صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: التعليم في البوسنة

  1. #1
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    سوهاج - مصر
    المشاركات
    149

    Post التعليم في البوسنة

    التعليم في البوسنة.. خير "سلاح" في الدنيا كتاب!!
    تعـد مقولة محمد إقبال (رحمه الله) ذات أهمية في مجال التعليم، وهو يعلق ساخراً بطريقته الفلسفية على هلاك فرعون قائلاً: «يا لبلادة فرعون، لو أنه أسس المدارس ما تعرض للهلاك وسوء الأحدوثة في التاريخ» والرئيس علي عزت يقول إنه لم يفكر في شبابه أن يخوض معترك السياسة من أجل السياسة، وإنما كان همّه منصباً على التعليم، وكان يريد أن يطوف العالم الإسلامي ليحثَّ المسؤولين وأهل الذكر على إيلاء هذا الموضوع ما يستحق من عناية، لما له من أهمية في رقي الأمم وانتصار الحضارات.
    وهذه الحقيقة لم تغب عن الآخرين من أصحاب الديانات والنظريات؛ بل نجدهم حريصين كل الحرص على الانتصار لمذاهبهم وأفكارهم من خلال التعليم خاصة، وكانت البوسنة والهرسك من البلاد التي توجد بها أغلبية مسلمة، غلبت على أمرها من قبل زمرة من الشيوعيين الذين عملوا على مسخ الهوية الإسلامية، وتزييف التاريخ والواقع، مستعينين بسلطة التعليم التي كانت في أيديهم.

    رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ

    دمتم لنقاء و دامت نقاء لنا

  2. #2
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    سوهاج - مصر
    المشاركات
    149

    Post تابع التعليم في البوسنة

    التعليم قبل الحرب
    الملامح الرئيسة للتعليم قبل سنة (1992م) يمكن أن تبرز من خلال عدة محاور منها:
    1ـ تغييب العنصر الإسلامي: لغة وحضارة وإنساناً، ولولا الخلاف الذي حدث بين الصرب والكروات على (لمن ينتمي المسلمون، هل للكروات أم للصرب؟ واتفاق الطرفين في غياب الطرف الثالث على أن يعتبر الإسلام هو هوية المسلمين في البوسنة والهرسك واعتبارهم طائفة ثالثة في البلاد) لفقد المسلمون هويتهم، ولم يخل هذا الأمر ـ وهو إطلاق صفة المسلمين على المسلمين البوشناق في البوسنة ـ من تغييب الصفة العرقية وهي البوشناقية واعتبار المسلمين طارئين من مخلفات الأتراك في حين هم أعرق من الصرب والكروات في البلاد.
    2ـ تغييب العنصر اللغوي: إلى جانب تغييب الهوية؛ عمل الشيوعيون وقادتهم من الصرب والكروات على إبعاد العنصر اللغوي البوسني، فرغم أنهم يتحدثون لغة واحدة؛ إلا أنه توجد اختلافات كثيرة في النطق وأسماء الأشياء حتى إنه يطلق على المعجم القويم (المعجم الصربوكرواتي) ويجبر المسلمون في المدارس على القراءة على الطريقة الصربوكرواتية فقط، كما يجبر المسلمون على تعليم القراءة والكتابة بالحروف الصربية التي تختلف عن اللاتينية، وإنما تشبه اليونانية والروسية أي البيزنطية، وهذا العدوان التعليمي حافظ على كل الآثار التي تركها الاحتلال النمساوي على التعليم، وبخاصة طريقة الكتابة، فمعروف أنه حتى استيلاء النمسا على البوسنة والهرسك كانت اللغة البوسنية تكتب بالحروف العربية، ولا تزال هناك مخطوطات وكتب ونقش على الأحجار تثبت هذه الحقيقة الساطعة، ويتطلع الغيورون من المثقفين البوسنيين إلى ذلك اليوم الذي تعاد فيه الكتابة بالحروف العربية في البوسنة والهرسك، فإن استطاع أقوام أن يجددوا لغاتهم القديمة، ومنها ما مضى عليها أكثر من ألفي عام؛ فالبوسنيون لديهم الإمكانات بإذن الله لبعث لغتهم وإن كانت قواهم الحالية وسط المحيط الدولي لا تسمح لهم بذلك.
    3ـ تغييب التربية الإسلامية والعمل على إضعافها: الأمر الآخر وثالثة الأثافي كما يقول قدماؤنا، هو تغييب مادة التربية الإسلامية، وطرد كل من تعرف لهذا الموضوع داخل المدارس ومحاكمته، أو أدخل كتباً إسلامية أو روجّها ودعا إلى قراءتها. ويذكر بعض التلاميذ المسلمين أنهم كانوا يلجأون إلى حائط أحد المساجد للحديث عنده وليس في نيتهم الدخول إليه أو الصلاة، ولكن ناظر المدرسة ومسؤوليها كانوا ينهرونهم ويهددونهم بالطرد من المدرسة وتسليط جميع صنوف العقاب عليهم إن عادوا إلى الاتكاء على حائط المسجد معللين ذلك بقولهم: أوامر فوقية!
    التعديل الأخير تم بواسطة عماد عبد الوهاب عبد العال ; 08-01-2011 الساعة 12:00 AM

    رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ

    دمتم لنقاء و دامت نقاء لنا

  3. #3
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    سوهاج - مصر
    المشاركات
    149

