مصر تؤيد التغيير في سورية.. وموسكو تعتبر ان الدعوة لاسقاط النظام تعني مزيدا من الدماء
واشنطن تحذر من مخزونات سورية من الاسلحة الكيميائية ودمشق تعلن اجراء الاستفتاء على الدستور في 26 الجاري


2012-02-15

دمشق ـ نيقوسيا ـ واشنطن ـ لاهاي ـ وكالات: قتل 31 شخصا في اعمال عنف في مدن سورية بينهم عشرون خلال اشتباكات تجري بين الجيش ومجموعة منشقة عنه منذ الثلاثاء في ريف حلب ثاني المدن السورية، في الوقت الذي اعلن فيه عن مشروع الدستور الجديد الذي ينهي الدور القيادي لحزب البعث ويحدد الولاية الرئاسية بسبع سنوات تجدد لمرة واحدة، وفيما رحبت روسيا بالاعلان واعتبرته 'خطوة الى الامام' وصفه البيت الابيض بأنه 'مثير للسخرية'.
وتؤكد المادة الثامنة من مشروع الدستور الجديد تمهيدا للاستفتاء عليه في 26 شباط (فبراير)، ان 'النظام السياسي للدولة يقوم على مبدأ التعددية السياسية وتتم ممارسة السلطة ديمقراطيا عبر الاقتراع'.
وبحسب هذه المادة ايضا 'تسهم الاحزاب السياسية المرخصة والتجمعات الانتخابية في الحياة السياسية الوطنية، وعليها احترام مبادئ السيادة الوطنية والديمقراطية'.
وتحل هذه المادة مكان المادة الثامنة في الدستور الحالي التي تنص على ان حزب البعث الذي يحكم سورية منذ 1963 هو 'قائد الحزب والمجتمع'.
وكان الغاء هذه المادة في صلب مطالب الحركة الاحتجاجية في سورية لدى انطلاقها في اذار (مارس) الماضي.
كما ينص المشروع على ان 'ينتخب رئيس الجمهورية لمدة سبعة اعوام ميلادية تبدأ من تاريخ انتهاء ولاية الرئيس القائم ولا يجوز اعادة انتخاب رئيس الجمهورية الا لولاية واحدة تالية'.
الا ان المادة السابعة والثمانين اشارت الى انه 'إذا انتهت ولاية رئيس الجمهورية ولم يتم انتخاب رئيس جديد يستمر رئيس الجمهورية القائم بممارسة مهامه حتى انتخاب الرئيس الجديد'.
كما اعاد مشروع الدستور سن الترشح لرئاسة البلاد الى اربعين عاما بعد تعديله في العام 2000 على اثر وفاة الرئيس حافظ الاسد تم بموجبه تخفيض العمر الى 34 سنة للسماح لابنه بشار الاسد بتولي الرئاسة.
ولكن المشروع لم يجز 'مباشرة أي نشاط سياسي أو قيام أحزاب أو تجمعات سياسية على أساس ديني أو طائفي أو قبلي أو مناطقي أو فئوي أو مهني' ما يغلق الباب امام جماعة الاخوان المسلمين والاحزاب الكردية بممارسة العمل السياسي.
وفي اول رد فعل دولي، سارعت روسيا حليفة سورية الى الترحيب بمشروع الدستور الجديد واعتبرته 'خطوة الى الامام'.
واما في واشنطن فقال المتحدث باسم الرئيس الامريكي باراك اوباما 'الامر فعلا مثير للسخرية'. وتابع جاي كارني 'انه يسخر من الثورة السورية.
الى ذلك نفت روسيا نفيا قاطعا معلومات تحدثت عن ان القوات السورية قد تكون استخدمت بمساعدة خبراء روس، اسلحة كيميائية ضد المعارضة بحسب ما قالت وزارة الخارجية الاربعاء.
ونقلت وسائل اعلام شرق اوسطية عن مصادر في المعارضة السورية قولها ان نظام الرئيس بشار الاسد يستخدم اسلحة كيميائية بمساعدة خبراء روس وايرانيين، خصوصا في مدينة حمص بوسط البلاد.
