فى دولة مثل #مصر تقبع بكل أريحية فى ذيل الدول من حيث جودة التعليم، وتخرج أعرق جامعاتها (القاهرة) من تصنيف أفضل 500 #جامعة فى العالم، وتحظى بنسبة أمية مهولة فى عين العدو، وتتمتع بنسبة محترمة من الجهل حتى بين المتعلمين.. فى هذه الدولة يقف طلاب الجامعات أمل الغد فى طابور طويل عريض ليخضعوا للتفتيش من أجل محاضرة لا أهمية لها فى #جامعة غير معترف بها يلقيها عليهم أستاذ يعترف بتجنيد بعض الطلبة «عصافير» من أجل الأمن العام!



ولكى لا يتهمنى أحد بالتعميم، سأتحدث عن نفسى، درست فى قسم اللغة الإنجليزية فى كلية آداب المنصورة، درَّس لى بعض الأساتذة الذين لو تحدثوا باللغة الإنجليزية أمام رمضان مبروك أبو العلمين حمودة لأعطاهم صفرا، ولو سمعهم طالب فى الجامعة الأمريكية لظن أنهم تكاثروا قبل اختراع اللغة، وكان رئيس القسم يمنعنا من دخول مبنى القسم حتى لا يرى وجوهنا البائسة التى تعكنن مزاج سعادته، وكان يجبرنا على شراء كتبه، ويحمل فى يده كشفا بأسماء من لم يشترِ كتبه ليهدده علنًا، ونظل طول العام نحضر محاضرات بلا فائدة، وفى آخر أسبوع يطلب منا كل أستاذ أن نرمى ما سمعناه وراء ظهورنا، ونشترى ملزمة جديدة فيها إجابة الامتحان!


والنتيجة، تخرجت بحمد الله حاصلا على شهادة محترمة للغة الإنجليزية تقبع فى أحد الأدراج، أستطيع بموجبها أن أتحدث الإنجليزية بطلاقة مع كل من لم يتعدَّ عمره ست سنوات على أن يكون فى مدرسة حكومية!


نحن فشلة يا سادة، فشلة فى التعليم، وفشلة فى احترامنا أصلا لأهمية التعليم، وفشلة فى حلولنا لإنقاذ التعليم، وإذا كان المسؤولون يسألوننا دائما عن الحل، فليتركوا مناصبهم ويجلسوا بجانبنا ما دمنا كلنا مش عارفين!