    Post التعليم في البوسنة

    التعليم أثناء الحرب

    في أثناء الحرب (1992 ـ 1995م) تعرضت أكثر من ثلاثة آلاف مدرسة لإصابات مباشرة، وتوقفت الدراسة في بعض مراحل الحرب، ولكنها استمرت بشكل أو بآخر عندما خصصت الأقبية والسراديب حتى المساجد للتدريس بأمر من الرئيس ا لبوسني علي عزت، ويمكن حصر المشكلات التي تعرضت لها العملية التعليمية في البوسنة والهرسك كالآتي:
    1ـ نقص الكوادر في مجال التعليم: بسبب الحرب اضطر الكثير من المعلمين إلى الهجرة خارج البوسنة والهرسك، واضطر بعضهم الآخر إلى حمل السلاح والدفاع عن هوية الشعب المسلم، وكان لذلك أثره البالغ على العملية التعليمية في البوسنة والهرسك، واضطرت الحكومية البوسنية في ذلك الوقت إلى الاستعانة بكوادر أقل خبرة، ومضاعفة ساعات التدريس بالنسبة للكوادر التي فضلت البقاء في البوسنة والهرسك على الهجرة إلى الخارج، الأمر الذي أرهق المعلمين، فساعات العمل الإضافية كانت تراوح بين ست وتسع ساعات يومياً أو أكثر في بعض الحالات.
    2ـ نقص الكتب والقرطاسية: عانت المدارس في البوسنة والهرسك نقصاً هائلاً في الأدوات القرطاسية والكتب الدراسية والأقلام، لاسيما المدن المحاصرة، ومنعت الأمم المتحدة إدخال هذه المواد إلى البوسنة والهرسك، وبخاصة العاصمة سراييفو بحجة أنها ليست من المواد الغذائية!
    وقد اضطر المعلمون إلى اختصار المواد، وكان القلم الواحد يتناوبه خمسة طلبة.
    3ـ البرد الشديد: عانى الطلبة والمعلمون أثناء الحرب البرد الشديد في غياب وسائل التدفئة والكهرباء التي كانت مقطوعة، حيث تصل درجة الحرارة إلى (14) درجة تحت الصفر، ويصف أحد الطلبة الموقف فيقول: «كنا نحاول أن نمسك القلم بأيدينا بعد أن نلفها بأطراف أكمامنا فلا نستطيع إلا بشق الأنفس».
    4ـ الجوع: يؤثر الجوع على عملية الإلقاء والتلقي، وقد تعرض المسلمون في البوسنة والهرسك لهذا النوع من الألم، ألم الجوع، وألم عدم الاستيعاب بسببه.
    5ـ الخوف: كانت العملية التعليمية تتم وسط أزيز الطائرات وأصوات المدافع، وهذا أثر على عملية الاستيعاب أيضاً.
    6ـ الانتقال: في أثناء الحرب اضطر الأطفال والشباب إلى الهجرة سواء إلى مدن أخرى أو إلى خارج البوسنة، ووجدوا صعوبات كبيرة في التأقلم مع الوضع الجديد، فضلاً عن مشكلات فقدان أحد أفراد الأسرة وبخاصة الأب أو الأم، أو كليهما معاً، مما أثر على نفسيات الطلبة أو بعضهم.
    7ـ الجهاد: أثناء الحرب اضطر الكثير من المعلمين والطلبة إلى الذهاب إلى خطوط النار، وبعضهم قضى نحبه هناك، أو تعرض للإعاقة.

    رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ

    دمتم لنقاء و دامت نقاء لنا

  4. #4
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    سوهاج - مصر
    المشاركات
    149

