النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: التربية والعقاب البدني

  1. #1
    عضو فعال الصورة الرمزية عاطف كامل يوسف
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    مصر القاهرة
    المشاركات
    355

    التربية والعقاب البدني

    تعتبر عبارة "لا تقلق سوف أربيه" هي الرد التلقائي الأول الذي تجده على لسان الكثيرين من الآباء حين تصلهم شكوى من أبنائهم، وعليك حينها أن تفهم بالضرورة أنه سوف يضربه !
    وكثيرة هي العبارات التي نستخدمها في حديثنا اليومي تجعل من العقاب مرادفا للتربية، فماذا يعني هذا ؟
    ببساطة حدثت عدة إختزالات ، فقد إختزلت
    التربية في العقاب وإختزال العقاب في الضرب ، فهل هذا هو الحال أم أن عملية التربية تعني شيئا آخر ؟
    التأديب.. معناه واتجاهاته:
    يعرف التأديب على أنه تدخل من الكبار (الوالدين ، الإخوة الأكبر ، المدرسين، شيخ المسجد ... إلخ) لتعديل سلوك الطفل.
    واتجاهات المربين متباينة نحو عملية التأديب، فمنها:
    التساهل:
    حيث يميل المربي إلى أن ينشأ الطفل في مناخ حر تماما يفعل ما يريد بشكل تلقائي ، ويتعلم من الحياة نفسها دون تدخل مباشر من الكبار. وغالبا ما يكون ذلك رد فعل لتربية قاسية عانى منها المربي نفسه لذلك فهو يفعل عكسها ، والمشكلة في هذا النوع من
    التربية أن الطفل ينشأ وليس لديه إحساس بالحدود والضوابط والالتزامات ، فيعاني كثيرا حين يكبر
    الضبط الصارم:
    وهو عكس الأسلوب السابق حيث تكون هنا القواعد واضحة وشديدة ، وعلى الطفل أن يلتزم بها طول الوقت. وعيب هذه الطريقة أنها تلغي تلقائية الطفل وحرية تفكيره.
    التقلب:
    وهنا ترتبط الأساليب التربوية بالحالة المزاجية للمربي (أو المربية) فمثلا إذا كان الأب في حالة سرور وسعادة فإنه يتعامل بلطف وحنان مع تصرفات الطفل... أما إذا كان متوترا أو حزينا فإنه ربما يصفع الطفل على وجهه بشدة على سلوك كان يضحك له في وقت آخر.
    وهذا النوع أخطر من سابقيه لأنه يدع الطفل في حيرة شديدة ويهز الثوابت لديه.
    التربية المتوازنة:
    وهي التي تعطي فرصة لتلقائية الطفل ، وفي ذات الوقت تزوده بمعرفة اتباع الضوابط الاجتماعية ، وتهتم باحتياجاته الجسمية والنفسية والاجتماعية والروحية في ذات الوقت.
    قواعد
    التربية المتوازنة:
    والتربية المتوازنة هي
    التربية الصحية ، ولها قواعدها الأساسية، وهي
    1-الثبات والاتساق:
    يشجع فيها المربي على الصدق والأمانة مثلا في كل الأوقات وفي كل المواقف ، وفي نفس الوقت يلتزم هو نفسه بهما كسلوك، فلا تناقضات ولا تقلبات.
    2-الفهم:
    يجب أن يفهم الطفل بشكل بسيط لماذا يرفض أبوه أن يأخذه معه إلى العمل ، وأن تفهم الطفلة لماذا لا تشتري لها أمها هذه اللعبة الآن.
    3-الانتقال التدريجي من مبدأ اللذة إلى مبدأ الواقع:
    علينا أن ندرك أن الطفل يعيش على مبدأ اللذة "أريد ما أحبه الآن بصرف النظر عن أى شيء" ، والكبار يعيشون على مبدأ الواقع (غالبا) ، وعملية التأديب هنا تأخذ الطفل من مبدأ اللذة إلى مبدأ الواقع بالتدريج وبصبر جميل ، أي إنه يتوجب على المربي أن يجعل رحلة الطفل من عالمه الخاص إلى عالم الكبار رحلة ممتعة.
    4-القبول بالبطء الحتمي لعملية التغيير:
    فمن سنن الكون أن السلوك الإنساني يحتاج لوقت حتى يتغير أو ينضج؛ ولذلك يصبح الاستعجال نوعا من التعسف والخروج على الفطرة.
    5-حب الطفل للمربي:
    حب الطفل للمربي يجعل النظام القيمي للأخير جزءا من تكوين الطفل، ويسهل الانتقال من مرحلة لمرحلة أخرى على طريق النمو والنضج النفسي بشكل هادئ وآمن ، فالطفل لا يعرف النفاق لذلك فهو لن يطيع إلا من أحبه.6-القبول بمرحلية النمو:
    فلكل مرحلة خصائصها التي يجب أن يعيشها الطفل أو المراهق، وعلى المربي أن يتقبل هذه المراحل ويواكبها ، ولا يعمد لأن يجعل السلوك نمطا ثابتا في كل المراحل.

