النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أمه في خطر / د.كمال الهلباوي

  1. #1
    عضو ذهبي الصورة الرمزية مرفت محمد فايد
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    800

    أمه في خطر / د.كمال الهلباوي

    لا تنزعج أيها القارئ وتظن أن أمتنا هى المعرضة للخطر، سواء الأمة المصرية أو العربية أو الاسلامية. لقد إنزعجت شخصياً إنزعاجاً كبيراً عندما قرأت سنة 1983 كتيباً بهذا العنوان Anation at a risk، ترجمة الدكتور يوسف عبد المعطي إلى العربية بعنوان: أمة معرضة للخطر، ظناً مني أن الكتيب يشير إلى اليمن أو مصر أو ليبيا أو تونس أو غيرها من دول العالم العربي والاسلامي بسبب الديكتاتوريات القائمة فيها آنذاك، وكذلك بسبب الفساد والسرقات والتجريف وضغوط أمريكا وروسيا و البنك الدولي أو مجلس الأمن. ثم ظننت أن الأمة المعرضة للخطر هى أفغانستان بسبب الحرب القائمة فيها وشراسة الاحتلال السوفياتي أو أنها العراق أو إيران بسبب الحرب القائمة بينهما.

    ذهبت بي الظنون كل مذهب عندما قرأت عنوان الكتيب، ولم أفكر للحظة واحدة أن تكون الأمة المعرضة للخطر هى أمريكا. تصفحت الكتيب في ساعة تقريباً قبل القراءة الدقيقة، وكان عجبي يزداد دقيقة بعد أخرى أثناء القراءة، وخصوصاً عندما وجدت أن الكتيب عبارة عن تقرير وضعه فريق من التربويين أو التعليميين الأمريكان عن حالة التعليم في أمريكا وأوجه الضعف في التعليم، وأسباب خسارة الطلاب الأمريكان في المنافسات الدولية أمام طلبة اليابان وألمانيا وخصوصًا في ميدان علوم الطبيعة والرياضيات. فاعتبر وزير التعليم هذه الخسارة هزيمة منكرة تستوجب الحرب على أسبابها.

    كان الفريق الذي وضع التقرير يتكون من رجال ونساء تربويين من شتى مراحل التعليم حتى ما بعد الجامعة، ورفع التقرير إلى وزير التعليم الأمريكي على المستوى الفيدرالي. لم يضع الوزير التقرير في الدرج حتى لا يؤذي مسامع السيد الرئيس أو المؤسسات الأخرى التي تحرص دائماً على صحة الرئيس وما يجب أن يسمعه حتى لا يضر سمعه ولا يؤذي فؤاده، ولم يغير الوزير في التقرير حرفاً واحداً ولا حتى العنوان، بل رفعه إلى كل جهات الاختصاص التي تحب بلدها وتسعى إلى أن تظل أمريكا في القمة سيدة العالم أو الأخت الكبرى أو الأخ الكبير أو حتى الوالد؛ قل ما تشاء في هذا الأمر أيها القارئ.
    درس المسؤولون الأمر وشعروا بالخطورة على أمريكا نتيجة فشل الطلاب الأمريكان في المنافسات الدولية فأولوا إهتماماً بالغاً بالأسباب الحقيقية للهزيمة، ورصدوا إثنين بليون دولار لتعديل المناهج وتطويرها حتى يتفوق الطلاب وفق ما ذكره تقرير: أمة معرضة للخطر.

    ووفق ما وضعه المختصون من حلول لهذه المشكلة التي قد لا تلفت نظر أي مسؤول في بلد مثل مصر، لم يقل أي منهم إن هذا الفريق التعليمي نسى أن أمريكا في المقدمة أو أن هذا التقرير يخالف توجيهات السيد الرئيس أو أنهم أقوى من اليابان وألمانيا ولا خوف عليهم، أو أن التقرير به تضخيم أو تهويل بل أخذوا النصيحة المناسبة من الفريق المختص وطبقوها فبقيت أمريكا في المقدمة واستمرت مسيرة التفوق.

    أقول هذا القول بمناسبة دعوتي يوم الاثنين الماضي 19 مارس 2012 إلى ندوة عن التعليم في مصر أقيمت في دارأخبار اليوم برعاية الأستاذ مجدي علام إدارة تعليم المنوفية والدكتور الاعلامي محمد مصطفى الناشط الثوري المعروف، وشارك في الحوار المستشار رأفت اللمعي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية والدكتورة غادة والشيخ هاشم إسلام.