    Post التعليم في البوسنة

    التعليم بعد الحرب

    بعد الحرب المدمرة، والتي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء. سعى المجتمع الدولي جاهداً للتعاون مع الأجهزة والهيئات القومية في البلاد من أجل إرساء أسس للمصالحة بين الأطراف المتحاربة، وإعادة بناء البلاد كدولة موحدة، وهي مهمة عسيرة شاقة، ومعقدة للغاية.
    وقد أبدت منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة لهيئة الأمم المتحدة (اليونسكو) اهتماماً بالغاً بالتعاون مع جمهورية البوسنة والهرسك في مجال التعليم خلال فترة الصراع التي شهدتها البلاد، وذلك من خلال الاضطلاع بأنشطة متعددة، ووفائها ببعض المتطلبات المحلية للبلاد.
    وفي أواخر عام 1995م، وفي ظل توقيع اتفاق ديتون للسلام أتيحت الفرصة أمام الهيئة الدولية (اليونسكو) للتعرف على الوضع الجاري في البوسنة والهرسك عن كثب، وهو الأمر الذي يمكنها من دراسة آفاق المستقبل واستكشاف المضامين الجوهرية المأمولة من التعليم في البلاد.
    والواقع أن المنظمات والهيئات الدولية الأخرى لم تكتف بدور المتابع للأحداث المأساوية في البوسنة والهرسك، وإنما سارع بعضها إلى مد يد العون بهدف تحقيق السلام المنشود في البلاد. ومن بين هذه الهيئات الدولية، نجد أن برنامج الأمم المتحدة قد أخذ على عاتقه القيام بسلسلة من المراجعات والمعاينة لقطاعات العمل، والزراعة، والصناعة، ووسائل الاتصالات، والتعليم في البوسنة والهرسك.
    ونظراً لتشابه أهداف وغايات المنظمتين الدوليتين فقد قررتا توحيد جهودهما، والعمل بشكل مشترك مع السلطات الوطنية المشرفة على النظام التعليمي في البوسنة والهرسك.
    وقد أعدت الهيئات تقريراً عن عملها في اتحاد البوسنة والهرسك، واعتمد التقرير على الملاحظات والنتائج التي توصلت إليها بعثة اليونسكو للبوسنة والهرسك. وقد رأس وفد البعثة السيد/ جون بينون، وضمت البعثة مهندساً معمارياً، ومختصاً في شؤون التعليم العالي، وثالثاً في اقتصاديات التعليم، ورابعاً في مجال التعليم العام، بالإضافة إلى رئيس مكتب اليونسكو بسراييفو، والمنسق التعليمي لليونسكو هناك. وقد ساهم الأخيران بشكل جوهري في قيام بعثة المنظمة بعملها الميداني. وقد بذلت جميع الجهود للتأكد من دقة المعلومات والبيانات التي تم جمعها، بيد أنه يجب التنويه إلى أن البعثة لم تتمكن من التحقق في بعض المعلومات والإحصاءات التي تم التوصل إليها.
    وزارة التعليم في اتحاد البوسنة والهرسك
    وزارة التعليم (moe) في البوسنة ليست وزارة قائمة بذاتها، إنما هي جزء لا يتجزأ من وزارة التعليم والعلوم والثقافة والرياضة والإعلام (moesci). أما وزير التعليم المنوط به مهمات وأعباء وزارة التعليم فيعاونه نائبان بالإضافة إلى أمين عام واحد.
    وتضم وزارة التعليم سبع إدارات تشرف عليها هيئتان: الأولى خاصة بالتعليم، والثانية خاصة بحماية الآثار التاريخية. ومن بين الإدارات السبع، هناك ثلاث إدارات تختص بشؤون التعليم مباشرة، ويترأس كل إدارة وكيل وزارة مساعد. أما الإدارات الثلاث المذكورة فهي:
    1ـ إدارة التعليم: ومهمتها الإشراف على التعليم في مرحلة ما قبل المدرسة (الحضانة والتمهيدي) والمراحل (الابتدائية، والثانوية، والتعليم العالي). ويتشكل طاقم العاملين في هذه الإدارة من أحد عشر فرداً.
    2ـ إدارة التفتيش الإداري: وتختص بالتفتيش على إدارات المدارس ومعاهد التعليم العالي. وهذه الإدارة على اتصال دائم بالهيئة العليا للتعليم، إحدى الأجهزة الاستشارية، التي توقفت عن أداء نشاطها أثناء فترة الحرب.
    3ـ إدارة الشؤون القانونية والاقتصادية: وتهتم بالمعايير التعليمية الأساسية، وبشؤون الميزانية، وأنشطة الدراسات والبرامج الخاصة بوزارة التربية والتعليم. وينبثق عن هذه الإدارة قسمان، وهما:
    أـ قسم المعاونة القانونية والإدارية، وطاقم العاملين فيه ثلاثة عشر فرداً.
    ب ـ قسم الشؤون الاقتصادية، والمالية، والإحصائية، ويعمل فيه اثنا عشر فرداً.
    وتتخذ وزارة التعليم (moe) مدينة سراييفو مقراً لها في الوقت الحالي، وإن تضمنت اتفاقية ديتون للسلام إمكانية انتقالها إلى مدينة موستارت في القريب العاجل. ويجب أن ننوه أن شؤون التعليم في اتحاد البوسنة والهرسك وبموجب الاتفاقيات الدولية ستوكل في معظمها للمحليات، أو ما يسمى بالكانتونات، وهذه الأخيرة غير ملزمة باتباع قانون المدارس القائم لعام 1993م

    رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ

    دمتم لنقاء و دامت نقاء لنا

  5. #5
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    سوهاج - مصر
    المشاركات
    149

