المعلمون يرفضون معاقبة زميلتهم صاحبة برقية الإخوان
المعلمون يرفضون معاقبة زميلتهم صاحبة برقية الإخوان
|
محمود حافظ - محمد زين الدين- منال سعيد - دعاء عمرو
للجمهورية فى 15/1/2012
|
http://www.algomhuria.net.eg/algomhu...-10-1---MB.jpg أثارت العقوبات التي وقعها محافظ الشرقية علي معلمة مدرسة القنايات الاعدادية التي وضعت سؤالا في امتحان اللغة العربية حول كتابة برقية لتهنئة حزب الحرية والعدالة بمناسبة فوزه بالمركز الاول في انتخابات مجلس الشعب.. واستبعاد مدير الإدارة التعليمية عن العمل جدلا واسعا بين المعلمين وخبراء التربية بالجامعات الذين اجمعوا علي رفض تلك العقوبات واعتبارها تمس كرامة المعلم وعودة للاساليب البوليسية القديمة قبل الثورة مشيرين الي أن السؤال لم يخرج عن توجيهات الوزارة الداعية بمواكبة اسئلة الامتحانات للاحداث السياسية بمصر.
بينما استنكرت جماعة الإخوان ما حدث للمدرسة مطالبة بالاكتفاء بعقوبة لفت النظر للمعلمة فقط وإلغاء كافة العقوبات الأخري التي تم توقيعها علي الموجهين العموم ومديري الإدارة التي تتبعها المدرسة.
أكد محمد محمود مسئول ملف المعلمين والتعليم في جماعة الإخوان المسلمين ان مسألة مجازاة ومعاقبة المعلمة التي قامت بوضع سؤال في التعبير حول كتابة برقية تهنئة لحزب الحرية والعدالة الحاصل علي المركز الأول في مدرسة القنايات الاعدادية واستبعاد مدير الإدارة من عمله هي عودة للاساليب القديمة المرفوضة رغم ان جماعة الإخوان المسلمين كانت تفضل ان تكون تلك الاسئلة ذات صيغة عامة وليست محددة للجهة أو الحزب.
اضاف ان اسلوب الاستبعاد ومجازاة المعلمين يتنافي مع كرامة المعلمين كما ان الواقعة تتعارض مع توجيهات وزارة التربية والتعليم التي اوصت بمواكبة اسئلة الامتحانات للاحداث السياسية في مصر.. كما ان الاسئلة يجب أن تعمل علي تنمية الوعي الثقافي والسياسي للطلاب.
طالب المحافظ بالاكتفاء بتوجيه لفت نظر أو لوم للمدرسة المسئولة عن وضع الامتحان وليس عقوبة الخصم من الراتب موضحة ان تلك العقوبة تثبت أن المعلمين في حاجة مهمة لتنميتهم ادبيا ومهنيا علاوة علي وجود جهات نقابية قوية تدافع عن حقوقهم وتعبر عن وجهة نظرهم بدلا من مهاجمتهم في مختلف وسائل الإعلام.
تقييم المهارات
اكد الدكتور عبدالعظيم صبري استاذ المناهج بكلية التربية بجامعة حلوان علي أن هذا القرار يعد قرارا خاطئا من المسئول الذي اصدره فيجب أن ننظر الي الموضوع من ناحية المتخصصين فإن وضع امتحان التعبير لابد أن ننظر فيه الي ان كتابة موضوع التعبير يقيم فيه مهارات الطالب في كتابة الموضوع من حيث الفكرة الرئيسية والموضوع لانه وسيلة وليس غاية.
اوضح ان قياس مهارات الطلاب في اللغة العربية بغض النظر عن الموضوع مستنكرا القرار الذي تم فيه عقاب المدرسة لانها جاءت بسؤال في امتحان التعبير عن كتابة برقية تهنئة لفوز حزب الحرية والعدالة باغلبية مقاعد البرلمان مشيرا الي أن ذلك ليس خطأ لانني لا اروج لحزب الحرية والعدالة ولا يوجد بالبرقية توجيه الي شخص معين.
أشار إلي أن ذلك القرار به تعسف تجاه المدرسة ورجوع الي النظام السابق في التعامل متسائلا أين الحرية والديمقراطية التي نتحدث عنها موضحا علي أنه إذا جاء سؤال بإرسال برقية لسوزان مبارك في مشروع القراءة للجميع فلم يتحدث احد عن هذا المشروع علي الرغم من أنها راعية فقط للمشروع.
قال ان موضوع التعبير يتحدث عن موقف واقعي ليكتب عنه وليس موقفا غير واقعي مشيرا الي أنه ضد ان يحاسب المعلم في العلانية وأمام الرأي العام حفاظا علي صورته امام طلابه بالمدرسة انما يكون حساب المعلم في غرف مغلقة.
