فلسفة ما بعد الثورة
كثير من الفلسفات، والتيارات ظهرت على السطح بعد ثورة 25 يناير لم تكن موجودة من قبل ، واللافت للنظر هو أن الكثير من دعاة الفكر الإصلاحي، والتجديدي ،والمطالبين بالتغيير هم أنفسهم الذين يطالبون بالحفاظ على الأمن والرجوع إلى السلطة ، وتكريس النظام السابق فى مرحلة ما قبل الثورة ، والبعض أثناء الثورة كان يندد بالثورة، والمطالبة بالحرية ، وعندما تحول الأمر لصالح الثوار الحقيقيين أصبحوا فى معية الثورة ، وأصبحت لهم أجندات وطنية جديدة تحمل اسم الحرية ، ولهم مريديهم فى كل مكان، ويذهبون ورائهم .التفكير التوافقي والتفكير المتباعد فى فلسفة ما بعد الثورة
والآن ، ونحن على أعتاب انتخابات من المفترض أن تتسم بالنزاهة، والموضوعية ، ما هو مصير الإرادة الشعبية الحقة ، والثوار الحقيقيين الشرفاء الذين يندفعون لخدمة المجتمع، ولا تشترى أصواتهم من أجل المصالح الشخصية للمتلونين، وأصحاب الأجندات الخاصة .
مع كل هذا ،وذاك برزت على السطح تيارات خفية تهدم الاقتصاد القومي ، وتحاول سرقة الممتلكات الخاصة للوطن ، والدولة من أجل إخفاء حقائق، وملفات تدين الكثير ، والتهرب من المحاسبية .
وما يحدث، ومشاهد من أعمال تخريب فى ربوع القاهرة ،والأسكندرية ،ودماء شهداء تراق كل يوم بفعل التفكير المتباعد عن أهداف الوطن ، وبفعل هؤلاء الذين يتمنون أن يرون مصر مشتتة الأركان ، ومحطمة الأمانى ، والطموحات ، وبلا مستقبل حقيقي ، فى ظل إنعدام الأمن والأمان ،وقتل الوحدة الوطنية ، والتفكير فى إشعال الفتن ، فكل من تطرأ على ذهنه أفكار شيطانية يعتقد أنه يمكنه أن يحققها بإرادة فئة من الشعب لا هوية، ولا انتماء حقيقي لهم، ويحاول أن يبث أفكاره المسمومة للنيل بالمجتمع ، والضحية هو الشعب المصرى بأكمله .
دمار المجتمع المصرى يتأتى من التفكير المتباعد عن مصالح المجتمع فى تحقيق الاستقرار والتنمية ، والاستثمارات فى مجالات الاقتصاد ، والتعليم ، والتجارة ......
انتبه أيها الشعب الكريم من هؤلاء ذوى المصالح ، والأجندات الخاصة ، والذين ظهروا بعد الثورة، ويحاولون أن يبثوا سمومهم من خلالكم ، ويستغلون الظروف الاقتصادية للبلاد ويشترون أصوات الناخبين ، ويتعهدون بالإصلاح ، والتطوير ، والتنمية ، وينشرون أفكارهم فى كل مكان ، ثم بعد فوزهم لا نراهم، ولا نسمع عنهم شيئاً ، ولا ينفذون برامجهم التى فى الغالب لا يعرفون عنها شيئاً ، ولا يحققون إلا ما مآربهم فى الوصول للسلطة ، ويخدمون أنفسهم فحسب ، انتبه أيها الشعب الكريم من هؤلاء ، حكموا عقولكم، وضمائركم ، ولا تهتفوا لأصحاب التفكير الهدام للوطن ، وصوتوا لمن ترون فيه الأمل ، ويخدم المجتمع بلا حسابات شخصية، أو رغبة في الحصول على قطعة من الكعكة ، انتبهوا ، ولا تتحولوا إلى ضحاي بأيديكم نتيجة لقلة وعى البعض ، والجري وراء الوعود ،والمغريات المادية ، والعينية التي يقدمها المرشحين لناخبيهم .
فصوتكم أمانة ، ومسئولية ستحاسبون عليها بلا ريب . فلا تسمحوا لهؤلاء أن يشتروا أصواتكم على حساب دماء الشهداء والكثير من الشرفاء من أبناء الشعب المصرى .
وتذكروا رجال شرفاء أمثال رفاعة الطهطاوى ، وسعد زغلول ، وطه حسين، مصطفى كامل وغيرهم كثيرين بنوا المجتمع المصرى وتحملوا الصعاب ، من فقر وتهميش واستبعاد سياسى من أجل الحفاظ على الوطن والمواطنين ، وكرامة الشعب وصيانة هوية المجتمع المصرى .
وفى الختام نختم بقول البارى عز وجل (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِفَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا) الأحزاب الآية (23).
فاطمة الزهراء سالم
.................................................. ...........................................
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)