    دور العقاب التربوي:

    العقاب هو إلحاق أذى نفسي أو بدني بالطفل جزاء على سلوك معين قام به. وهو أمر صحي ومعتبر إذا كان توظيفه في عملية التربية مقتصرا وملتزما بحجمه الصحيح وبمواصفات استخدامه التربوية.
    والعقاب هو أحد وسائل التربية وليس أهمها أو كلها بل ربما يكون أضعفها ، فقد قسم علماء التربية الوسائل التربوية حسب أهميتها كالتالي:
    القـدوة ، والثـواب ، والعقــاب.
    أي إن العقاب يأتي في مؤخرة الوسائل التربوية ، ومع هذا نجد أن المربين غالبا ما يبدءون به ويبالغون في التركيز عليه ربما لأنه يحقق نتائج سريعة يرغبونها.
    فإذا أراد الأب من ابنه أن يذاكر وتكاسل الابن عن ذلك فقد يلجأ الأب لضرب الابن حتى يجلس على المكتب وينظر في الكتاب ، وهنا يظن الأب أنه استراح وانتصر لأنه حقق ما يراه صحيحا لابنه... ولكن في الحقيقة إن التغير الذي حدث للابن نتيجة العقاب هو تغير شكلي وسطحي فالطفل لا يذاكر في الواقع وإنما جلس ينظر في الكتاب لتفادي غضب الأب ، والنتيجة هي كراهية الابن للمذاكرة وللدراسة عموما.