    شارك عدد قليل في الندوة رغم أهميتها، ولو كانت الدعوة لمشاهدة ساحر أو مظاهرة أمام دار القضاء العالي أو نقابة الصحفيين ضد فساد محدود أو كانت دعوة عشاء أو حفل غناء أو رقص لحضرها عدة مئات أو آلاف، ولكن فساد التعليم غير المحدود لا يحس به إلا المظلوم. أقول إن فساد التعليم يتعدى إلى شتى مجالات الحياة، لأننا من خلال التعليم نرى السياسي والداعية والعسكري ورجل الأمن والطيار والاقتصادي والقاضي والمحامي ورجل البنك والاعلامي والكاتب والناقد والممثل، فالتعليم يشكل حياتنا وفكرنا، ويرسم مستقبل الأمم إذا صحت أركان العملية التعليمية التي تضم المعلم والطالب ونسبة المعلم إلى الطلاب. وتضم العملية التربوية كذلك المنهاج والوسائل والأدوات والتسهيلات والمعامل وحتى المباني والادارة طبعاً.

    جاءت الدعوة ضمن حلم استكمال منظومة تعليمية تليق بمصر ومكانتها بعد الثورة، وجاءت أيضا للاستمرار في ثورة التعليم حتى يتحقق التغيير على أرض الواقع في كل المراحل بدءاً بالروضة مروراً بالمرحلة الابتدائية والثانوية والجامعية وما فوق الجامعة. إن الدين الاسلامي والأديان السماوية جميعا تدعو إلى طلب العلم والتفوق والتميز والتفكر في خلق السماوات والأرض، ولكن القصور عن فهم النصوص والالتزام أحياناً بتفسيرات وشروح لا تنتمي إلى العصر يبقي التخلف على ما هو عليه، ولو أننا فهمناها على أصولها وتطور الزمن لدخلنا مراحل التفوق بل والسبق.

    وهناك مجموعة من الأسئلة لابد من طرحها حتى نفهم المشكلة، والسؤال الأول، هل يظن أحد أن الله تعالى خلق الأمم المتقدمة بعقول أفضل من عقول الأمم المتخلفة أو النامية؟ طبعاً لا أحد عنده عقل أو فهم صحيح يقول ذلك الكلام المردود، وإلا ما رأينا دورات التطور الاجتماعي وتغير موازين القوى. وما رأينا أمريكا تستعين بعلماء مرموقين مثل فاروق الباز والدكتور زويل، وما كنا لنرى طبيباً عالمياً في بريطانيا مثل مجدي يعقوب وهؤلاء جميعاً من مصر وحدها. ويكذب هذا الفهم السقيم قوله تعالى'إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً' ويكذبه كذلك قوله تعالى 'وقل إعملوا' وقوله تعالى'فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره' في الدنيا والآخرة طبعاً، ويكذبه قوله تعالى'وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب'.

    ولو فهمنا القرآن فهماً صحيحاً لعرفنا السنين والحساب قبل اليابان والكوريين فضلاً عن الصينين والأمريكان والأوروبيين والسوفيات. ولكننا للأسف الشديد نعرف عدد السنين والحساب ممن لم يفهموا القرآن ولا الدين ولكنهم استخدموا العقل والفطرة ونحن تركنا اليقين والعقل والفطرة فتخلفنا. أما الآيات الأخرى فتوضح سبب ذلك التخلف تماماً ونقرأ مثلاً قوله تعالى' إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب'. فمن هم أولوا الألباب الذين تشير إليهم الآية؟ يقول الله تعالى في وصفهم:'الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض' ولكن بعض المسلمين اليوم يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم فيحققون الصفة الأولى فقط، ولكنهم جميعاً حكومات وأحزاب وحركات إسلامية وبرلمانات وغيرهم لا يتفكرون في خلق السماوات والأرض. ولم تنشيء أي حكومة عربية مثلاً مؤسسات تخدم مشروع التفكر في خلق السموات والأرض رغم وفرة الثروات البشرية والمادية الواسعة اللازمة لذلك، ولأننا لم نجرؤ علي أن نكتب يوما ما تقريراً مثل تقرير: أمة معرضة للخطر.

    ومن العجب العجيب أنني قبل أن أذهب للمشاركة في هذه الندوة المهمة في دار أخبار اليوم، قرأت قانون التعليم في مصر قانون 139 لسنة 1981 نظرة مستقبلية. ووجدت العجب العجاب الذي يدل علي أن رجال التعليم في بلادنا ومن وضعوا هذا القانون لا يلقون بالا الي قضية التفوق التعليمي و العلمي في مصر. و أخشي أن يكون ذلك جزءاً أو قيداً من إتفاقية كامب ديفيد. تقول المادة '9' من هذا القانون المعيب 'كما يجوز له أى لوزير التعليم' أن ينشئ مدارس لتعليم ورعاية المتفوقين. المادة تشير إلى الجواز وليس الوجوب، فمتى يكون الوجوب نظرياً وعملياً؟ قرأت عدة مرات تصريحات نارية عن مشكلة النقل والمواصلات في مصر على مدى خمسين سنة مضت، وكنت أتعجب من تصريحات كل الوزراء الجدد النارية والمستفزة عن حل هذه المشكلة في غضون 3 شهور أو ستة شهور. كل من تولي تلك الوزارة صرح بذلك، ولم تجد المشكلة حتي اليوم حلاً و لعقود عديدة، وكذا مشكلة العشوائيات وغيرها من المشكلات الحادة التي تتفاقم يوما بعد يوم في مصر.