    Post تابع التعليم في البوسنة

    معاهد أصول التدريس
    واصلت معاهد أصول التدريس التابعة لوزارة التعليم، والتي كانت قائمة قبل الحرب على المستوى الإقليمي والمركزي، القيام بدورها ووظائفها المهمة. ويتولى معهد أصول التدريس الذي يضم 45 موظفاً متفرغاً أو غير متفرغ، مسؤولية المجالات التالية:
    1ـ التفتيش على أداء المعلمين، وكيفية المحافظة على معايير التدريس.
    2ـ تنظيم المدارس، ونظم التدريس والمباني الدراسية، وتتضمن هذه المهمة أيضاً أبحاث أصول التدريس، وتدريب المعلمين العاملين، ودعم البيانات القومية عن المدارس وتعزيزها، والمشورة الفنية للمدارس، وضوابط وملامح تصميم المباني والأثاثات، والمعدات والخرائط المدرسية.
    3ـ الإدارة والنشر، ومن المقرر أن يتم ضم معهد أصول التدريس المركزي، الذي يعمل حالياً بمعاونة وزارة التعليم الاتحادي، إلى حكومة البوسنة والهرسك لتغطي خدمات البلد بأسره.
    النظام التعليمي في البوسنة والهرسك
    ينقسم النظام التعليمي في اتحاد البوسنة والهرسك إلى ثلاث مراحل تعليمية كالتالي:
    مرحلة ما قبل المدرسة: كانت الحكومة، قبل اندلاع الحرب، تمول المؤسسات العاملة في مرحلة تعليم ما قبل المدرسة (دور الحضانة والتمهيدي) وذلك من خلال اتحادات الإدارة الذاتية. وكان نحو 15% تقريباً من جميع أطفال البلاد منتظمين في دور الحضانة، وخصوصاً في المناطق الحضارية.
    وبلغ عدد مؤسسات مرحلة ما قبل المدرسة عام 1992م نحو 224 منشأة، تضم بين جنباتها ما جملته 34.136 طفلاً. وكانت مدينة سراييفو وحدها تضم في تلك الفترة المذكورة نفسها 45 مؤسسة لمرحلة تعليم ما قبل المدرسة، بها سبعمائة معلم، ونحو عشرة آلاف إلى أربعة عشر ألفاً من الأطفال المقيدين بها تقريباً.
    أما الآن فقد انخفض عدد مؤسسات مرحلة ما قبل المدرسة في الاتحاد إلى 25 منشأة تضم 4.256 طفلاً. ووصل عدد تلك المؤسسات في مدينة سراييفو في الوقت الحاضر إلى تسع منشآت فقط، 19 مركز ألعاب، تضم 88 معلماً و 1.763 طفلاً. وقد كان نقص دور الحضانة أثناء فترة الحرب سبباً وراء بزوغ مفهوم مراكز اللعب، التي تمتد فترة الدراسة فيها لساعتين فقط يومياً، وذلك مقارنة بمؤسسات ما قبل المدرسة التي تقدم سبع ساعات إلى ثماني ساعات دراسية يومياً.
    ويجدر بنا أن نشير إلى أن دور مرحلة ما قبل المدرسة تقبل الأطفال حتى سن الخامسة أو السادسة من العمر.
    مرحلة التعليم الابتدائي: تبدأ هذه المرحلة من سن السادسة حتى سن الرابعة عشرة من العمر أي أنها تمتد لثماني سنوات دراسية.
    وصلت نسبة انتظام الطلبة في المدارس الإلزامية المجانية عام 1991م نحو 100% تقريباً لمن هم في سن المدرسة. وقد شهدت المرحلة الابتدائية في عام 1992م فترة عصيبة أثناء القتال، عرفت فيها ما يسمى «بمدارس الحرب» وهي عبارة عن خلايا ومنازل أهلية كان الطلبة يتجمعون فيها، ويتم توزيع المعلمين عليها في المناطق المختلفة.
    وقد تم تخفيض العام الدراسي 1994/93م بنسبة 50% ، وتم ضغط المنهج الدراسي في تلك الفترة. وفي العام التالي 1995/94م تم إدخال منهج وسياسة جديدة للمرحلة الابتدائية وإن لم تطبق بالكامل، نظراً لأوضاع البلاد في مرحلة ما بعد الحرب. وفي عام 1996م كان هناك 291 مدرسة ابتدائية، تضم 7.528 فصلاً، و212.182 طالباً، و8.656 معلماً، وذلك في الأراضي التي سيطر عليها جيش حكومة البوسنة والهرسك.
    أما متوسط عدد الطلبة في فصول المرحلة الابتدائية فيتراوح ما بين 30 ـ 40 طالباً، يتلقون 25 حصة أسبوعياً لمدة 38 أسبوعاً دراسياً على مدى 190 يوم عمل هي عمل العام الدراسي في البوسنة والهرسك.
    تلك المرحلة. وتتوقع السلطات البوسنية أن يستغرق المنهج الدراسي 36 أسبوعاً دراسياً (أي نحو 180 يوم عمل). ويضم نظام التعليم الابتدائي النظامي مرحلتين:
    أ ـ الصفوف من الأول إلى الرابع، ويدرس المنهج الدراسي فيها بأكمله معلم واحد للفصل.
    ب ـ الصفوف من الخامس حتى الثامن، ويدرس فيها معلمون مختلفون متخصصون كُلٌّ حسب مادته.
    وقد ظل التعليم في المدارس الابتدائية منذ الحرب مجاناً وإلزامياً. وعلى الرغم من القيام ببعض التعديلات في الهيكل التعليمي، فإن الظروف الصعبة لمرحلة ما بعد الحرب، والتنقلات السكانية، كان لها أثر ملحوظ في جميع المشكلات الطلابية.

    رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ

    دمتم لنقاء و دامت نقاء لنا

  6. #6
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    سوهاج - مصر
    المشاركات
    149

