عندما نسأل أى شخص فى سن العمل ، هل تريد أن تعمل ؟ يجيب على الفور ؟ طبعاً لكن الظروف ، والدولة لا توجد بها أية فرصة عمل بالحكومة أو القطاع الخاص . كما يستطرد كل يوم أبحث فى الجرائد عن فرصة عمل لا أجد شيئاً يتناسب مع قدراتى . وإذا سالت شخص يعمل فى مكان ما ، ما هى قدراتك الحقيقية ؟ سيندهش من هذا السؤال ويستغرق وقتاً طويلاً للإجابة عليه . ما معنى هذا ؟ هذا لا يحمل إلا معنى واحد هو أننا لا نعى بقدراتنا الحقيقية ، وما يناسبنا من أعمال ، ويمكن أن نوضع فى أماكن غير أماكننا ولا تناسب قدراتنا الحقيقية لأنها فرصة لا يمكن تضييعها . والنتيجة هى موت لقدراتنا الحقيقية على الفعل الحقيقى ، وتعثر على إدراك الأمور من حولنا لأننا نجهل المهارات المؤهلة للعمل بهذه الوظيفة . الكلام بشكل آخر على مدار ربع قرن من الزمان ، كنا نعتمد فى شغل المناصب على أهل الثقة دون أهل الخبرة ، الذين لديهم قدرة على الإذعان والطاعة وتسخير كل شئ لخدمة السلطة على حساب العمل والتنمية وخدمة المجتمع بأكمله . لهذا مع توريث هذه الفكرة أضحت الكثير من الأجيال تقول لدينا القدرة على كل شئ ، وندخل فى كل شئ . لأنهم للأسف لا يعلمون حقيقة قدراتهم وإمكاناتهم الحقيقية لأن الأبواب تفتح لهم بسهولة لشغل أماكن ليست من حقهم . والنتيجة وقوف الكثير من الكوادر الحقيقية القادرة على الفعل فى طابور البطالة نتيجة لسارقى التخصصات عنوة وبلا وجه حق . والآن بعد القضاء على آفة الظلم والطغيان أما آن الآوان لإعطاء كل ذى حق حقه وأن يعود الحق لأهله ، وأن يحترم الأفراد تخصصاتهم الذين قضوا فيها سنوات عمرهم بالدراسة والبحث ونيل الدرجات العلمية ، أما آن الأوان أن يتركوا أماكنهم لذوى الخبرة والتخصص ، ويعودوا إلى تخصصاتهم . ذرة ضمير واحدة تجعل المجتمع فى حالة تقدم ، وترك ذوى التخصص يعملون ويفعلون فى حقولهم ، وعدم طغيان غير المتخصصين ونيل حقوق ليست من حقهم لا لشئ إلا لأنهم فلول من النظام السابق القائم على المحسوبية ، وشغل الأماكن والتحكم فيها بلا مبرر إلا فرض الرأى بالقوة ، بلا علم أو تخصص حقيقى . كفانا هذا ودعونا نرفع شعار التخصص ، ونقول yes we act لكل من يحترم تخصصه ولا يجور على التخصصات الأخرى ويعرف قدراته وإمكاناته الحقيقية .