تابع تحسين الممارسات داخل المرحلة الابتدائية
نستكمل بقية تحسين الممارسات داخل المرحلة الابتدائية بدأنا بالممارسة الأولى المتعلقة بإعداد معلم مرحلة التعليم الإبتدائى ، والممارسة الثانية الخاصة بمعايير إعداد المعلم ، و الممارسة الثالثة المتعلقة بأساليب التدريس داخل مرحلة التعليم الإبتدائى، وفى هذه الحلقة نتحدث عن المنهج والمحتوى المقدم لطفل المرحلة الإبتدائية
الممارسة الرابعة منهج المرحلة الإبتدائية
كلنا يعلم أن المنهج المقدم لطفل المرحلة الإبتدائية فى الوقت الحالى يخدم العملية الذهنية المعرفية فحسب ، ويحتوى على كم من المعارف ، والمعلومات التى من الضرورى على الطفل الإلمام بها لاجتياز الامتحانات التقليدية التى تختبر الجانب المعرفى وحده .
ومهما كانت قيمة ،وأهمية الحقائق ،والمعلومات ،والمعارف المقدمة ، هى فى النهاية معارف فقط لا تزود الجانب المهارى عند الطفل لأنها تخدم الجانب النظرى فحسب ، ويجد بعض الخبراء أن تطوير المناهج لخدمة الجانب المهارى هو وضع مزيد من التدريبات على كم المعارف المقدمة ، أيضاً هذه التدريبات تخدم الجانب المعرفى والذهنى فقط ، ولا تحقق مهارة فعلية .
المطلوب إذن فى المحتوى المقدم لطفل المرحلة الإبتدائية لتحقيق نواتج التعلم بكاملها ،وليس الجانب المعرفى فحسب بل المهارى ،والوجدانى هو ما يلى :-
-وضع مجموعة من المعارف الخاصة بالمادة المتعلمة بنسبة 30% فقط ، وليكن مادة العلوم مثلاً . تكون تلك الحقائق مزودة بالصور ، والأمثلة، والمخططات الشارحة أكثر من الكلام ،والكتابة الكثيرة غير المفهومة .
-تحويل تلك المعارف المكتسبة إلى تطبيقات مهارية بنسبة 40%، من خلال ربطها بالحياة ، وكيف يمكن للطفل أن يستخدم تلك المادة المتعلمة فى الواقع ، والتدريب على مهارات الاستخدام تلك من خلال العديد من الأدوات ،وأساليب التعلم التى شرحناها فى الحلقة السابقة ، وغيرها الكثير ، وربطها بعملية تقويم الطفل .
-وضع مجموعة من الأنماط السلوكية المرغوب تعلمها بنسبة 30% كقواعد، وأخلاقيات للمادة المتعلمة تجعل المتعلم يسلك على نحو أفضل بعد تعلم مهارة المادة المتعلمة ( العلوم مثلاً ) داخل الواقع البيئى من حوله سواء مجتمع المدرسة أو الأسرة أو البيئة .
وبهذا يمكن للمحتوى المقدم للطفل أن يغطى الجوانب الثلاثة للتعلم ، ويشجع على اكتساب عادات سلوكية كمواطن يتم تشكيله لخدمة المجتمع .
لذلك فالمهارات المطلوب تعلمها فى طفل المرحلة الابتدائية هى اللغة العربية ، والكتابة ، واستخدام الحاسوب ، والعمليات الحسابية . فيكفى فى هذه المرحلة إتقان تلك المهارات جيداً من أجل استكمال بقية المهارات الحياتية فى المراحل التالية للتعليم .
ومن ثم فالتخطيط لمنهج الأطفال بحاجة إلى أن يرتبط بنسب مئوية وليس بشكل عشوائى ُيعطى المعارف ،والحقائق النظرية النصيب الأكبر الأمر الذى يفقد العملية التعليمية الهدف منها ، وهى تعلم مهارات ،وليس حقائق نظرية فحسب .
فتكون كالتالى :-
30% للمعلومات والحقائق موضحة بصور ومخططات وأمثلة .
40% مهارات حياتية تطبيقية على البيئة
30% سلوكيات وقواعد أخلاقية
