التخطيط لمستقبل جودة التعليم (الحلقة 35)

التخطيط لمستقبل جودة التعليم( الحلقة35 )

تحسين الممارسات داخل المنظومة التعليمية (9)

تابع تحسين الممارسات داخل المرحلة الابتدائية

انتهينا فى الحلقات السابقة من وضع محاولة لتحسين الممارسات داخل مرحلة رياض الأطفال ، والآن نحن بصدد تحسين الممارسات داخل المرحلة الابتدائية مع التأكيد أن التعليم الابتدائى ، يبدأ إصلاحه من مرحلة رياض الأطفال التى أشرنا إليها سابقاً ، لهذا فكل مرحلة ُتسلم المرحلة الأخرى ، وما يتم تحسينه، وتطويره فى المرحلة السابقة يكون له تأثير هائل على المرحلة التالية .

والسؤال ما الهدف من مرحلة التعليم الابتدائى ؟

ببساطة شديدة تكوين متعلم قادر على الإلمام بأساسيات القراءة، والكتابة، والعمليات الحسابية وتعلم مبادئ التكنولوجيا ، والقدرة على استخدام الحاسوب.

فهذا هو المطلوب من الطفل فى تلك المرحلة اكتسابه من مهارات ، ومن ثم فحشو المناهج بالكثير من المعلومات التى تشجع على الحفظ دون الممارسة العملية سيؤدى إلى إخفاق فى تعلم المهارات المطلوبة فى تلك المرحلة .

ومن ثم فالممارسات من الضروى أن تنبع من هذا الهدف .

الممارسة الأولى :-إعداد معلم مرحلة التعليم الأساسى

يتم إعداد معلم مرحلة التعليم الأساسى داخل كليات التربية ، إلا أن البرامج الخاصة بمعلم التعليم الأساسى للتعامل مع طفل المرحلة الابتدائية غير كافية ، كما أنها ليست معدة خصيصاً لمعلم التعليم الأساسى .

فمعلم التعليم الأساسى هو معلم المرحلتين الإبتدائية ،والإعدادية ، لذلك فالتعامل مع كل مرحلة من هاتين المرحلتين من الضرورى أن يكون له برامجه، ومعاييره الخاصه به .

الممارسات الفعلية لمعلم التعليم الابتدائى تشير إلى الخلط الواضح للبرامج المقدمة له ، وأن المهارات التى يتعلمها مهارات عامة ،وليست معدة خصيصاً للمرحلة الإبتدائية .

ومن ثم من أجل إعداد معلم المرحلة الإبتدائية من الضرورى توفير برامج إعداد للمرحلة الابتدائية تنبع من معايير تلك المرحلة ، والهدف منها .

وما هى أسس إعداد معلم المرحلة الإبتدائية ؟

معلم المرحلة الإبتدائية يتعامل مع مرحلة الاكتشاف ،والتساؤل المستمر والإبداع من سن الطفل ، فهى من سن 6 سنوات إلى 12 ، وهى مرحلة لا ُيستهان بها لأنها مرحلة نمو الوعى العقلى، والمهارى ، والشعورى لدى الطفل . لذلك فالمعلم يجب إعداده للتعامل مع الأطفال بشكل يسمح بإستيعاب كافة متطلباتهم ، والدخول فى عالمهم الملئ بالألغاز والاكتشافات ،والإبداعات فى تلك المرحلة التى يتشكل فيها المواطن فعلاً .

لهذا يتم إعداده على أساس

1-الإلمام بمراحل النمو فى تلك الفترة من عمر الطفل .

2-آليات اكتشاف مواهب الأطفال ،وإبداعاتهم .

3-كيفية بناء قدرة الأطفال على الاكتششاف، والمغامرة المحسوبة.

4-تشجيع الأطفال على القراءة بإستمرار للتواصل مع العالم الخارجى ،والتعبير عن أفكارهم .

5-إبتكار أساليب ، وأدوات للتعليم خاصة بتلك المرحلة فقط .

6-التدريب على استخدام مقاييس التقييم ، ومتابعة أداء الأطفال .

7-اختبار طاقة المعلم / المعلمة على الصبر ، والتحمل فى التعامل أثناء التدريب مع الأطفال .

8-تقديم رؤية قابلة للتطبيق عن إمكانية تحسين المرحلة الإبتدائية قبل التخرج من الكلية.

فى الحلقة القادمة بإذن الله سنحاول وضع معايير إعداد معلم المرحلة الإبتدائية ضمن عملية تحسين الممارسات داخل المرحلة بإذن الله .

دائماً نسمع عن ذكاء الطفل المصري حتى نهاية مرحلة رياض الأطفال فإذا التحق بالمرحلة الابتدائية ابتدأ في مرحلة السقوط إلا ما رحم ربي فحينما يجلس الطفل في فصل يكون معلمه حاصل على دبلوم تجارة أو زراعة أو صناعة وعلى أقصى تقدير دبلوم معلمين يعتمد في أسلوبه على الإلقاء والتحفيظ ، وبعد أن كان يتعلم على يد معلمات متخصصات ويمارس أنشطة تعليمية من خلال أساليب متنوعة تتبعها المعلمة لذلك تبدأ الهاوية فمن المفترض أن يكون معلم المرحلة التالية لرياض الأطفال أكثر تخصصاً ودراسة لطبيعة المرحلة العمرية لأطفاله الذين يعلمهم كأن يكون حاصلاً على ماجستير أو دراسات عليا في التربية إلا أن العكس يحدث تماماً فلقد فقد معلم تلك المرحلة القدرة على التعلم ويأسف المرء عندما يذكر ذلك ولعل هذا يشبه ( الانتقال من التسخين لدرجة الغليان إلى التبريد المفاجئ ) ولنتخيل جميعا التأثير الناتج عن تلك العملية المفاجئة --- هذا ما يحدث بالفعل لأطفالنا حيث ننقلهم من مرحلة يكون لديهم استعداد عالي جداً للتعلم وتوليد وتنمية المواهب الكامنة إلى القتل المفاجئ لتكل المواهب وذلك الاستعداد [ ولا نريد أن ندخل في مهاترات المعلم قديماً والمعلم حديثاً وماالذي كان يمتلكه المعلم زمان وليس موجود عند معلم اليوم ووووووو ] فهل يمكن لوزارة التربية قبل التعليم أن تنتبه لتلك المأساة التي يعانيها أطفالنا أعتقد أن كل مصري له حق يطالب به وزارة التربية والتعليم التي أغفلت حقوق أطفال مصر في تنمية وتطوير معلميها الذين تولوا مسئولية إخراج أجيال تمتلك مهارات لا نريدها في أبنائنا وهي [ الغش - الكذب - النفاق --- كما أنهم لا يجيدون متطلبات المرحلة ولم تتحقق أهداف المرحلة الابتدائية فيهم ]
وأنا أعلم أن بعد هذه المشاركة سيخرج من يقول لقد صدر قرار وزاري يلزم المدرسة بتدريب المعلمين -- ولنتساءل من يعلم من ؟
هل يعلم من لا يعلم من لا يعلم ؟ أم يعلم من يعلم من لا يعلم ؟
والكارثة الأعظم من ذلك أن تجد موجهي المرحلة أكثر جهلاً بطبيعة المرحلة فلا يهمه غير التوقيع على التحضير وهل الطفل حفظ الدرس أم لا ؟
أعان الله مصر على تغيير هذا الوضع بثورة تعليمية ناضجة .