الهدر المدرسي (الهدر التربوي )
الهدر المدرسي (الهدر التربوي ) :
الهدر المدرسي من المصطلحات الفضفاضة التي يصعب تحديدها لاعتبارات عدة منها :
تعدد المسميات لنفس المفهوم واختلاف الكتابات التربوية في المنطلقات الذي يوصل إلى الاختلاف في فهم الظواهر وبالتالي الاختلاف في توظيف المصطلح .
أحيانا نتحدث عن الهدر المدرسي ونعني به التسرب الذي يحصل في مسيرة الطفل الدراسيةا لتي تتوقف في مرحلة معينة دون أن يستكمل دراسته.
لكن نفس الظاهرة يرد الحديث عنها في كتابات بعض التربويين بالفشل الدراسي الذي يرتبط لدى أغلبهم بالتعثر الدراسي الموازي إجرائيا للتأخر. كما تتحدث مصادر أخرى عن التخلف و اللاتكيف الدراسيين وكثير من المفاهيم التي تعمل في سبيل جعل سوسيولوجي التربية أداة لوضع الملمس على الأسباب الداخلية للمؤسسة التربوية من خلال إنتاجها اللامساواة.
وبشكل أدق الهدر المدرسي هو نتيجة ضعف مردودية المنظومة التعليمة وذلك بعجزالمنظومة التعليمية عن الاحتفاظ بجميع الملتحقين بها لإتمام دراستهم حيث يحدث الانقطاع الدراسي.(العرض التربوي،2008، 1).
ويقصد بالإهدار في التعليم: تلك الجهود الفكرية والمادية المبذولة في الحقل التعليمي دون تحقيق الأهداف الموضوعة لها بصورة كاملة من الناحيتين الكمية والكيفية .(المطوع،1987، 192).
وفي مفهومة البسيط هو الخسارة (الفاقد) التي تنتج عن رسوب وتسرب وإعادة الطلبة في النظام التعليمي.
ونظراً لأن الإهدار التربوي ظاهرة يمكن أن يتحدث عنها في أي نظام تعليمي .فقد دعى ذلك بعض المتخصصين في هذا المجال والمهتمين به إلى القول بأن "الإهدارالتربوي مشكلة عالمية"
ويمثل الإهدار التربوي في الدول العربية قضية أساسية ويشكل قوة مدمرة للكفاية الداخلية لهذه الأنظمة وللجهود المبذولة لتطويرها .(أبو كليلة،2001، 89،90).
والتسرب هو انقطاع الطالب عن المدرسة انقطاعا نهائيا قبل أن يتم المرحلة الإلزامية وهذه الظاهرة تبدو في الريف والبيئة البدوية أكثر منها في البيئة الحضرية وأن كانت أخذت في التناقص يوما بعد يوم بسبب انتشار التعليم وازدياد الوعي الثقافي والاجتماعي بين أفراد المجتمع" .(الدويك، 1998،110).
والفاقد له جوانب معروفة من أهمها:
التسرب والرسوب والإعادة وتدني المستوى التحصيلي وارتفاع معدلات التكلفة لكل تلميذ وعدم الاستفادة الكاملة من اقتصاديات الحجم في المدرسة.(المطوع،1987، 192).
عوامل الهدر المدرسي:
تتنوع الأسباب المسئولة عن ظاهرة الهدر المدرسي وتختلف باختلاف الإفراد والمجتمعات ويمكن تصنيف هذه العوامل كما ذكرها.(الداوود،2010)إلى:
تتنوع الأسباب المسئولة عن ظاهرة الهدر المدرسي وتختلف باختلاف الإفراد والمجتمعات ويمكن تصنيف هذه العوامل كما ذكرها.(الداوود،2010)إلى:
- عوامل ذاتية مرتبطة ببنية شخصية الفرد وسماته الخاصة يمكن تفصيلها على النحوالتالي:
• عوامل بيولوجية و فيزلوجية : وقد تم الاهتمام كثيرا بهذه العوامل ومالها من أثار سلبية على مستوى التوافق الدراسي ومنها (الإعاقة – نقص التغذية – ضعف البصر أوالسمع – قلة الافرزات الهرمونية للغدد أو كثرتها ........إلخ) .
• عوامل انفعالية : وتظهر على شكل توترات – القلق – الخجل – الخوف – الشعور بالنقص، الشيء الذي يودي بالمتعلم إلى الشعور بعدم الثقة بالنفس , مما يجعله يفقد رغبته في التحصيل الدراسي وتنمية التأخر الدراسي له وبالتالي الانقطاع عن الدراسة .
• عامل الذكاء : من المعتقد أن التلميذ الذكي يكون متفوقا دراسيا والعكس صحيح غيرأن الدراسات برهنت على ضرورة التحفظ في هذا الاعتقاد : فالتلميذ الذكي لا يمكن التنبؤ له حتما بالتفوق الدراسي غير أن هذا لا يمنع القول أن الضعف العقلي وانخفاض مستوى الذكاء العام يؤدي حتما إلى انخفاض مستوى التحصيل .
- عوامل تربوية : مرتبطة بأنماط العلاقة التربوية وأنواع طرائق التدريس والبرامج المدرسية ، حيث تلعب المناهج المدرسية دورا هاما في شد وجذب التلميذ للمدرسة أو انصرافه عنها، فبرامجنا مازالت تعتمد على الناحية النظرية والمعرفية المجردة لأطفال لا يجدون ذواتهم في ما هو نظري بل يتفاعلون مع البرامج التي تقوم أساسا على ما هو عملي – تطبيقي – محلي – واقعي . كما تلعب الأساليب والعلاقات التربوية السليمة والشروط التعليمية والتربوية المناسبة ومواصفات الأستاذ ( الخبير) دورا هاما في محاربة ظاهرة الهدر المدرسي بتجلياتها المختلفة .
- عوامل اقتصادية :ترتبط ببنية الاجتماعية والاقتصادية المحددة لوظيفة ودور المدرسة في المجتمع وهي تلك العوامل التي ترتبط بقدرة العائلة على الاعتماد على نفسها، وعدم الاعتماد على الطالب في النهوض بأعبائها، كما أن العوامل الاقتصادية تشمل انخفاض المستويات المعيشية وأنماط الاقتصاد السائدة، والحاجة إلى الطلاب كقوى عاملة.
- عوامل أسرية : التفكك الأسري واختلاف أنماط التربية بين الأبوين –اشتغال الأبوين– ضعف المستوى الثقافي للأسرة ...فالأسرة المحرومة من أبسط أشكال الثقافة والتي يشيع فيها الجهل لا توفر لأبنائها جو سليما يساعدهم على الاستذكار والاستيعاب كما يلعب المستوى الاقتصادي للأسرة دورا هاما في توفير الظروف المناسبة للتحصيل الدراسي والنجاح .
- عوامل ثقافية : ترتبط بنظرة المجتمع إلى المدرسة وعملية التمدرس ،حيث تراها بعض الأسر أنها وكالة لتكسير بعض التقاليد الاجتماعية ومحاربتها مقابل نشر تقاليد أخرى لا تتناسب وثقافة المجتمع الشيء الذي يودي إلى عدم الاقتناع بعملية التدريس بصفة عامة أو انقطاع التلميذ أو التلميذة لدى وصوله إلى مستوى دراسي معين أو مرحلة عمرية معينة .
للموضوع باقية