    Post تابع التعليم في البوسنة

    مرحلة التعليم الثانوي
    تبدأ هذه المرحلة من سن الرابعة عشرة حتى سن الثامنة عشرة، أي أنها تمتد لأربع سنوات دراسية، وفي بعضها لثلاث سنوات فقط. وتتضمن مرحلة التعليم الثانوي.
    أ ـ المدرسة الثانوية العامة، والتي تؤدي مباشرة للجامعة.
    ب ـ المدرسة الثانوية الفنية، وتضم أربعة أنواع فرعية أخرى هي:
    1ـ مدارس تدريب المعلمين.
    2ـ المدارس التقنية.
    3ـ مدارس الفنون (كالرسوم والموسيقا والباليه).
    4ـ المدارس الدينية.
    جـ ـ المدارس المهنية، ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات فقط.
    وهناك بعض الشروط الخاصة بالمدارس السابقة كالتالي:
    ـ كل من يرغب في الالتحاق بالمدارس الثانوية العامة، ومدارس تدريب المعلمين، والمدارس الدينية عليه أن يجتاز اختبار القبول أولاً. وبمقدور خريجي هذه المدارس أن يلتحقوا بالمعاهد الثلاثية (نظام ثلاث سنوات) بعد أن يجتازوا اختبار القبول الذي تشرف عليه الجامعة أو الكلية.
    أما المدارس المهنية فلا تشترط اختبار القبول للالتحاق بها، ويتوجب على خريجي هذه المدارس استكمال دراستهم بدورات إضافية ليتسنى لهم اجتياز اختبار القبول الجامعي، ومن ثم للالتحاق بالمعاهد الثلاثية.
    ويتوافر في اتحاد البوسنة والهرسك في الوقت الحالي 141 مدرسة ثانوية، تضم 2.382 فصلاً، و69.348 طالباً و4.631 معلماً.
    ويتلقى طلبة المدارس الثانوية 30 حصة أسبوعياً لمدة 38 أسبوعياً دراسياً هي عمر العام الدراسي.
    ومن المقرر أن يصبح التعليم الثانوي ضمن مسؤوليات حكومة المحليات أو الكانتونات.
    التعليم الخاص
    تهدف السياسة الحالية إلى دمج الأطفال والشباب المعاقين في النظام الدراسي العادي على قدر الإمكان. وقد كانت البلاد ـ قبل اندلاع الحرب ـ تنعم بمراكز تعليمية ابتدائية وثانوية متخصصة في مدينة سراييفو لاستقبال الأطفال ذوي العجز الحاد بصرياً وسمعياً، بالإضافة إلى المصابين بالتخلف العقلي. ورغم أن هذه المدارس مازالت مفتوحة فإن أعداد روادها قد انخفضت للغاية.
    ويقدم مركز الأطفال الخاص بذوي الإعاقة البصرية خدماته لجميع أجزاء البوسنة والهرسك، ويشتمل المركز على مرحلة ما قبل المدرسة، ومرحلة التعليم الابتدائي (حيث يتم اتباع منهج المرحلة الابتدائية النظامية والخاصة)، ومدرسة ثانوية موسيقية، ومركز للتأهيل البدني.
    ويضم المركز عدداً لا بأس به من الطلبة، والمعلمين والمتخصصين، بالإضافة إلى طاقم العاملين الإداريين.
    ويتوافر في المركز التشخيص الطبي، ولجان تقويم الأطفال علاوة على بعض ورش الإنتاج الصغيرة، وفصول تنمية مهارات الطلاب المعاقين. وفيما يتعلق بإعاشة الطلبة، يتولى المركز القيام بهذه المهمة سواء في المدرسة أو مع عائلات خارج أسوار المركز.
    وتعاني البوسنة نزف العقول المتخصصة في مجال التعليم الخاص، ومن ثم أصبحت البلاد في حاجة ماسة إلى مزيد من المعلمين في هذا المجال.

    رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ

    دمتم لنقاء و دامت نقاء لنا

  7. #7
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    سوهاج - مصر
    المشاركات
    149

    Post

    المدارس الأهلية
    شجعت سياسة الحكومة لعام 1991م على إنشاء المدارس الخاصة بجميع مراحلها التعليمية. وبموجب هذه السياسة، أصبح بمقدور حكومات المحليات (الكانتونات) الترخيص بفتح مدارس أهلية جديدة. لكن أعداد الطلاب الملتحقين بالمؤسسات الأهلية مازال متواضعاً للغاية، إذ يراوح ما بين 2000 طالب إلى 3000 طالب في الأراضي التي يسيطر عليها جيش البوسنة والهرسك.
    وتؤدي قوة شخصية نظار المدارس الأهلية دوراً مهماً، علاوة على مكانتهم الاجتماعية، في التغلب على المشكلات التي تواجه المدارس أو طلابها. وتسعى المدارس الأهلية إلى أن تكون نموذجاً للمدارس العامة في مجال الإبداع والتجديد التعليمي.
    وتختلف المدارس الأهلية في تنظيمها (نظامها اليومي ولوائحها)، ومعايير توظيف المعلمين لديها، ورواتبهم، واختيار الطلبة، ومناهج التدريس، واستخدامها للأجهزة، والمعدات الحديثة، وأنشطتها الترفيهية، وعلاقاتها الدولية (كالتوأمة مع مدارس أوروبية أخرى).
    أما المناهج في المدارس الأهلية فتشتمل على المواد الأساسية الرسمية، بالإضافة إلى مواد إضافة أخرى في الرياضيات والعلوم واللغات الأجنبية.
    بعض المدارس ذات صبغة دينية كالمدرسة الثانوية الإسلامية، والمدارس الابتدائية والثانوية الكاثوليكية. ولا يدرس الإسلام كمادة منفصلة في النوع الأول، وإنما يتم تدريسه من خلال مادة تاريخ الأديان كجزء من المنهج الدراسي. من ناحية أخرى، نجد أن المدارس الكاثوليكية تدرّس كلا من الكاثوليكية والإسلام، حيث يلتحق بها طلبة من كل الأديان دون أي تمييز رسمي على أساس ديني.
    ويعتمد النوع السابق من المدارس على التبرعات الخاصة، أو على تمويل الكنيسة كُلٌّ حسب صبغته. ولا يتم تحصيل رسوم أو مصروفات من الطلبة، حيث إن أغلبهم ليس بمقدوره دفع مصروفات.
    ويأمل منظمو المدارس الأهلية أن يحققوا مستوى تعليمياً فائق الجودة؛ ليصبح وسيلة لجذب الطلبة، وموارد دخل للمدارس، مما يحرر الميزانية العامة من بعض أعبائها. ومن ناحية أخرى ربما يؤدي التشديد على نوعية التعليم وجودته إلى جذب الطلبة والمعلمين الموهوبين للغاية من النظام التعليمي العام.
    تعليم الكبار
    يرى معهد أصول التدريس المركزي أن هناك حاجة ماسة إلى إنشاء فصول لتعليم الكبار، وقد أعد منهجاً لهذا الأمر وإن لم يتم تطبيقه بعد.
    وإذا استدعينا الظروف المصاحبة للحرب والناجمة عنها، فسنتبين أن هناك أعداداً متزايدة من العاطلين، وممن فقدوا أطرافهم، أو نحو ذلك، بسبب الألغام الأرضية المضادة للأفراد، علاوة على الحاجة إلى إعادة تأهيل الأفراد الذين يتم تسريحهم من حالة التعبئة العسكرية التي كانوا عليها لينخرطوا في الحياة المدنية العادية. وقد أعربت كُلٌّ من وزارة التعليم ووزارة العمل عن اهتمامها بهذه المشكلة، وتسعيا جدياً لإيجاد حلول عملية لها.
    ومما يثير الإعجاب أن المنظمات غير الحكومية تؤدي دوراً فعالاً ونشطاً في مجال تعليم الكبار، سواء في قطاع محو الأمية، أو تدريب ذوي المهارات، لكنها تجد بعض الصعوبات في العثور على المعلمين المؤهلين لأداء هذه المهمة.

    رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ

    دمتم لنقاء و دامت نقاء لنا

  8. #8
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    سوهاج - مصر
    المشاركات
    149

    Post تابع التعليم في البوسنة

    تطوير التعليم ضرورة ملحة
    إن تطوير المناهج التعليمية يعد إحدى مسؤوليات وزارة التعليم ومعهد أصول التدريس المركزي. وتسعى وزارة التعليم لتعديل مناهج مايطلق عليه (المواد القومية) كالتاريخ، ولغة البلاد، والأدب، والجغرافيا، والفن والموسيقا، وعلم الاجتماع، وذلك لتتناسب مع وضع البلاد في مرحلة ما بعد الحرب.
    إن هدف الاتحاد المعلن يتمثل في الحفاظ على نظام تعليمي يتميز بهوية متعددة الثقافة، وذلك كخطوة مهمة نحو تحقيق المصالحة بين عناصر المجتمع ووسيلة لاستيعاب جميع الفئات داخل إطار حضاري بعيداً عن العنف.
    تم إدخال مادة تقنية (تكنولوجيا) المعلومات في المرحلة الثانوية لتواكب تطورات العصر الحديث. وتحاول المناهج الجديدة التركيز بشكل أكبر على التدريبات المؤهلة للعمل وحاجات السوق.
    وتحاول وزارة التعليم علاج أساليب التدريس المتأخرة المستخدمة في جميع مراحل التعليم المختلفة، بحيث ترقى لمثيلاتها المستخدمة لدى الغرب الآن.
    المناهج
    التغيير الذي حصل كان كبيراً واستراتيجياً على صعيد كتب التاريخ والأحياء والجغرافيا والثقافة، كما تم وضع منهج للتربية الإسلامية داخل المدارس الحكومية، وإقامة ثماني مدارس إسلامية بعد أن كانت واحدة فقط.
    أ ـ التاريخ: أعدت الحكومة البوسنية منهجاً جديداً على صعيد الدراسات التاريخية أضافت فيه ما حذفه الشيوعيون والصرب والكروات إبان الاتحاد اليوغسلافي الذي كان مفروضاً على المسلمين، وأصبح ينظر للحقبة التركية على أنها حقبة ذهبية عمّ فيها السلام أرجاء البوسنة بعد أن كان أهلها نهباً لغزوات الجوار واعتداءاتهم (الصرب والكروات) وأن الحقبة النمساوية كانت ظلماً وعدواناً على ثقافة أهل البوسنة، بينما الحقبة الشيوعية كانت اعتداء على الحريات الدينية ومحاولة مصادرة الإسلام وتذويب المسلمين، كما تعرضت مناهج التاريخ للعدوان الأخير الذي تعرضت له البوسنة والهرسك من قبل الصرب والكروات (1992 ـ 1995).
    ب ـ الأحياء: تم حذف الإشارة إلى أن الإنسان قرد، وجددت المقولات العلمية، وإثبات ما توصل إليه العلم في هذا المجال، مع الإشارة إلى تاريخ علوم الأحياء والنظريات التي عرفها الإنسان حول الكون والحياة والإنسان.
    جـ ـ الجغرافيا: تم إعداد خرائط تاريخية وحديثة عن الحدود البوسنية، والتي كانت في بعض المراحل التاريخية تضم (الساحل الكرواتي) كله، أي إقليم استرا بأسره.
    د ـ الثقافة: أضيف للمناهج نصوص عن الشخصيات البارزة في التاريخ البوسني، ودراسة الحقب التي عاشوا فيها، فضلاً عن العطاء الثقافي للرجالات المخلصين من أبناء البوسنة عبر التاريخ.
    هـ ـ التربية الإسلامية: وكان أفضل ما تم بعد الحرب في مجال التعليم تعميم منهج إسلامي للعقيدة والتربية الإسلامية على المدارس الحكومية، وهي خطوة كبيرة تحدث أول مرة بعد أكثر من (450) عاماً على تغييب الإسلام والحضارة الإسلامية عن البوسنة والهرسك.

    رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ

    دمتم لنقاء و دامت نقاء لنا

  9. #9
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    سوهاج - مصر
    المشاركات
    149