    هنا نلمس جريمة الكذب والنفاق، ونعلم أن جريمة الكذب مرتبطة بالتعليم والأداء وتقويم الأداء، والجهل بالمشكلة مرتبط بالنفاق للكبراء والأعيان وذلك الوزير أو المسؤول الذي يقول عن كل شئ حسب توجيهات السيد الرئيس، والرئيس المخلوع كان حمارا قبل أن يتولي الرئاسة كما ذكرت صحيفة القدس العربي اللندنية يوم 20/3/2011 في تقرير حسنين كروم نقلاً عن حوارات بين الرئيس السادات وزوجه جيهان والمهندس حسب الله الكفراوي، حيث أكد السادات عندما إختار مبارك ليكون نائبا له أنه كان يبحث عن حمار حتي لا يناقشه ولا يعاكسه ولا يبدي رأيًا في القضايا المهمة التي كان السادات ينوي الدخول فيها ومنها طبعا كامب ديفيد.

    رئيس يهين المؤسسة العسكرية، ويهين البرلمان والحكومة، ويهين الشعب المصري كله بإختيار نائب له يكون حماراً كما قال، ويتباري معظم الوزراء و رجال الاعلام، كل في إختصاصه أن يمشي وينفذ ما ينفذه حسب توجيهات السيد الحمار. كيف ينجو التعليم وكيف تتقدم الأمم لو كان هذا هو الاختيار لبعض أهم المناصب العليا في الدولة؟ فرحت بالندوة والمشاركين فيها ولقد إقترحت علي أصحاب الندوة في أخر كلمتي عمل تقرير استراتيجي موضوعي مماثل لتقرير أمة معرضة للخطر بل أحسن، عن حالة التعليم في مصر بعد عقد سلسلة ندوات عن تأثير التعليم في الاعلام وتأثير الاعلام في التعليم، وواجب المدارس والجامعات و الحكومة والبرلمان والرئيس والأهالي والمساجد والكنائس والدستور بشأن النهوض بالتعليم وهذا قد يكون صعبا ولكنه ليس مستحيلا.
    والله الموفق

    كمال الهلباوي كاتب مصر هو صاحب هذا المقال
    التعديل الأخير تم بواسطة محمود حماد ; 26-03-2012 الساعة 10:17 AM
    لازلت أحلم بالورود و بالندي
    و بأنني المبعوث من قبل الصباح
    لأعلم الأطفال أحلاماً ندية
    و أعلم الفقراء نور الإبتسام
    أم الجودة
    مرفت محمد فايد

  2. #2
    عضو مميز
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    المشاركات
    181
    والله الذى لااله غيره أن مصر فى عصره كانت صفر فى كل شىء ليس فى الكرة فقط وأخطرها صفر التعليم فلا مناهج ولامعلمين ولا وزارة يكفينى ان اقول لكم عدد الايام الفعلية لكل فصل دراسىى مع كم المناهج الغير عادى فى كل المواد لا تتعدى (45 يوم) ناهيك عن الحشو الغير مدروس الذى يعتمد على الحفظ ولا ينتمى لأى جودة
    أختم بقول مستشار اللغة العربية بالوزارة عن الموضوعات (المحذوفة) لظروف الثورة (موضوعات للقراءة والفهم)
    التعديل الأخير تم بواسطة محمود حماد ; 30-03-2012 الساعة 02:27 PM

  3. #3
    عضو مشارك
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    - انجولا
    المشاركات
    87
    طبعا الامة التي في خطر كانت امريكا كتاب جميل ودا كان تقرير امريكي يا ريت نصحي احنا كمان من الغيبوبة

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-04-2012, 01:05 AM
  2. د / محمد كمال عيد ميلاد سعيد
    بواسطة نادر الليمونى في المنتدى المناسبات والاجتماعيات
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 19-01-2011, 03:11 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
مُنتديَات الجَودة العَرَبيّة
أكاديمية الجودة تعود إليكم في شكل جديد وإسم جديد
منتديات الجودة العربية - www.arquality.com - ملتقى خبراء الجودة في الوطن العربي
إنضم إلينا