تحسين الممارسات داخل المرحلة الإعداديةالتخطيط لمستقبل جودة التعليم الحلقة 43
تحسين الممارسات داخل المنظومة التعليمية(17)
تحدثنا فى الحلقة السابقة عن المعلم ، وفى هذه الحلقة سنتحدث عن المتعلم .
وأعنى بكلمة متعلم ذلك الفرد الذى يريد أن يتعلم معارف ، ومهارات حياتية بذاته أو منخلال المعلمين الميسيرين للعملية التعليمية . وهى كلمة أعم ، وأشمل من كلمة طالب .
فمن وجهة نظرى أن كلمة طالب يمكن أن تطلق على المعلم والمتعلم على السواء بالمعنى الحديث ، لأن المعلم طالب للمزيد من المهارات المتنوعة ، والتى يكتسبها دوماً من خلال احتكاكه بالمتعلمين ، ومن ثم فعملية طلب العلم شاملة على المعلم، والمتعلم على السواء .
من هذا المنحى سنتناول متعلم المرحلة الإعدادية وليس الطالب .
فيما يفكر المتعلم فى المرحلة الإعدادية ؟
المتعلم فى المرحلة الإعدادية منشغل فى البحث عن ذاته ، وعن العالم من حوله . وكيف يستقل برأيه عمن حوله سواء الآباء أو المعلمين ، أو حتى الزملاء . ويبدأ فى تكوين جماعات الأقران الخاصة به الذين فى الغالب سيستمرون معه فى المرحلة الثانوية سواء كانوامناسبين له من وجهة نظر الكبار أو غير مناسبين له .
فىهذه المرحلة الطفل على استعداد للانخراط مع كل من يسمع له ، ويستجيب لأفكاره حتى لو كانت ضد المجتمع أو خاطئة من وجهة نظر الكبار .
من هنا فهى مرحلة تكوين الذات إما بشكل إيجابى أو سلبى على حسب عمليات التوجيه ، والتشجيع ، والمتابعة ، والحب ، والتقبل من الآخرين .
ونؤكد فى هذا الصدد أنها ليست مثل المرحلة الإبتدائية ، فهى مرحلة أكثر خصوصية ناصية تشكيل النمو الخلقى ، والدينى ، اولتوجيه الذاتى، والإعداد للحياة .
ومن ثم السؤال هو كيف تتعامل المنظومة التعليمية مع متعلم المرحلةالإعدادية ؟
أولاً:- وضوح أهداف المنهج المعد خصيصاً لمتعلم المرحلة الإعدادية من خلال دراسة مستفيضة عن طفل المرحلة الإعدادية ، وظروفه ، واحتياجاته الجسمية، والنفسية فى تلك المرحلة ( وهذا قد تحدثنا عنهفى حلقة سابقة ) .
ثانياً:- تحقيق استقلالية متعلم المرحلة الإعدادية . بحيث يكون له الدور الأكبر داخل الفصل ، والسماح لأفكاره ، وإبداعاته أن تنطلق دون قيود .
ثالثاً:- تشجيع المتعلم على كتابة القصص ، والتأليف ، ورسم المخططات المعبرة عن أفكاره بإستمرار فى موضوع النقاش . على أن تدخل ضمن عملية تقويم المتعلم .
رابعاً:- النشاط الرياضى ، والتغذية السليمة من الضرورى أن تكون على هامش كل حصة دراسية لكل معلم ، وليس فقط معلم التربية الرياضية خاصة فى تلك المرحلة لأن البناء الجسمىي تشكل فى هذا الجانب .
خامساً:- الرحلات لزيارة الأماكن الأثرية لعظماء التاريخ ، وكتابة التقارير حولها داخل الرحلة العلمية ذاتها، وليس بعدها من قبل المعلم، والمتعلم على السواء ، وتدريب كل من المعلم ، والمتعلم على كتابة التقرير قبل الذهاب للرحلة . وضرورة تضمين الرحلة العلمية ضمن أنشطة التقويم النهائى للمتعلم، وتقديراته .
سادساً:-التأكيدعلى حضور المتعلم المدرسة أمر مهم للتكوين العلمى والمهارى والفنى للمتعلم ، وتقويم المعلم على مدى قدرته على جذب المتعلمين للفصل الدراسى .
سابعاً:- يتم تقييم المعلم وفقاً لما يكتبه المتعلمين من تقارير عنه أو من خلال استقصاء يوزع على المتعلمين من قبل إدارة المدرسة ، وليس المعلم أو الموجه التابع له المعلم.
ثامناً:- تضمين ملف إنجاز المتعلم مشروع بحثى يفكر فيه المتعلم يوظف مهاراته سواءالعلمية أو المهارية أو الفنية ، وليس شرطاً أن يرتبط بالمقررات الدراسية .
الفكرةهى أن نستخرج أفضل ما لدى المتعلمين من قدرات إبداعية ، ومهارية ، وفنية بصرف النظرعما إذا كان ذلك مرتبط بالمقرر الدراسى أم لا .
تاسعاً:- العمل فى مجموعات داخل الفصل من خلال الدرس المقرر يحقق الكثير من أهداف التعلم المعرفية ، والمهارية، والوجدانية ، ويجذب المتعلمين للفصل الدراسى دوماً من خلال النشاط ، والحركة المستمرة ، والرغبة فى تحقيق الذات .
وأخيراًنؤكد أننا نتعامل مع متعلم ، مواطن المستقبل فى طور التكوين ، والبحث عن ذاته ،والكشف عن المجهول، والغير معروف . فما نعده هو مواطن المستقبل ، وليس طالب فى مرحلة تعليمية .
ونستكمل الموضوع فى الحلقة القادمة بإذن الله .
مواقع النشر (المفضلة)