إبليس ... يضع خطة تحسين .... !
وقف إبليس في فناء المدرسة ، وصاح بأعلي صوت ، كيف لا تعتمد مدرسة في إدارتي حتي الأن ..!؟ هذه إهانة كبيرة لي ، يجب أن أضع خطة جهنمية لخداع مراجعي الهيئة الذين يحسنون الظن بالناس ، يجب أن نفبرك ونزوِّر كل شيء حتي لو تتطلب الأمر تغيير مبني المدرسة بمبني لمدرسة أخري و تغيير المعلمين بآخرين أو حتي تغيير الطلبة بطلبة متفوقين من مدارس أخري ، فما بالك بمجلس الأمناء و المهتمين بالتعليم و أولياء الأمور فهذه بسيطة جداً ، المهم أن تظهر المدرسة بمظهر بنبي و أنا جنبك و أنت جنبي و كله تمام يا أفندم .
في الحقيقة أن مدرسة إبليس هذه نصف متعلميها أو يزيد لا يقرأون ولا يكتبون و النصف الآخر ليس أفضل بكثير و معظم معلميها لم يتم تدريبهم أي علي برنامج تدريبي منذ عشر سنوات و مدير مدرسة لا يعرف عن الإدارة المدرسية شيئاً و مدرسة لا يوجد بها إلا ثلاثة أجهزة كمبيوتر منهم جهاز لا يعمل رغم كل ذلك و إبليس يريد أن يتم اعتماد هذه المدرسة في يوم و ليلة ....!؟ لقد قرر إبليس تغيير نسبب النجاح في السنوات الثلاث السابقة في الصفوف الثلاثة حتي يضمن أن نسبة 65% مرتفعة جداً لدرجة أنه أصدر تعليماته لديوان الإدارة بعمل شيت كنترول و اعتماده بختم النسر من جديد و كذلك في نسب الغياب و الانقطاع و التسرب جديد في جديد ليس هذا فحسب فعندما وجد إبليس أن عدد أجهزة الكمبيوتر لا تكفي قرر إبليس أن يأخذ أجهزة المدارس الأخري و يضعها في المدرسة علي أن تعود كما كانت بعد انتهاء الزيارة الميدانية .
إبليس لم يكتفِ بذلك بل ذهب لما هو أبعد من ذلك بمراحل حيث طلب من جميع المعلمين بالمدرسة أن يشرحوا دروساً تم شرحها سلفاً حتي يكون هناك تفاعل و مشاركة أكبر من قبل المتعلمين فالمراجع الخارجي سيعتقد أن الدرس يشرح لأول مرة في حين أنه يعتبر مراجعة بالنسبة للمتعلم ، أما بالنسبة لاختبار القراءة و الكتابة الذي يجريه فريق المراجعيين أثناء الزيارة الميدانية ، وضع إبليس له حلاً جهنمياً حيث قام بتدريب المتعلمين علي كتابة أربع قطع من الإملاء لدرجة أن المتعلمين حفظوا قطع الإملاء عن ظهر قلب فإذا ما طلب المراجع قراءة ما كتبه المتعلمون و جد جميع المتعلمين يقرأون قطة الإملاء بمنتهي الدقة و لكن علي طريقة ( قطتي صغيرة ) .... كل هذا و أكثر عمله إبليس .... ! ؟
السؤال الذي يطرح نفسه ..
هل نجح إبليس في خطته هذه و تمكن من خداع مراجعي الهيئة أم سيتكمن مراجعوا الهيئة من كشف خداع و خبث و مكر و دهاء إبليس أفندي ...!؟