واعرب عدد من المسؤولين الامريكيين الاربعاء عن قلق واشنطن بشأن مصير مخزونات الاسلحة الكيميائية والاف الصواريخ المحمولة على الكتف التي يعتقد ان سورية تمتلكها، في حال سقوط النظام السوري.
وصرح عدد من مسؤولي وزارة الخارجية الامريكية للصحافيين ان الولايات المتحدة تعتقد كذلك ان روسيا وايران تنقلان اسلحة تقليدية الى نظام الرئيس بشار الاسد لمساعدته على قمع المناهضين للنظام.
وصرح توماس كنتريمان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الامن الدولي وعدم انتشار الاسلحة ان 'سورية تشبه ليبيا في عدة اوجه، الا ان الوضع فيها اصعب بكثير'.
وقال كنتريمان الذي يتولى مكتبه كذلك المسؤولية عن شؤون ليبيا، ان مخزونات الاسلحة الكيميائية الليبية تم تأمينها حاليا.
واضاف 'نحن على علم ببرنامج سورية للاسلحة الكيميائية. فسورية هي من دول العالم القليلة التي لم توقع على اتفاق الاسلحة الكيميائية'.
الا ان كنتريمان وكذلك روز غوتمولر، وكيلة وزيرة الخارجية بالنيابة لشؤون ضبط الاسلحة والامن الدولي، لم يكشفا عن عدد الاسلحة الكيميائية التي يعتقدان ان سورية تملكها او عن مواقعها.
الى ذلك دعت مصر امس الأربعاء للتغيير في سورية استجابة لمطالب شعبها في أقوى موقف حتى الآن من جانب القاهرة إزاء ما يحدث هناك لكنها استبعدت أن تؤيد تدخلا عسكريا خارجيا.
وكانت مصر دعمت قرارات جامعة الدول العربية التي طالبت الرئيس بشار الأسد بالتنحي لكن دبلوماسيين يقولون إنها قلقة إزاء حملة دول الخليج العربية على الحكومة السورية التي يمكن أن تفضي خطتها الأخيرة للتغيير في دمشق إلى فتح الباب أمام شحن أسلحة للمعارضة.
وقال وزير الخارجية محمد كامل عمرو 'الوضع في سورية يتدهور بسرعة... التغيير المطلوب قد حان وقته لتجنب انفجار شامل للوضع في سورية'.
ودعا عمرو إلى 'تغيير سلمي وحقيقي يستجيب لطموحات الشعب السوري ويحافظ على وحدة سورية وسلامتها الإقليمية.' وطالب بتطبيق مبادرة السلام العربية. لكنه قال إن الأزمة تحتاج إلى حل عربي ورفض 'التدخل العسكري'.
وعلق عمرو رشدي المتحدث باسم وزارة الخارجية على تصريحات الوزير قائلا 'هذه أقوى لغة استخدمتها مصر لوصف الوضع في سورية لكن مصر لا تريد أي تدخل أجنبي من جانب أي طرف'.
من جانبه حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف امس في فيينا من سقوط مزيد من الضحايا في سورية إذا أصر المجتمع الدولي على الدفع من أجل تغيير النظام وإذا لم تجلس الحكومة والمعارضة معا لإجراء حوار.
وقال لافروف إن دعوة الغرب لقوات الحكومة السورية لوقف العنف دون توجيه الدعوة أيضا للمتظاهرين للقيام بالشيء نفسه، هو أمر يمكن أن تستغله الحركات الإسلامية مثل القاعدة.
وأكد بعد اجتماع مع نظيره النمساوي مايكل شبيندليجر إن 'الدعوة لتغيير النظام كشرط مسبق لأي شيء آخر هي طريق مباشر لسقوط مزيد من الضحايا الأبرياء'.

المصدر القدس