لخبراء يطالبون بتطوير نظم التنمية البشرية لاكتشاف المواهب وتدريب المعلمين
الاهتمام بحرية الرأي وتربية الوجدان واحترام إنجازات المفكرين والعلماء
محمود حافظ - محمد زين الدين - منال سعيد
طالب الخبراء والمهتمون بشئون التعليم بضرورة تفعيل التنمية البشرية في مدارسنا لتطوير مهارات التلاميذ واكتشاف ميولهم وتكوين شخصية مستقلة تتمع بالثقافة الواسعة وكيفية التعايش مع الآخرين وحرية ابداء الرأي والنقد البناء وتربية الوجدان.. وذلك ف ضوء خطط وزارة التربية والتعليم لتطوير البنية التكنولوجية في المدارس بميزانية تصل إلي نصف مليار جنيه لربط التطوير المعلوماتي والتكنولوجي بالتطوير البشري دون أن تنظر إلي العنصر البشري بشكل فعال.
أكدوا ان ذلك يتحقق من خلال ربطها بالأنشطة التي يمارسها الطلاب منذ الصغر واكتشاف المواهب داخل المدرسة ورعايتها وتعريف الطلاب بحرية الرأي وتعويدهم علي الاهتمام بالقراءة والتردد علي المكتبات ومن خلال تقدير واحترام الانجازات التي تمت علي أيدي مفكرين وعلماء في الوطن مشيرين إلي امتداد عملية التنمية البشرية لكل الأفراد المشاركين في العملية التعليمية من معلمين وقيادات إدارية بالمدارس.
اكتشاف المواهب
أكدت الدكتورة ماجدة مصطفي عميدة كلية التربية بجامعة حلوان السابق ان مفهوم التنمية البشرية في المدارس يشمل كل الفئات البشرية داخل المدرسة بدءا من إدارة المدرسة وتشمل المدرسين والإدارة المشرفة علي المدرسة من خارج المدرسة وكل أنواع البشر المتعاملين مع المدرسة من الإداريين والموجهين والمشرفين والمعاونين الفنيين وأيضا العمالة والتلاميذ وأولياء الأمور.
أوضحت علي ان التنمية البشرية داخل المدارس ليست مادة مستقلة يتم تدريسها للتلاميذ في كتاب انما هي موجودة بالفعل في كل من يشارك في هذه العملية التعليمية والمجتمع الخارجي لأنه شريك أساسي في تنمية مهارات وقدرات التلاميذ من خلال مشاركتهم مجتمعيا في الأنشطة الاجتماعية والفنية والرياضية بالمدرسة مشيرة إلي ان كل فئة ذات صلة وثيقة أو غير مباشرة للتعامل مع هؤلاء التلاميذ.
أوضحت علي ان العملية التعليمية داخل المدرسة لا تقتصر علي عملية التعليم أو التربية فقط انما تعتمد أساسا علي اكتشاف هذه المواهب داخل المدرسة وخارج المدرسة وأقوم بتنمية هذه المواهب ورعايتها وتقديمها إلي الجهات التي تثقلها وترعاها وتقدمها في مجالاتها سواء الرياضية أو الفنية أو الأدبية أو أي مجال تظهر فيه موهبة التلميذ.
أكدت ان رعاية واكتشاف المواهب لا يحدث غالبا في المدارس نتيجة لأن المعلمين والإدارة لا تهتم باكتشاف المواهب عن طريق التعامل معها بأسلوب اللامبالاة والتوبيخ وافتقار للأساليب التي تساعد علي تنمية هذه المواهب انما تساعد علي تدميرها مشيرة إلي ضرورة تفعيل دور الاخصائيين الاجتماعيين داخل المدرسة واستخدام أساليب علمية في اكتشاف المواهب والمساعدة علي اكتشافها لأن هؤلاء التلاميذ هم المستقبل المشرق للمجتمع المصري حيث يقدمون أفكارهم الابداعية والأنشطة التي ترتقي بكافة المجالات.
تربية الوجدان
ومن ناحيته أضاف الدكتور حسن شحاتة استاذ المناهج بتربية عين شمس ان تنمية الموارد البشرية قيمة مهمة في التعليم ولابد من التدريب عليها منذ المرحلة الابتدائية موضحا انه لا يمكن فصل الموارد البشرية عن الأنشطة داخل المدارس ومن خلال جميع المواد الدراسية وتدرس في شكل أنشطة مشيرا إلي ضرورة الاهتمام بالمفاهيم الآتية وهي حسن إدارة الآخر واستغلاله فيما يفيد الطلاب بالقراءة والأنشطة والتردد علي المكتبات ومن خلال تقدير واحترام الانجازات التي تمت علي أيدي مفكرين وعلماء في الوطن.
