تعليم التفكير ضمن المنهج المدرسي يساعد الطلبة على فهم أعمق للمجال المعرفي والتدريب على الإنتاجية الإبداعية وتطوير مفهوم الذات، رفع مستوى التحصيل، تطوير الاتجاهات نحو التعلم، وتطوير استراتيجيات التدريس عند المعلمين.
يرى تورانس (Torrance 1990) بأن التغير في أهداف العملية التعليمية يُمثل تغيراً تطورياً هاماً، حيث تركز مدارس المستقبل على تنشئة جيل قادر على التفكير وعلى القيام باكتشافات علمية جديدة وعلى إيجاد حلول للمشكلات الحياتية، كما أكّد على دور المدرسة الحقيقي بقوله:"يجب أن تكون المدارس أماكن للتفكير وليس للتعلم فقط". ويؤكد سوارتز وباركز (Swartz and Parks, 1994) أنّ بمقدور كل إنسان أن ينمّي قدراته العقلية ويطوّرها باستمرار من خلال ما يواجهه في حياته من تجارب وخبرات، ويعد تحسين نوعية التفكير لدى الطلبة من أولويات الأنظمة التربوية، وذلك من أجل مواجهة التحديات التي أوجدتها ثورة التكنولوجيا وتعدّد الثقافات. هذا ولعلّ أهم القضايا الواجب مراعاتها عند تعليم التفكير في المنهج المدرسي تتعلق بضرورة تدريب الطلبة على التفكير الجيّد، وممارسة الأحكام الناقدة، والتفكير الإبداعي. كذلك التدريب على جمع المعلومات وتقييمها واستخدامها؛ لأجل حلّ المشكلات واتخاذ القرارات في أعمالهم وحياتهم بطرق فعّالة. فتعليم التفكير في المناهج المدرسية أصبح ضرورة مُلحة، فكل طالب قادر على تنمية مهارات التفكير لديه.

وينطلق تعليم التفكير من عدة مبادئ، منها:
كلما كان تعليم التفكير ذو أهداف واضحة، كلما أثر ذلك إيجابياً على الطلبة.
كلما تم دمج تعليم مهارات التفكير في المنهج المدرسي، كلما ساهم ذلك في تمكين الطلبة من استخدام مهارات التفكير بشكل أفضل، وتوظيفها في المعلومات التي يتلقونها.
المنهج المدرسي ليس عبارة عن معلومات مجرّدة، ولكنه عبارة عن معرفة وثقافة ومهارات يجب أن يستخدمها الطلبة من أجل إصدار الأحكام واختيار المناسب وتوظيفه في الأنشطة الحياتية، فمثلاً يتم تعليم الطلبة عن النظام الغذائي السليم لكي تنعكس هذه المعلومات على نظامهم الغذائي بشكل إيجابي.
إن تعليم التفكير لا يشمل دمج مهارات التفكير في المنهج المدرسي فقط، بل قد يتضمن تحليل المنهج وإعادة تخطيطه من جديد، والتوسع والإثراء فيه، بما يتناسب وحاجات الطلبة.
إن النشاطات الخاصة بمهارات التفكير في المنهج يجب أن تخدم مجالات النمو والتطور المختلفة عند الطلبة، وكذلك تنوع الذكاءات والاهتمامات، بالإضافة إلى تنوع أنماط التفكير والتعلم، وجميع مجالات الفروق الفردية فيما بين الطلبة أنفسهم.
عند تنفيذ أو تقييم أي برنامج لتعليم التفكير ينبغي علينا أن نأخذ في الحسبان عدد من الأمور المتمثلة في: التعرف على مهارات تفكير متنوعة، وربطها مع المنهج، ومعرفة استراتيجيات استخدام مهارات التفكير المتعددة، واستراتيجيات قيادة التفكير وتوجيهه، وكذلك توليد اتجاهات مدعّمة وملازمة للمهارات التفكيرية، وتهيئة البيئة الصفّية والمنزلية التي تساعد على التفكير الجيد.
يجب أن لا ننسى أن تعليم التفكير والتفكير نفسه يحتاجان إلى الوقت والجهد والصحّة والقيم واللغة، ويمكن قياس أثر تعليم التفكير في المنهج المدرسي، من خلال استخدام اختبارات الإبداع أو التفكير الملائمة لطبيعة المهارات التفكيرية التي تم دمجها، وكذلك من خلال ملاحظة أثر ذلك على التحصيل وعلى تقدم الطالب في المدرسة، وإنتاجيته، وتطور جوانب الشخصية الأخرى.

منقول