التخطيط لمستقبل جودة التعليم (الحلقة الثانية )

الحلقة الثانية
تحدثنا فى الحلقة الأولى عن أهمية التخطيط للمستقبل ، وكيف يمكن أن يكون كل شئ فى حياتنا هادف ومخطط له مسبقاً ، فى هذه الحلقة سنتحدث عن أنواع التخطيط وسنكتفى فى هذه الحلقة بالتخطيط الاستراتيجى ، ثم نستتبع فى الحلقات التالية إنشاء الله بقية أنواع التخطيط .
فما هو التخطيط الاستراتيجى ؟
يرتبط التخطيط الاستراتيجي بالمستقبل على المدى البعيد ، إذ يتضمن التخطيط الاستراتيجي عملية التخطيط الآنية ، والمستقبلية في ذات الوقت . لهذا فهو العملية التي من خلالها يتم رسم معالم المستقبل القريب، والبعيد على السواء . لهذا يضمن التخطيط الاستراتيجي عملية الانتقال من الوضعية الراهنة للمنظومة، أو المجتمع ،أو الفرد إلى رسم معالم المستقبل من خلال تنفيذ أبعاد الخطة الإستراتيجية طويلة المدى، والمشبعة بدراسات وصفية ،وتحليلية ،ونقدية للتعرف على الفرص ،والتهديدات ،ومناطق القوة ،والضعف في المؤسسة ،أو المنظومة محل الدراسة .

مثال للتوضيح

مثال :-الغاية هى حصول كلية أو مدرسة ما على الإعتماد يتم الاستعانة بأسلوب التخطيط الاستراتيجي من أجل تحقيق هذه الغاية.
وبناء عليه سيتم وضع الخطة الإستراتيجية التالية :-
-دراسة الوضع الراهن للكلية أو المدرسة.
-مقارنة الوضع الراهن للكلية أو المدرسة بمتطلبات عملية الجودة .
-تحديد أوجه القصور داخل الكلية / المدرسة .
-استثمار نقاط القوة الحالية للمؤسسة في خلق فرص لتطوير ،وتحسين وضع المؤسسة .
-تحديد خطوات العمل للتطوير ،والتحسين للكلية / المدرسة.
-تأهيل الكلية/ المدرسة للحصول على الاعتماد .

-مقارنة تقارير متابعة الجودة بما هو متحقق فعلياً داخل الكلية/ المدرسة .

-الاستعداد النهائي للكلية/ المدرسة لنيل الاعتماد بعد ما تم تحقيق الخطوات السابقة .

-رسم تصور لمستقبل الكلية / المدرسة فى العشر سنوات القادمة .



إذن ما هى الخطة الإستراتيجية ؟


الخطة الإستراتيجية هي العملية التي يتم من خلالها وضع خطوة بخطوة للوصول إلى هدف ما ، فهي خطة تستهدف تحقيق هدف ما في المستقبل القريب، والبعيد . والخطة الإستراتيجية تعدل من الخطوات المرسومة باستمرار من خلال عمليات التنفيذ ، وما يستجد من متطلبات للتغير، والتعديل فى الخطة الموضوعة لهذا لابد أن تشتمل الخطة الإستراتيجية على الأبعاد التالية :-القدرة على حل المشكلات –القدرة على اتخاذ القرار في الوقت المناسب –القدرة على تفويض المهام – إدارة الوقت – وضع السياق في الاعتبار واحتياجات المجتمع – التفكير المنظومى لحل المشكلة .
كما أن الخطة الإستراتيجية من الأهمية بمكان تضمينها العوامل التالية :-
-الرؤية ،والرسالة للمؤسسة
-احتمالات النجاح ،والفشل
-خطوات الأهداف الموضوعة
-أولويات التفعيل مصممة زمنياً .
والآن بصفتك معلم كيف تخطط لمستقبل مهنة التعليم فى إطار تخصصك ، والمنظومة التعليمية ، وما هى الأولويات بالنسبة لك ؟ وما هى الفئة المستهدفة من عملية التخطيط ؟ وما عائد التخطيط الذى ستقوم به عليك وعلى المنظومة التعليمية ككل بإعتبارك عضو بها ؟
إن عملية رسم السياسات ووضع الخطط ليست مهمة القادة وحدهم كما كنا نعتقد ، فكلنا نشارك فى رسم المستقبل بوضع أهداف طموحة وعلى مستوى قدراتنا التى نصقلها كل دقيقة بالتواصل وبناء الخبرات والشراكة فى أعمال مفيدة دون إهدار للوقت ، لأن إهدار الوقت معناه أننا لا ننظر للمستقبل ونخطط له جيداً
والله مع كل من يعمل لتحقيق أهدافه المستقبلية سواء على المستوى الشخصى والجمعى فى الوقت ذاته .