يتقادم ومن يتقادم ينتهي. وفي المثل الياباني : لاتنظر إلى الخلف حتى لاتقطع الطريق على نفسك وعلى الآخرين ... إن هذا المثل يعني أن ينظر الإنسان دائما إلى الأمام.. إلى المستقبل ...نحو الخطوة القادمة ... وألا ينحصر في تجربة عملها سواء كانت ناجحة أو فاشلة ، فيظل أسيراً لها .. إنّ ذلك يدعونا للعمل وباستمرار ...
فإنّ الذي لا يعمل لا يُخطئ لأنه لايعمل أصلا "إن الجالس يحصي أخطاء السائر " ويبقى جالسا!!! وإن توقفنا لفترة فعلينا العودة سريعاً فنحن لم نقف تماماً وإنما تأخرنا عن الركب قليلا ، إذا فلنعمل لنحقق طموحاتنا التي تزيد مع مرور الزمن ... وما إن يتحقق لنا أيُّ طموح حتى يتولد في أعماقنا طموحٌ آخر . "إن الشيء الذى يبحث عنه الانسان الفاضل موجود في ذاته أما الشيء الذي يبحث عنه الإنسان العادى فهو موجود عند الآخرين " وليس ذلك إلا الطموح والنجاح. تريد الاستمرار بالعمل لكن الكسل يغزوك أحياناً فما العمل؟؟؟ نعم كذلك هي سنة العمل قال صلى الله عليه وسلم(إن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك‏) والشرّة يعني أعلى الهمة والفترة أي الفتور. فالزم الجماعة واعمل معها فالجماعة بالنسبة للفرد كالماء للسمكة ، فكما أن السمكة خارج الماء أنفاسها معدودة محدودة ، فكذا الفرد يلفظ أنفاس حرارته الدعوية عندما يكون خارج صف الجماعة التي ينبغي أن ينتمي إليها ويعيش في وسطها ... إن حاسبت نفسك يومياً فلن تعرف للتأخر طريقا.. والله لن يغير ما بك حتى تغير من نفسك قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) الرعد (11) نعم لاتنتظر يوم الحساب ، حاسب نفسك مساء كل يوم ، اسأل نفسك ماذا فعلت لديني ؟ لوطني ؟ ماذا فعلت لأهل بلدي ؟ ماذا فعلت اليوم لأسرتي ؟؟؟. البعض يكتشف في نهاية اليوم أنه لم يفعل شيئاً يذكر ـ إذا فهو من المتأخرين ـ ، أخذ ولم يعط .. قبض ولم يدفع .. حصد ولم يزرع ... إنّ من يتصور أنه لايستطيع أن يقدم أو يؤخر فهو مخطىء ، بل إنه قادر على أن يقدم بلده إلى الأمام ، وقادر أن يرجع به إلى الوراء ..لاتظن أن عملك ووظيفتك إذا كانت صغيرة تضعف من شأنك أو تقلل من قيمة رأيك ... فتركن إلى الخمول وعدم العمل وتصبح في ركب المتأخرين .... عندما يشعر كل إنسان أنه شريك في المسؤولية فسوف يعمل الجميع كثيراً من أجل دينهم وبلدهم وأهلهم..
وإياك والتسويف أوتقول غيري يعمل فقد قال صلى الله عليه وسلم(لا يكن أحدكم إمعة، يقول : إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا أسأت ، ولكن وطّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن أساؤوا ألا تظلموا) واعلم أخي أنّ الله معينك وقد قال سبحانه(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)العنكبوت(69) قال ابن القيم رحمه الله : لله على العبد في كل عضو من أعضائه أمر ، وله عليه فيه نهي ، وله فيه نعمة ، وله به منفعة ولذة ، فإن قام لله في ذلك العضو بأمره ، واجتنب فيه نهيه ، فقد أدى شكر نعمته عليه فيه ، وسعى في تكميل انتفاعه ولذته به ، وإن عطل أمر الله ونهيه فيه ، عطله الله من انتفاعه بذلك العضو ، وجعله من أكبر أسباب ألمه ومضرته . وله عليه في كل وقت من أوقاته عبودية تقدمه إلى ربه وتقربه منه ، فإن شغل وقته بعبودية ذلك الوقت ، تقدم إلى ربه ، وإن شغله بهوى أو راحة أو بطالة تأخر ، فالعبد لايزال في تقدم أو تأخر ، ولا وقوف في الطريق البتة . قال الله تعالى : ( لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ)المدثر (37)
أخيراً .... وإذا كـانت النفوس كبارا ....... تعبت في مرادها الأجسام إذا فلن نقف بوسط الطريق ولن نسير مع المتأخرين بل سنعمل دوما وسنصل إلى الأفضل .......