صفات المعلم الجيد


إعـداد
د / صبري خالد عثمان

مشرف اللغة العربية بمدارس العروة الوثقى


مقـــدمــــــة :
لقد شهد العالم بعض التحولات والتطورات التي يشهدها النظام العالمي ومن أهمها الثورة العلمية والتكنولوجية ، التي تعتمد في المقام الأول على العقل البشري ، وتوجه العالم في مناطق مختلفة إلى تكوين تكتلات اقتصادية وسياسية ، وظهور ما يسمونه بالثورة الديمقراطية الثانية ، وانهيار أسوار الاتحاد السوفيتي ، فضلاً عن التغيرات الاجتماعية والسكانية والبيئية والمناخية الأخرى .
ولقد انعكست هذه التحولات على نواحي الحياة في المجتمعات المختلفة وتمثلت في ظهور ما يسمونه بالنظام العالمي الجديد .
ولقد انعكست هذه التغيرات على النظم التعليمية الجديدة وأثقلتها بالأعباء .
ولما كان المعلم الركيزة الأساسية في تنفيذ السياسة التعليمية كي تواجه تلك الهجمة الشرسة على ثوابتنا وبيئتنا ، وكان من الضروري الاهتمام بإعداد المعلم الإعداد الذي يمكنه من أداء مهمته في مجتمع متغير وتحديات صارخة .


التحديات العالمية ومتطلباتها التعليمية :-
1- التحول المعلوماتي والتكنولوجي :
حيث تعتمد الثورة العلمية والتكنولوجية على مصدر متجدد وهو التدفق اللامتناهي واللامحدود للمعرفة والأفكار ، وقد ساعد التقدم العلمي في مجالات الأقمار الصناعية والحاسبات الآلية الإلكترونية الدقيقة على تخزين وتشغيل واسترجاع وإرسال كميات هائلة من المعلومات والمسافات البعيدة بنفقات متناقضة للغاية وفي هذا السياق برزت تكنولوجيا المعلومات وهي تلك التكنولوجيا التي تتعلق بجمع وتوصيل وتخزين واستعادة ومعالجة وتخليق التعليمات .
وفي مواجهة هذا التحول المعلوماتي والتكنولوجي تتحمل النظم التعليمية العربية مسئوليات ضخمة وفي مطالبة بأن تعمل باستمرار على تطوير وملائمة وتغيير برامجها التعليمية لتعكس تأثيرات العلم والتكنولوجيا ، وأن تسعى لإعداد الطلاب لحياة التعليم وأن تتيح الظروف التي تشجع وتعضد المعلمين لكي يكونوا مفكرين وباحثين ،و أن تعتبر التعليم المستمر شرط ضروري للبقاء في هذا العالم الجديد .
2- التحول الاقتصادي :-
يتجه العالم اليوم نحو تكتلات وتجمعات اقتصادية عملاقة فيما بين الدول ، كالسوق الأوروبية المشتركة وتكتل الدول الأمريكية ما عدا كوبا والرغبة العربية في إنشاء سوق عربية مشتركة وذلك لخلق فرص للتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري .
3- التحول الاجتماعي :-
شهد العالم في النصف الثاني من القرن العشرين – تحولات وتغيرات اجتماعية مهمة لعل من أهمها ما يوصف بظاهرة الانفجار السكاني وهو لا يمثل مشكلة بالنسبة للدول ذات معدلات التنمية المرتفعة أما بالنسبة للدول العربية فإن معدلات النمو الاقتصادي لا تتناسب مع معدلات النمو السكاني قد ترتب على ذلك قيام أوضاع اقتصادية غير مرغوب فيها مثل زيادة الاستهلاك ، وقلة المدخرات واعتماد الكثيرين من العاملين في قطاع الخدمات على دخول القلة العاملة في قطاع الإنتاج ، كل هذا يفرض المسئوليات المتزايدة على النظم التعليمية في الدول العربية إضافة إلى مسؤولياتها عن مواجهة تعليم الإعداد المتزايدة من الأبناء .
4- ازدياد الاهتمام بالتعليم :-
كان الاهتمام في الماضي في التعليم يدور حول الاهتمام بإعداد المناهج الدراسية مسبقاً وتوجيهها لخدمة مستقبل الطلاب أكثر من حاضرهم ولم يكن هناك اهتمام يذكر بميول المتعلمين واستعداداتهم العقلية ومع تطوير التربية وتقدم البحوث التربوية والنفسية انتقل الاهتمام في العملية التعليمية بالمتعلم وباستعداداته وقدراته العقلية وترتب على نقل الاهتمام في العملية التعليمية اشتراكه في الجهود والأنشطة التي تزوده بالخبرة ووضع قدراته واستعدادات المتعلم العقلية في الاعتبار عن بدء المنهج وانتقاد أساليب وطريقة التدريس واستخدام الوسائل التعليمية ، وعلى المعلم التي تفي بحاجات المتعلمين وتسهم في حل مشكلاتهم .