    Post تابع التعليم في البوسنة

    المعلمون
    يتم تدريب المعلمين من خلال برامج المدارس الثانوية التي تستمر أربع سنوات دراسية، بالإضافة إلى سنتين بالمعاهد الخاصة بعلم أصول التدريس، والملحقة بكليات الفلسفة في الجامعات، أو من خلال البرامج العادية التي تستمر أربع سنوات في كليات الفلسفة.
    ويحق لخريجي المدارس الثانوية التدريس في المرحلة الابتدائية لطلبة الصفوف الأولى حتى الرابع فقط، بينما يحق لخريجي الجامعات تدريس أي صف في المرحلة.
    وهناك نقص حاد في معلمي الابتدائي، وذلك بسبب تقاعد عدد ضخم من المعلمين، أو مغادرتهم للبلاد، أو مقتلهم في أثناء الحرب، أو تغييرهم لمهنتهم بسبب تضاؤل الأجور التي يتقاضونها سواء في أثناء الحرب أو بعدها.
    وقد تم إقرار فكرة تدريب المعلم الحاصل على المرحلة الثانوية كإجراء عاجل لحل مشكلة النقص الموجودة. وتعاني أقسام العلوم نقص الخريجين؛ نظراً إلى عدم توافر مختبرات ومعامل علمية مجهزة، والتي تعد ضرورية للتمكن من اجتياز الاختبارات.
    حالة المنشآت التعليمية
    تعرضت أغلب المنشآت التعليمية في البوسنة للضرر الخطير، أو الدمار الكامل، أو لاستيلاء الجيش عليها، أو لاستخدامها كأماكن لإيواء اللاجئين في أثناء الحرب.
    وكان الطلاب والمعلمون يحتلون المساحات المتبقية المتاحة لممارسة عملهم في ظل ظروف بالغة القسوة، حيث لا تتوافر صيانة، ولا يوجد زجاج بنوافذ المدارس ولا أبواب للفصول، وانعدمت التدفئة تماماً.
    وفي ظل حالة الدمار التي لحقت بالمنشآت التعليمية في أثناء الحرب، وتحولها إلى أماكن غير آمنة، أصبح أحد الأجهزة الإدارية مسؤولاً عن توفير أماكن بديلة في البلدان المجاورة لتعمل عمل المدارس. وكانت البدائل دائماً متمثلة في شقق أو ملاجئ، أو (جراجات)، أو مكاتب مهجورة، ومازالت «مدارس الحرب» هذه قائمة في معظم مناطق المواجهة الأمامية، حيث دمرت المدارس تماماً.
    وتحاول السلطات في الوقت الراهن استيعاب طلبة المدارس المدمرة بالإضافة إلى تدفق الأفراد الذين تركوا ديارهم. فبدأت بعض المدارس في العمل بنظام الفترات المتعددة (لفترتين أو ثلاث)، وتستمر كل فترة ثلاث ساعات ونصف ساعة، ويجد الأطفال صعوبة في في الانتقال للمدارس بسبب توقف هيئة النقل العام عن العمل.
    أما أثاث المدارس العاملة فبطبيعة الحال هو في حالة سيئة بسبب انعدام الصيانة، وعدم الإحلال المستمر للتالف منه، لكن البلاد لديها القدرة على تصنيع أثاث المدارس.
    وقد قدرت وزارة الطاقة والصناعة المتطلبات اللازمة لإعادة تعمير المدارس وتأهيلها، فبلغت التكلفة الإجمالية 170 مليون دولار أمريكي. وقد ساهمت دول ومنظمات دولية عدة في عمليات إعادة إعمار المنشآت، ويأتي على قائمة المتبرعين لهذا الهدف السامي حكومة المملكة العربية السعودية.
    مراحل التعليم
    نظام التربية في البوسنة قديم جداً، فأول مدرسة في البوسنة هي مدرسة الغازي خسروبك في سراييفو، تخرج فيها 460 دفعة. وطوال فترة تاريخها لم تتوقف أبداً، وهذا لم يكن سهلاً في البوسنة، لأن الجيوش كانت تأتي دوماً والحضارات تتبدل، ولكن بقيت هذه المدرسة تعمل. وهذه المدرسة هي وقف من أحد القادة العثمانيين.
    ونظام التربية قديم، حيث إنه منذ 150 عاماً، وهناك ثلاث مراحل: المرحلة الأولى الابتدائية، وتبدأ من سن السابعة إلى الخامسة عشرة، وهذا يعني أنها ثماني سنوات، وهذا التعليم إجباري لجميع الأطفال من الذكور والإناث، ولا يحق لأي والد أن يبقي أبناءه دون تعليم، وهناك غرامة وعقوبات شديدة جداً لمن يحاول منع ذلك. وهذا النظام بدأ من 1945م عندما جاءت الحشود النمساوية إلى البوسنة.
    ولهذا نستطيع أن نقول إنه ليس هناك أمي في البوسنة، وبهذا تكون البوسنة إحدى الدول النادرة في العالم الإسلامي التي لا يوجد فيها أميون.
    والمرحلة الثانية هي الثانوية، ومدتها ثلاث سنوات من الخامسة عشرة إلى الثامنة عشرة، وهذه المدارس الثانوية تشمل تخصصات التعليم العام والمهني ومدارس فنية، وحوالي 80% من الأبناء يواصلون التعليم الثانوي بعد المرحلة الابتدائية، 20% فقط يتوقفون عن التعليم، والذين يواصلون المرحلة الثانوية يمكنهم المواصلة للمرحلة الجامعية، حيث يوجد في البوسنة خمس جامعات أكبرها جامعة سراييفو، وتحوي ثلاثاً وعشرين كلية، إضافة إلى كلية الدراسات الإسلامية في سراييفو التي افتتحت منذ عشرين سنة، وهناك سبع مدارس إسلامية وكليتان لإعداد المعلمين.
    البيان
    جاء «البيان الإسلامي» الذي نشره المحامي آنذاك رئيس البوسنة حالياً ( على عزت بيغوفيتش) عام 1970، وقدم بسببه للمحاكمة، وقضى في السجن أعواماً تسعة، جاء تحت شعارين:
    الأول: هدفنا عودة المسلمين إلى إسلامهم.
    والثاني: شعارناً «الإيمان والجهاد»
    وحدد ثلاثة مبادئ أساسية وهي:
    1- أن الإسلام هو النظام الوحيد الذي يعمل من أجل مجتمع دولي أفضل.
    2- أن الإسلام منفتح على العلم، وأي نظرية علمية يجب أن تحتوي في طياتها قيماً إنسانية، وأن تكون تعبيراً صادقاً عن العلاقة بين الإسلام والعلم.
    3- أن الإسلام هو تأكيد العلاقة بين الدين والعلم، وبين الأخلاق والسياسة، وبين الفرد والمجتمع، وبين الروحانية والمادية، فالإسلام «وحدة» يربط بينها جميعاً.
    وتحت عنوان التعليم جاء في البيان ما يلي:
    - الإسلام لا يضعف التعليم، وإنما يجعله أداة للحفاظ على الحضارة والثقافة والمبادئ الدينية.
    - ليس هناك أصح وأنفع من اكتساب العلم وتطبيقه.
    - نظراً لكثرة عدد الأميين في البلاد الإسلامية، يجب التعجيل بتعميم المدارس والجامعات، لكي لا يضطر المسلمون إلى التعليم عند الآخرين.
    - ليس المهم من أين نأخذ العلم والتكنولوجيا، لأننا يجب أن نأخذ العلم إذا أردنا التقدم، ولكن السؤال المهم: إلى متى سنبقى مستمرين في إهمال التعليم، وما استعدادنا لحماية معارفنا وثقافتنا وأخلاقنا؟

    رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ

    دمتم لنقاء و دامت نقاء لنا

  10. #10
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    سوهاج - مصر
    المشاركات
    149

    Post تابع التعليم في البوسنة

    تطوير التعليم ضرورة ملحة
    إن تطوير المناهج التعليمية يعد إحدى مسؤوليات وزارة التعليم ومعهد أصول التدريس المركزي. وتسعى وزارة التعليم لتعديل مناهج مايطلق عليه (المواد القومية) كالتاريخ، ولغة البلاد، والأدب، والجغرافيا، والفن والموسيقا، وعلم الاجتماع، وذلك لتتناسب مع وضع البلاد في مرحلة ما بعد الحرب.
    إن هدف الاتحاد المعلن يتمثل في الحفاظ على نظام تعليمي يتميز بهوية متعددة الثقافة، وذلك كخطوة مهمة نحو تحقيق المصالحة بين عناصر المجتمع ووسيلة لاستيعاب جميع الفئات داخل إطار حضاري بعيداً عن العنف.
    تم إدخال مادة تقنية (تكنولوجيا) المعلومات في المرحلة الثانوية لتواكب تطورات العصر الحديث. وتحاول المناهج الجديدة التركيز بشكل أكبر على التدريبات المؤهلة للعمل وحاجات السوق.
    وتحاول وزارة التعليم علاج أساليب التدريس المتأخرة المستخدمة في جميع مراحل التعليم المختلفة، بحيث ترقى لمثيلاتها المستخدمة لدى الغرب الآن.
    المناهج
    التغيير الذي حصل كان كبيراً واستراتيجياً على صعيد كتب التاريخ والأحياء والجغرافيا والثقافة، كما تم وضع منهج للتربية الإسلامية داخل المدارس الحكومية، وإقامة ثماني مدارس إسلامية بعد أن كانت واحدة فقط.
    أ ـ التاريخ: أعدت الحكومة البوسنية منهجاً جديداً على صعيد الدراسات التاريخية أضافت فيه ما حذفه الشيوعيون والصرب والكروات إبان الاتحاد اليوغسلافي الذي كان مفروضاً على المسلمين، وأصبح ينظر للحقبة التركية على أنها حقبة ذهبية عمّ فيها السلام أرجاء البوسنة بعد أن كان أهلها نهباً لغزوات الجوار واعتداءاتهم (الصرب والكروات) وأن الحقبة النمساوية كانت ظلماً وعدواناً على ثقافة أهل البوسنة، بينما الحقبة الشيوعية كانت اعتداء على الحريات الدينية ومحاولة مصادرة الإسلام وتذويب المسلمين، كما تعرضت مناهج التاريخ للعدوان الأخير الذي تعرضت له البوسنة والهرسك من قبل الصرب والكروات (1992 ـ 1995).
    ب ـ الأحياء: تم حذف الإشارة إلى أن الإنسان قرد، وجددت المقولات العلمية، وإثبات ما توصل إليه العلم في هذا المجال، مع الإشارة إلى تاريخ علوم الأحياء والنظريات التي عرفها الإنسان حول الكون والحياة والإنسان.
    جـ ـ الجغرافيا: تم إعداد خرائط تاريخية وحديثة عن الحدود البوسنية، والتي كانت في بعض المراحل التاريخية تضم (الساحل الكرواتي) كله، أي إقليم استرا بأسره.
    د ـ الثقافة: أضيف للمناهج نصوص عن الشخصيات البارزة في التاريخ البوسني، ودراسة الحقب التي عاشوا فيها، فضلاً عن العطاء الثقافي للرجالات المخلصين من أبناء البوسنة عبر التاريخ.
    هـ ـ التربية الإسلامية: وكان أفضل ما تم بعد الحرب في مجال التعليم تعميم منهج إسلامي للعقيدة والتربية الإسلامية على المدارس الحكومية، وهي خطوة كبيرة تحدث أول مرة بعد أكثر من (450) عاماً على تغييب الإسلام والحضارة الإسلامية عن البوسنة والهرسك.

    رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ

    دمتم لنقاء و دامت نقاء لنا

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
مُنتديَات الجَودة العَرَبيّة
أكاديمية الجودة تعود إليكم في شكل جديد وإسم جديد
منتديات الجودة العربية - www.arquality.com - ملتقى خبراء الجودة في الوطن العربي
إنضم إلينا