توجهات
اكد اشرف بدوي مدرس لغة عربية انه لابد ان يبتعد المدرس عن وضع انتماءاته أو توجهاته في الورقة الامتحانية من خلال موضوعات التعبير وقطعة النحو مثلا او طلب رأي معين في مقولة او فقرة مثل مادة التاريخ حيث انه من المفروض ان يكون محايدا مشيرا إلي أن ذلك لايتعارض مع التوجيهات المطلوبة منه بأن تواكب الاسئلة الاحداث الجارية في البلاد إذ كان من الممكن ان يطلب من الطالب رأيه في الانتخابات البرلمانية والمشاركة الكبيرة من الشعب لاول مرة في تاريخ مصر بعيدا عن حزب أو تيار معين وبذلك يكون هناك رؤية عند الطالب ويستطيع أن يكتب عن رأيه بكل حرية دون ان يكون مجبرا علي تبني وجهة نظر معينة موضحا أن ذلك لايبيح العقوبة المشددة علي واضع الامتحان لان هذا الأسلوب مرفوض وان يخضع للتحقيق من خلال النقابة بعد الاستماع الي رأي المدرسة.
احداث متنوعة
يشاركه الرأي سيد حسن مدرس لغة عربية ان الاحداث التي جرت في مصر بعد الثورة كثيرة ومتنوعة ولا يمكن أن ينحصر ذلك علي دفع الطالب نحو اتجاه معين او تهنئة لحزب ما أو التحيز له فماذا لو كان هذا ضد توجه الطالب فلماذا يجبر علي التهنئة او ابداء رأيه فيما هو معارض لتوجهاته كما انه لايجوز وصف فئة أو تيار معين بأنه مفسد أو أي وصف به اهانة فالشعب الذي ثار وهناك من خرب من البلطجية فلا يمكن اذن التعميم وهذا من ناحيته خطأ أكبر مشيرا الي أنه ضد توقيع عقوبات رادعة علي المعلمة والاكتفاء بالمجازاة فقط دون الحرمان من اعمال الامتحانات.
لجنة
طالب عمر مصطفي مدرس تاريخ بتشكيل لجنة بالمديرية والإدارات التعليمية للاطلاع علي ورق الامتحانات ومتابعتها ومراجعتها مع الحفاظ علي سريته.
اضاف انه لابد ان يبتعد واضع الامتحان عما يثير الجدل او يفاقم الأزمة أو احداث فتنة فللطالب فقط حق ابداء رأيه بحرية ولايمكن الجور عليه وليس كما حدث لاحدي طالبات الثانوية العامة عندما انتقدت الرئيس السابق والعكس صحيح فلا يمكن ان يجبر المعلم الطالب علي رأي معين وانما يمنح حرية التعبير كاملة حتي وان كانت ضد توجهات واضع الامتحان ويجب الا يقع المدرس الأمين في ذلك بأن ينقص الطالب المخالف لتوجهاته في الدرجات علي سبيل المثال وانما يضع تلك الانتماءات جانبا.
بينما اعترض محمد علي مدرس لغة انجليزية علي توقيع عقوبات علي واضعة الامتحان لان التفكير في تماشي الاسئلة مع الاحداث الجارية ضروري ويحسب للمدرسة كما ان التهنئة لاكبر الاحزاب الفائزة لا ضرر فيه فقد كانت موضوعات التعبير في السابق تدور حول انجازات الرئيس وحرمه في المجالات المختلفة فلا توجد مشكلة من ذلك اما تفسير المدرسة بانها لم تصف الثوار بالمفسدين حيث أن الجملة شاهدنا الثوار. بل المفسدين. يدمرون تاريخ البلاد ليست اتهاما للثوار فلغوياً حرف بل هو حرف عطف يفيد الاضراب بمعني العدول عن الحكم. ونفيه عما قبله. واثباته لما بعده.
يري مهني خلاف مدرس لغة عربية للمرحلة الثانوية ان المدرسين الذين ضمنوا بعض الأمور السياسية في الامتحان لم يخطئوا خطأ ماديا وإنما هو مجرد خطأ معنوي لا يفترض أن يكون عقابه بهذا الشكل المبالغ فيه إلي حد كبير خاصة أنه يندرج تحت نفاق السلطة الذي اعتاده البعض من قبل الثورة علماً بأنه لا يوجد نص قانوني يخص وضع الامتحانات يقول بعدم تضمين مواضيع مشابهة في الامتحان.
أوضح أن مسألة عقاب مدير مدرسة أو مدير إدارة بالنقل أو الايقاف عن العمل هو أمر تعسفي لأن مدير الإدارة ليس من ضمن اختصاصاته مراجعة امتحانات النقل أو المادة العلمية الواردة بها بأي شكل من الأشكال مشيرا الي أن الموضوع كان يجب أن يقتصر علي لفت النظر علي نطاق الادارة التعليمية حتي لا تتكرر هذه المسألة مرة أخري وليس العقاب القانوني والتحقيق والايقاف عن أعمال الامتحانات لأن هذا يعطي انطباعا بأن اساليب القمع القديمة مازالت موجودة ويتم العمل وفقا لنفس العقليات القديمة في النظام البائد.
|
