إختيار الرئيس


نحن على أعتاب انتخابات رئاسة الجمهورية ، وهى لها طابع خاص فى هذه المرة ، فكنا فى السابق نعلم أن العملية تحصيل حاصل ، وفى النهاية نتغنى بأغنية إخترناك وبايعناك . ولكن اليوم ليس بالبارحة اليوم عقولنا تعمل أكثر ، ونسعى جاهدين إلى اختيار الرئيس بإرادة شعبية حرة ، دون أن ُيفرض علينا من قبل .
ولكن على أية أسس نختار الرئيس القادم ؟
هل نختار الرئيس لأنه على مذهب دينى معين ؟
هل نختار الرئيس لأنه مثقف، ومتعلم ،ولديه قدرة على نشأة المجتمع العلمى المتقدم، وتحقيق التنمية؟
هل نختار الرئيس على أساس برنامجه للمجتمع ككل ، وليس لفئة على حساب أخرى ؟
هل نختار الرئيس لأنه معروفاً ، وله تاريخ مشرف ؟
هل نختار الرئيس لأن له جاذبية ، وقدرة على التواصل ، والحوار مع الآخرين، ولديه الكثير من الوعود المستقبلية ؟
هل نختار الرئيس لمجرد أن رشحته دائرتى بأكملها ، أو الحى الذى أسكن فيه بالميكروفونات ،والدعاية التى بدأت منذ شهرين ، على وسائل النقل العام لبعض الشخصيات ، وكثير من المدن ، والقرى بأكملها تبايع فلان لمجرد أن شخص يتحكم فى القرية أو المدينة فيجيش مجموعة من البشر لا تعرف الشخص المنتخب فى الغالب ، ولم يكن له رصيد عندهم ، ولكن سنكرر مأساة اخترناك وبايعناك مرة أخرى .
المسألة بحاجة إلى وعى بأن الفرد من حقه أن يختار ما يشاء بعقله فقط دون توصيات أو عوامل جذب من أحد ، فالكل يطرح برنامجه ، ويتم إعلانها بشفافية ، والشعب يختار ما يريد ، ونحترم كلنا رأى الأغلبية بحب ، وتقدير ، وليس بتزييف وعى المواطنين أو شحن جموع الشعب البسيط للتصويت لشخص لا يعرفون عنه شيئاً . وخاصة فى القرى التى يقطن بها ملايين السكان .
ونحن من خلال yes we act نقول للشعب المصرى الجميل لا تستهويكم أيه وعود أو آمال ، ولا يزيف وعيكم أحداً ، إختاروا بعقولكم ثم قلوبكم من تروه صالحاً دون أن يؤثر أحداً عليكم أو يغريكم بالمال أو الثروة . فهذا إثم كبير ، وسنعيد بهذا التصرف إنتاج النظام السابق من جديد . حكموا عقولكم ، وضمائركم فالمسألة ليست سهلة بالمرة ، وستحاسبون على أمانة الكلمة ،وستتحملوا أمام الله مسئولية اختياركم ، لأن الله يعلم ما فى ضمائركم، وكيف تم اختيار فلان ليصبح رئيساً علينا .