أوضح د. حسن إلي ضرورة قراءة السيرة الذاتية لهؤلاء العلماء والمفكرين حتي يستفاد منها التلاميذ في تحقيق أهدافهم المنشودة مؤكدا علي ضرورة الاهتمام بالأثاث الموجود داخل الفصول والمباني والمعامل والمكاتب وخلق بيئة جميلة مبهجة ومبهرة في المدرسة من خلال تزيين الفصول وتنسيق حديقة المدرسة وتنظيف دورات المياه والعناية بمدخل المدرسة وطابور الصباح.
قال د. حسن انه يجب الاهتمام بتربية الوجدان من خلال ممارسة الأنشطة الفنية والاجتماعية والرياضية داخل المدرسة في المرحلتين الابتدائية والاعدادية محذرا من عدم ممارسة الأنشطة السياسية داخل المدرسة ويجب ترسيخ مفاهيم الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية مشيرا إلي أهمية أن ننمي داخل التلاميذ مشاعر جميلة وبناءة.
حاجة ملحة
قال احمد محمد علي اخصائي الاعلام التربوي وعضو اللجنة الفرعية للمعلمين في إدارة عابدين التعليمية ان المدارس المصرية في حاجة ملحة لتفعيل عملية التنمية البشرية لتطوير منظومة العمل بها.. مشيرا إلي ان كافة خطط التطوير التي تنظمها الوزارة هي خطط تنفذ علي الورق فقط في مقدمتها الجودة بالمدارس.. علاوة علي ان الدورات التدريبية التي يحصل عليها المدرسين يتم إعطاؤها إلي جمعيات أهلية لا تهتم سوي بإعطاء شهادات للمتدربين بغض النظر عن الفائدة العملية التي يحصل عليها المعلمون.. علاوة علي ان توقيت حصول المدرسين علي الدورات المختلفة تتم أثناء اليوم الدراسي وهو ما يؤدي إلي حرمان الطلاب من الاستفادة من شرح المعلمين خلال اليوم الدراسي حيث ان بعض المعلمين يحصلون علي دورات تصل مدتها إلي شهر أثناء الفصل الدراسي وهو ما يؤثر بشكل تلقائي علي مستوي التحصيل لدي الطلاب.
داعيا الوزارة إلي اعطاء دورات في التنمية البشرية للمعلمين خاصة من يتبوأن مناصب داخل المدارس بهدف تدريبهم علي قيادة العملية التعليمية بشكل ابداعي ومميز علاوة علي اجراء تقييم دوري لمستواهم من حيث الأداء بشكل دوري بهدف وجود تحفيز دائم لديهم لتطوير مستواهم في الإدارة.. كما دعا إلي ضرورة اعطاء النقابات الفرعية للمعلمين والنقابة العامة دورا في تدريب المعلمين وتقييمهم بدلا من دورها الخدمي الحالي.. كما يحدث في كل من كل النقابات.
تنمية القدرات
أكد كمال بشندي مدير عام إدارة جنوب الجيزة التعليمية ضرورة تفعيل التنمية البشرية في المدارس لما لها من أهمية قصوي في تنمية قدرات ومهارات الطلاب وتزويدهم بالمعارف الحياتية لأن الموارد البشرية هي الأساس لنهضة أي أمة لذلك لابد من وجود طاقات بشرية مؤهلة ومدربة وقادرة علي التكيف والتعامل مع أي جديد بكفاءة وفاعلية.
أضاف ان ذلك يجعل لدي الطالب ثقافة واسعة وعامة تساعده بعد ذلك علي التخصص في مجالات عديدة وتجعله يتعايش مع الآخرين ويتعلم ثقافة الحوار والنقد البناء وهذا ما يفتقد اليه الكثير من ابنائنا لتركيز المدرسة فقط علي التلقين دون تعويد الطالب علي التفكير واعمال العقل مطالبا بتعاون كليات التربية في هذا الشأن وتخصيص محاضرات للتلاميذ في التنمية البشرية وأهميتها ودورها الفعال في تنمية الأفراد والمجتمع.
قال محمود خطاب مدير عام إدارة شمال الجيزة إلي أهمية تدريس التنمية البشرية في مدارسنا وربطها بالأنشطة التي تعمل علي رفع مهارات الطلاب واكتشاف ميولهم منذ البداية موضحا أهمية ذلك في تطوير التعليم في مدارسنا بل والعودة بالفائدة علي المجتمع علي الارتقاء به.
أضاف ان ذلك ينمي لدي التلميذ خاصة منذ الصغر المعارف والمهارات والاتجاهات والقيم الايجابية لذلك لابد من تزويد الطلاب من خلال توفير الدورات التدريبية وبرامج التعليم الفعالة وربطها بالمنهج الدراسي لتعويد الطالب علي التفكير السليم والابتكار وتكوين شخصية مستقلة له كما ان من أهداف التنمية البشرية وإتاحة الفرصة لكل فرد في تنمية طاقاته من خلال المؤسسات الثقافة والتعليمية وإشاعة الحرية في المؤسسات الثقافية والتعليمية وترسيخ أسس الحوار الديمقراطي لتطوير العمل وتجديده.

جريدة الجمهورية