يذهب فريق المراجعة لاعتماد أحدى المدارس يكتشف من على بوابة المدرسة أن هذه المدرسة تطبق معايير الجودة بحز فيرها بشكل طبيعي يوحى بأنه أسلوب تتبعه المدرسة وسمتها من سنوات عديدة وقبل دخولها عالم الاعتماد وذلك كان رأى رئيس الفريق فى الزيارة التنسيقية من قبل ويتضح ذلك أيضا منذ البدأ في إعمال المراجعة حتى نهايتها ومن خلال أدوات جمع البيانات وبتجميع الشواهد والأدلة للممارسات وإدخالها على النظام الإكترونى للهيئة ومن خلال نواتج التعلم قفز مستوى جميع المجالات إلى المستوى الثالث والرابع إلا أن متوسط كثافة الفصل 60 متعلم ، هنا يقع الفريق ورئيسه فى حيرة ما بعدها حيرة هل يوصى بالاعتماد أو عدم الاعتماد يقول عضو فى الفريق نوصى بالاعتماد والآخر يقول لا نوصى بالاعتماد وثالث فى حيرة من أمرة أما رئيس الفريق يجلس فى سكون تام أما عقله فهو فى مكان آخر بعيد يتذكر وهو يمر فى طرقات المدرسة فى الدور الثاني شاهد وسمع المدرسة المجاورة لنفس المدرسة والتي تختص بنفس المرحلة وكمية القمامة فى فنائها وقد جلس مدرسيها فى شمس الصباح الدافئة يضحكون ويأكلون الخس والسنداويتشات ويحتسون الشاي والمتعلمين يصولون ويجولون فى الفناء وفى الحجرات الدراسية ويعيثون فسادا تكسيرا فى الأساس وشتائم وحركات واعتداءات على بعضهم بكل ما هو خارج عن الذوق والآداب العامة بل وعن الدين ولا يوجد أى مظهر من مظاهر العملية التعليمية مع أنه مبنى حديث ، وإذا به يعتدل فى جلسته ويسأل العضو الثالث ذلك الذى فى حيرة من أمرة ويسأله من وجهة نظرك لماذا الكثافة مرتفعة فى تلك المدرسة موضع الاعتماد ؟ بدون تفكير رد قائلا شعرت أثناء المقابلات الفردية والجماعية أن أولياء الأمور حريصون على ألحاق أبنائهم فى هذه المدرسة لما تتمتع به من سمعة طيبة وعملا جاد ومعلمين أكفاء وإدارة متميزه ، على الفور أتجه رئيس الفريق إلى العضو الثانى الذى يرفض التوصية بالاعتماد وسأله عند زيارتك للفصول ماذا وجدت؟ قال: بالرغم من الكثافة المرتفعة إلا أننى وجدت المتعلمين فى مجموعات والتعلم التعاوني مفعل وأن بالفصل الدراسي الواحد معلم مساعد ومعلم و معلم أول يعملون فى منظومة متكاملة مستخدمين جميع استراتجيات التعلم ،وتم استغلال كل سنتيمتر من مساحة الفصل فى الأنشطة من مجسمات واللوحات ووسائل التعليمية وإيضاح وإمكانات البيئة المحيطة شارك فى أعدادها جميع المتعلمون ، هناك تفاعل كامل بين المعلم والمتعلمون، هنا نظر رئيس الفريق إلى العضو الأول والذى يوصى بالاعتماد فقال : العضو مازلت عند رأى نوصى بالاعتماد فنظر إلى العضو الثانى وقال:رأيك النهائي قال: الكثافة مرتفعة ونحن ملتزمون بسقف الكثافة التى حددته الهيئة ،نظر رئيس الفريق إلى العضو المتردد وقال :رأيك النهائي قال العضو الثالث: نوصى بالاعتماد ، هنا أعاد رئيس الفريق ظهره إلى الكرسي وعادت صورة المدرسة السيئة المجاورة للمدرسة موضوع الاعتماد تراود عقله، وقال : فى نفسه عندما لا تعتمد هذه المدرسة ساوينها مع تلك المدرسة السيئة مع الفارق الكبير ، وهل يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون؟ فأعتدل فى كرسيه وقال : مازال مجموع الآراء 2 يوصيان بالاعتماد وواحد يوصى بعدم الاعتماد والرأي عندي مع من يوصى بالاعتماد وبذلك أوصى الفريق باعتماد المؤسسة ، إلا أن الهيئة كان لها رأى ثالث وهو أرجاء المؤسسة.
وهل الأرجاء سوف يحل مشكلة الكثافة ؟؟ فسوف يأتى فريق الاستكمال ويجد الكثافة كما هى ولن تعتمد المدرسة ويحبط العاملون بها وبعد أيام قليلة سوف تصبح أسوء من المدرسة المجاورة ويقول قائل يا ليتنا ظللنا كما نحن ولم نتقدم للاعتماد.
د. فتحى الجندى
رد مع اقتباس
عزت عدلى أسناسيوس
مواقع النشر (المفضلة)