«22.7% من معلمى المدارس غير تربويين».. هذا وفقا لإحصائية رسمية صادرة عن إدارة الإحصاء بوزارة التربية والتعليم، تلك الإحصائية تشير أيضا إلى أن عدد المدرسين التربويين فى المدارس بجميع المراحل التعليمية يبلغ 683163 بنسبة 77.3%، ذلك من إجمالى أعداد المدرسين المقيدين بالمدارس، الذين يبلغ عددهم 884159، وأشارت الإحصائية إلى زيادة أعداد المعلمين غير التربويين العاملين بالمدارس عن عام 2009/2010 نحو 8432 معلما.

وبعد توقف دام سنوات عشر، تدرس الحكومة حاليا بناءً على طلب وزارة التربية والتعليم إعادة تكليف خريجى كليات التربية للعمل بالمدارس بهدف سد العجز فى هيئات التدريس بالمدارس على مستوى الجمهورية، خصوصا المناطق النائية.

وزارة التعليم، حسب تصريحات وزير التربية والتعليم جمال العربى، قدمت مشروع قانون الكادر الجديد لحكومة الدكتور كمال الجنزورى، الذى يتضمن إعادة تكليف خريجى كليات التربية مرة أخرى، مشيرا إلى أن المشروع ما زال فى جعبة مناقشات رئاسة مجلس الوزراء، ليتم عرضه على مجلس الشعب خلال الفترة المقبلة تمهيدا لإقراره تشريعيا.

الدكتور رضا مسعد رئيس قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، أكد لـ«الدستور الأصلي» أن الوزارة فى حاجة إلى إعادة تكليف خريجى كليات التربية لسد العجز بالمدارس، مشيرا إلى أن قانون الكادر الجديد تضمن بندا ينص على إعادة تكليف خريجى كليات التربية للعمل بالمدارس، موضحا أن الدولة هى الجهة المعنية بإعادة تكليفهم، لا الوزارة، باعتبار أنها هى التى أوقفت عملية التكليف سواء لخريجى كليات التربية أو الصيادلة أو المهندسين منذ عشر سنوات، وأيضا أوقفت عملية التعيينات فى جميع المصالح الحكومية، متوقعا أن الدولة ومجلس الشعب سيوافقان على إعادة تكليف خريجى التربية.

مسعد أشار إلى وجود عجز فى المدرسين بالمدارس خصوصا المحافظات النائية، سيناء، الوادى الجديد، وكفر الشيخ، لافتا إلى أن محافظة كفر الشيخ على سبيل المثال تطالب بـ8 آلاف مدرس تخصص رياضيات لسد العجز بمدارسها، مرجعا سبب وجود عجز فى المعلمين بالمدارس إلى أن المحافظين عقب الثورة استجابوا إلى نقل المعلمين على أثر تظاهراتهم إلى مدارس أخرى بالمحافظات، مما أحدث نوعا من العجز بها، إضافة إلى أن المدارس أغلب معلميها متعاقدون، وليسوا معينين.

رئيس قطاع التعليم قال إن الدولة هى الوحيدة التى تملك سلطة قرار تكليف خريجى التربية بأثر رجعى، من عدمه، قائلا «الوزارة تتمنى عودة تكليف خريجى التربية بأثر رجعى، لأنها تحتاج إلى جيش من المعلمين فى الفترة المقبلة، ذلك بسبب الزيادة السكانية».

«إعادة تكليف خريجى التربية خطوة لتصحيح مسار العملية التعليمية بالمدارس».. بهذه العبارة قال الدكتور عبد الله سرور أستاذ التربية بجامعة الإسكندرية إن إعادة تكليف خريجى التربية ستساعد على حل مشكلة كبيرة فى الوطن، وهى «البطالة»، كما تسهم فى إصلاح حال التعليم فى مدارسنا، التى تعانى من نقص شديد فى أعداد المعلمين وفى بعض التخصصات العلمية، لكن يجب أن يراعى هذا القرار أنه إذا استعانت الوزارة بأعداد من خريجى التربية عن السنوات السابقة فيجب التركيز على تأهيلهم علميا، لأنهم فقدوا ما يملكونه خلال هذه السنوات من خبرة.

سرور أشار إلى أن وقف نظام تكليف خريجى كليات التربية الذى تم منذ عشر سنوات، أثر سلبا وبقوة على كليات التربية، لافتا إلى أن كليات التربية قبل قرار وقف تكليف الخريجين بها للعمل بالمدارس كمعلمين، كان يقبل عليها المتفوقون فى الثانوية العامة، لأن الطالب حينها كان ضامنا أنه سيعمل عقب تخرجه مباشرة نظرا إلى حاجتهم فى العمل بالمدارس، لكن مع صدور قرار وقف التكليف لخريجى كليات التربية أصبحت الكلية تقبل الطلاب الحاصلين على نسبة نجاح 50%، وأصبح يدخلها الفاشلون، وليس المتفوقين، مما أضعف مكانتها فى المجتمع.
______________________________
الدستور || 26 فبراير 2012