مزايا وأخطار العمل الجماعى

فى إطار سلسلة حلقات yes we act نتحدث اليوم عن مزايا ،وأخطار العمل الجماعى . ولكن فى البداية دعونا نعرف
ما المقصود بالعمل الجماعى ؟
يشير مصطلح العمل الجماعى ، إلى اشتراك أكثر من فرد فى تحقيق مهمة ما ، قد تكون هذه المهمة تابعة للمؤسسة التى يعمل بها الأفراد المكلفون بأداء المهمة ، أو مهمة خاصة ،أو مشروع خاص يشترك فى تنفيذه أكثر من شخص .
والسؤال ما هى مميزات العمل الجماعى
:-

-يحقق آليات التواصل الاجتماعى ، والمشاركة الاجتماعية .
-يسهم فى تحقيق الأهداف المنشودة من العمل .
-يسهم فى إنجاز المهام بسرعة .
-تتكامل فيه الكثير من الأفكار ،والآراء .
-يكتسب من خلاله الفرد مجموعة من المهارات .
-تتميز الأعمال المنجزة من خلال العمل الجماعى بالدقة ،والإتقان .
ولكن على الرغم من أهمية، وضرورة العمل الجماعى الذى نحث عليه دوماً ، إلا أن عملية بناء الفريق الذى يحقق إنجاز المهام المطلوبة بدقة ،وسرعة ،وإتقان عملية فى غاية الصعوبة ، لأن الكثير من المجتمعات العربية تلجأ فى العمل الجماعى أو المؤسسى إلى الاستعانة بأهل الثقة لتحقيق مصالح معينة ، والكثير من هؤلاء ليسوا على خبرة كافية بالأمور ، فبالتالى يفشل عمل الفريق ، لأن عملية بناء الفريق لم تتم بناء على معايير موضوعية ، وإنما جاءت وفقاً لمعايير ذاتية ، لتحقيق مصالح معينة
لهذا فمن هنا تكمن خطورة العمل الجماعى من خلال :-
-عمليات تزييف الوعى المستمرة بأن ما تم إنجازه هو أفضل ما يكون لأن معنا الخبير فلان ، فى مجال معين لا علاقة له بالمهمة المطلوبة .
-إن مجرد وضع إسم فلان على العمل المقدم يضمن تمريره بسرعة ،والموافقة عليه .
- فى الغالب الكثير من فرق العمل لدينا أغلب الأعضاء لا يعملون فيها ، ويقوم فرد أو إثنين بإنجاز العمل كله ، ويتم وضع كافة الأسماء تشريفاً للعمل فحسب ، ودون وضع بصمة حقيقية استكمالاً لعمليات تزييف الوعى .
- النتيجة المرجوة ، وهى التقدم، والارتقاء تكون غير محققة ، وفى نهاية الأمر نكثر من الحديث أن المجتمع فى أزمة ،ويعانى من الوهن، والضعف ،وعدم وجود كوادر حقيقية .
الخطورة هنا تكمن فى أن الكوادر موجودة بالفعل ، ولكنها غير قادرة على الفعل ، لأنها لم توضع فى مكانها المناسب ووفقاً لمهارتها التى اكتسبتها فى مجالات أخرى ، لا علاقة لها بالمهمة المطلوبة . وقد تم وضعها برغبتها أو تشريفاًُ لاعتبارات غير علمية ، وغير موضوعية فى الغالب .
من هنا من الضرورى عند الإقدام، والدخول فى عمل جماعى ، أن نعى بقدرتنا كاملة على أداء المهمة المطلوبة أم لا ،أو الاعتذار عنها لأنها فى غير مجالى أو تخصصى الذى عانيت سنوات طوال لاكتساب مهارات فيه لا يمكن أن تضيع بسهولة هباءًا
لهذا أحسب إذا كنا فعلاً نريد أن نرفع كلمة yes we act فمن الضرورى ألا نضحك على أنفسنا ، ونخدعها بالدخول فى مهام ليست فى مقدورنا ، ولا نستطيع أن نؤديها ، ونتركها لذوى الخبرة ، وندخل فيما هو مناسب لنا ، ونجتهد ،ونسعى لاستخراج أفضل ما عندنا لأننا نرفع دائماً شعار yes we act ونفعله بإرادتنا ، وأعمالنا، وليس شعاراً فحسب .