سبل تطوير المعلمين :-
قد فرضت التحولات والتحديات المعاصرة على المعلمين أن يواصلوا عملية تطوير أنفسهم ويتم ذلك من خلال :
أ*- القراءات الحرة :-
حيث إن القراءات الحرة هي الوسيلة التي تمكن المعلم من متابعة التدفق المعرفي ومواكبة الثورة المعلوماتية الهائلة .
ب*- التدريب أثناء الخدمة :-
مفهوم التدريب أثناء الخدمة يرتبط بمفهوم التربية المستمرة أو التعليم مدى الحياة .
ومن الأهداف العامة للتدريب أثناء الخدمة :-
1- الاهتمام بالمجتمع وثقافته ومشكلاته ودراستها دراسة واعية وتحليل أهدافه تحليلاً عميقاً .
2- الاهتمام بالعلوم والتفكير العلمي والبحث التجريبي .
3- الاهتمام بالنواحي العلمية وتفهم قيمة التعليم المهنية .
4- الاهتمام بمشكلات الوطن العربي الأساسية والاقتصادية والاجتماعية .
5- التأكيد على كل ما من شأنه إعداد مواطنين منتجين .
6- حفز المعلمين على النمو المهني المستمر .
7- التفهم العميق للعملية التربوية وطبيعة عملية التعلم .
8- الأخذ بعمليات النقد البناء وإتقان عمليات التقييم .
9- تقدير العلاقات الاجتماعية والعمل مع الجماعات .
المبادئ والأسس التي تقوم عليها سياسة تدريب المعلم :-
من المبادئ والأسس التي تقوم عليها سياسة تدريب المعلم :-
1- أن يكون تدريب المعلم بعد تخرجه تدريباً مستمراً .
2- أن يتناول التدريب الكفاية للجوانب العلمية التطبيقية .
3- أن يخطط محتوى البرنامج التدريبي ، وتحدد طريقته على ضوء تحديد مستويات الكفاية المطلوبة .
4- أن تتطور برامج التدريب بصفة مستمرة بحيث تلاحق التطورات المستحدثة .
ج_ الحلقات البحثية واجتماعية هيئة التدريس .
تفيد الحلقات البحثية المعلمين في تبادل المعلومات ووجهات النظر وتثري الجوانب المعرفية لدى المعلمين بشكل مستمر وعلى أساس ايجابي ويمكن لمعلمي أي مادة تخصيص ميعاد دوري لعقد تلك الحلقات البحثية لتدارك ما قد يواجهونه من مشكلات .
د- الدراسات التكميلية التجديدية .
تسعى الدراسات التكميلية وللتجدية إلى استكمال دراسات المعلم أو الحصول على المزيد منها بعد تخرجه من مؤسسات إعداده .
هـ - المؤتمرات والندوات .
الاشتراك في المؤتمرات والندوات يساعد المعلم على النمو المستمر وذلك من خلال ما تعرض له من موضوعات تتناول قضايا تعليمية مختلفة .

ز- التعليم بالمراسلة :-
يعتمد على المكاتبات البريدية ويتضمن عديداً من العناصر من أهمها المواد التعليمية والخبرات التربوية التي يراد إكسابها إلى الأفراد الذين يستفيدون من هذا الأسلوب ويتم إعداد تلك المواد إعداداًُ خاصاً .
ح- وسائل الاتصال الجماهيرية :-
تقوم وسائل الاتصال الجماهيرية بدور مهم في النمو المهني للمعلم حيث تسهم في نشر المعارف والأفكار بين أفراد المجتمع وكذلك توضيح كثير من الأمور كما أنها تبصر قطاعات عريضة من جماهير المجتمع في مختلف أعمارهم ومنها بأهداف مجتمعهم ويدخل المعلمون بين هؤلاء بالطبع هذا بالإضافة إلى ما تقدمه وسائل الاتصال .