    على الرغم من ارتباط العقاب بالضرب وإختزاله فيه ، فإن للعقاب مفهوما واسعا يشمل أشياء كثيرة يمكن أن نجملها في النوعين التاليين:
    1- العقاب النفسي:
    كنظرة اللوم والعتاب أو نظرة الاعتراض من الوالدين، أو الانتقاد أو التوبيخ أو الحرمان من أشياء يحبها الطفل، أو حبسه في غرفة... إلخ.
    2- العقاب البدني:
    ويشمل الضرب أو أي نوع من أنواع الإيذاء البدني.
    قواعد العقاب:
    وللعقاب مجموعة من القواعد الصحية التي يجب الالتزام بها واتباعها إذا اضطررنا له في أثناء عملية التربية؛ حتى يستفيد الطفل منه ويكون معينا له على التعلم من بعض أخطائه وتعديل سلوكه:
    1-يجب أن يعرف الطفل الأشياء التي تستوجب العقاب مسبقا، بمعنى أن تكون هناك قواعد واضحة في البيت أو المدرسة لما هو صحيح وما هو خطأ
    2-أن يتم تحذير الطفل بأن تجاوزه للقواعد المعروفة والمعلنة سوف يعرضه للعقاب.
    3-أن يكون العقاب إصلاحيا لا انتقاميا، أي ليس بسبب الحالة المزاجية المضطربة للأم أو الأب.
    4-أن يكون في مصلحة الطفل لا في مصلحة المربي صاحب السلطة ، فبعض الأمهات يضربن أطفالهن لأنهن يشعرن بالراحة بعد ذلك؛ فقد نفَّسن عن مشاعر غضب لديهن.
    5-أن يكون العقاب متدرجا ومتناسبا مع شخصية الطفل ، فالطفل الذي تردعه النظرة يجب ألا نوبخه ، والطفل الذي ينصلح بالتوبيخ يجب ألا نضربه... وهكذا.
    6-أن يكون العقاب متناسبا مع الخطأ الواقع.
    7-أن تكون له نهاية، فمثلا نقرر حرمان الطفل من المصروف لمدة 3 أيام يأخذ بعدها المصروف.
    8-أن يشعر الطفل أن العقاب وقع عليه بسبب سلوك سيئ فعله وليس لأنه هو نفسه سيىء ، بمعنى أن العقاب ليس موجها إلى شخصه ولا انتقاما منه ، وإنما بسبب فعله الخاطىء الذي جر عليه العقاب.
    وأخيرا: نعود ونؤكد على أن العقاب ليس مرادفا للتربية ، وإنما هو أحد وسائلها وليس أهمها، فلا معنى أن تختزل التربية في العقاب ويختزل العقاب في الضرب.

    مصدر الموضوع: مادة تدريبية
    التعديل الأخير تم بواسطة محمود حماد ; 16-03-2012 الساعة 01:09 AM

  2. #2
    عضو مؤسس الصورة الرمزية الموافي الإمام
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    القيصرية/المحلة الكبرى/غربية
    المشاركات
    8,538
    بارك الله فيك
    وزادك من علمه النافع
    عند تربية الأبناء نبدأ بالنصح والإرشاد والإصلاح والتوجيه
    وعندما يصل الطفل إلي سن العشر سنوات يبدأ العقاب ويكون خفيفا وبأشكال عدة
    وعند سن الرجولة يبدأ أسلوب المصاحبة والتوجيه
    والله الموفق إلي ما فيه الخير
    جندي متطوع لنشر ثقافة جودة التعليم
    yes we act
    إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني
    وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي
    اللهم زدني علما وقلبا حافظا ولسانا ذاكرا وحكمة منك وسترا في الدنيا والآخرة وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم
    مع خالص حبى واحترامى واعتزازى بصداقتكم الغالية
    الموافي الإمام الموافي
    مدرس أول رياضيات

المواضيع المتشابهه

  1. تدريبات وزارة التربية والتعليم
    بواسطة محمد فهمى شفيق في المنتدى المراجعون الخارجيون (التعليم قبل الجامعي)
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 29-04-2012, 10:33 PM
  2. التربية الدينية ضمن المجموع
    بواسطة محمد شرف في المنتدى أخبار مؤسسات التعليم قبل الجامعي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28-02-2012, 01:22 AM
  3. دور التربية فى تضييق الفجوة الاجتماعية
    بواسطة فاطمة الزهراء سالم في المنتدى قضايا تعليمية بين الطرح والحل
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 16-02-2012, 09:30 PM
  4. التربية البدنية في رياض الأطفال
    بواسطة عاطف كامل يوسف في المنتدى رياض الأطفال
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 13-02-2012, 11:18 PM
  5. بدائل العقاب البدني في مدارسنا
    بواسطة تامر محمد الباز في المنتدى قضايا تعليمية بين الطرح والحل
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-01-2011, 08:43 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
مُنتديَات الجَودة العَرَبيّة
أكاديمية الجودة تعود إليكم في شكل جديد وإسم جديد
منتديات الجودة العربية - www.arquality.com - ملتقى خبراء الجودة في الوطن العربي
إنضم إلينا