لم يعد أحد اليوم لا يستخدم الإنترنت ، بل اليوم الذى نفتقد فيه التواصل عبر الشبكة العنكبوتية يكون يوماً حزيناً على الكثير منا ، ولنتذكر أثناء
ثورة 25 يناير كيف أدى إنقطاع التواصل عبر الإنترنت إلى الكثير من المشكلات والأزمات على كافة الميادين الاقتصادية ،والاجتماعية والسياسية ، والثقافية. حقاً أصبحنا نعيش واقعاً لا نقدر الاستغناء عنه ، فأمورنا ، وحياتنا ، وأعمالنا تتم كلها من خلاله ، نتعلم ، ونعلم ، نتبادل الآراء ، نتواصل مع دول اخرى ، ننجز أعمالنا ونرسلها ،ونحصل على أجور ،ومرتبات ،ونحن جالسين أمام الكمبيوتر ، ونتواصل بحيوية وتفاعل ، وبدأت تتقلص شيئاً فشيئاً الكثير من آليات التواصل التقليدية ، ليحل الانترنت بكل مغرياته ،وإمكاناته ، ويفرض نفسه بقوة على حياتنا . ولكن دعونا نرسم شرعية للتعامل مع هذا العالم الغريب الذى نتخيل فيه أنفسنا ،وكأننا رؤساء ،وقادة العالم ، بآرائنا ،وأفكارنا وأطروحتنا فيمكن أن نؤسس شركة استثمارية، ويشغل شخص ما قيادتها ، ويتملكه الإحساس بالزعامة للسيطرة ،والتملك ،وفرض الرآى ، ثم فى النهاية عندما الكهرباء تنقطع ، أو نسى سهواً دفع فاتورة الإنترنت يستيقظ الفرد من الحلم ، ويجد نفسه شخصاً عادياً جداً ، ولا يمتلك شئ إلا ما كان يتخيله فى عالمه الإفتراضى أنه عنده شركة إفتراضية .
لهذا فقد وضعت اليونسكو فى غضون الشهر الماضى تقريراً فى غاية الأهمية عن شرعية استخدام الإنترنت ، والمدى الذى من أجله نستخدمه مع ضرورة عدم الانفصال عن الواقع ، والحلم الزائد عن الحد الذى معه لا نعرف قدراتنا الحقيقية فنستأثر الكسل دون أن نفعل شيئاً جديراً فى العالم الحقيقى ، وليس فى العالم الافتراضى فحسب .
لهذا فمن الضرورى أن نخدم العالم الحقيقى ،وواقعنا من خلال ما نتعلمه من العالم الافتراضى وليس العكس.
من فضلكم إقرأو تقرير اليونسكو عن الإنترنت من خلال الموقع الموضح أدناه ، وشرعية استخدامه تقرير ممتع حقيقى، ويوقظنا من عالم الآوهام .
http://unesdoc.unesco.org/images/001...15/191594e.pdf
لكم جزيل الشكر
فاطمة الزهراء