يعيش في الحياة نوعان من البشر، إما زائدٌ في الدنيا أو زائدٌ على الدنيا!.
يتوقف الأمر على الطريقة التي اخترتها لإدارة حياتك الرائعة على كوكب الأرض، ربما تعتقد أنك لا تُشكّل شيئاً في دوائر الآخرين، وآخر يجزم أنّ العالم كلّه يدور في دوائره!.
إذا كنت تنتظر العون من الخارج فأنت في ورطة كبيرة!.
الحلّ الأسلم لهذه المُعضلة هو أن تعود حيث تكون أنت، وحينها يمكنك أن تُنافس على الفرص التي تقع بين يديك، ففاقد الشيء لا يُعطيه، إذا فقدت زمام القرار الحاسم للأمور المتعلقة بحياتك ستجد نفسك على قارعة الطريق مُستجدياً العون مما يُلقيه الآخرون لك من نظرات العطف والشفقة!.
وأظنك ترفض هذه التُرهات، لأنك لا تريد أن تكون ذلك الشخص العادي الذي ولد عادياً وعاش حياة عادية وتزوج وأنجب أطفالاً عاديين، وفي نهاية المطاف مات في سلام، وبطريقة عادية!.
حسناً، أظنك عزيزي القاريء لا تريد أن تضع نفسك في ورطة، وأنك تملك زمام المبادرة، وأنك وحدك من يمكنه تحديد الأشياء التي تريدها، وكبرت بما يكفي كي تتحمّل نتيجة أخطائك، وأصبحت تملك النظرة الثاقبة لما يجب عليك القيام به، وأنك قررت الفوز، الفوز في حياتك.
أود هنا أن أقدم لك نصائح عظيمة للحياة الرائعة، وأخاطب صديقي المشتعل بالحماسة، والذي يُلهب الآخرين بأفكاره الملهمة، وهذا الصديق هو أنت عزيزي القاريء.
1- مضمار سباق
حياتك ثواني!، تُقدر بحوالي الثلاثين مليوناً في السنة، ومليار ونصف ثانية خلال خمسين سنة، عليك أن تتخيّل أنّ ثلث هذا العدد ستقضيه وأنت نائم!.
كلّ ثانية تمر عليك تُخبرك بأنك ازدت حكمة أو تيهاً، وتُخبرك أيضاً بأنّ حياتك القصيرة تتناقص، إذاً لماذا التردد في الإنضمام إلى مضمار السباق؟.
الحياة تُمثل ذلك المضمار، عليك أن تستيقظ كلّ يومٍ في الصباح وتنفض عن كاهليك جميع الأفكار التي تُشكّل خطراً على حياتك، ما الذي سيفعله فلان؟، ولماذا فعله؟ هل من الصواب أن أبدأ مشروعي الجديد أم أنتظر حتى تحين الفرصة المناسبة؟ لقد تلقيت اتصالاً بالأمس جعلني قلقاً طيلة الليل!، لا أشعر أنني بخير أبداً فالعالم كلّه يقف ضدي!، لا أستطيع التفكير بتحسين حياتي عليّ أن أعمل وفقط!.
جميع هذه الأشياء ستقف لك بالمرصاد، وتجعلك غير مُتأهبٍ كي تأخذ مكانك حيث يجب لتبدأ الركض.
أفضل شيء هو أن تنسى أو تتناسا لتُفسح المجال أمام الآلاف من الثواني التي تضيع كلّ يومٍ سدى، لا تنشغل في أشياء سيكون مردودها سيئاً على صحتك وحماسك وسيُثبّط عزيمتك، درّب نفسك على الفوز بحياة رائعة، اركض بأسرع ما يمكنك للأمام، فأنت تعرف إلى أين سيقودك هذا الطريق، ولهذا عليك أن تُسرع إلى المضمار.

2- آمن بما تعتقده
شيء مُحزن بالفعل أن تكون روبوتاً يعمل بتوجيهات الآخرين، إذا استحسنوا فعلك انشرح صدرك وصرت تمشي مزهواً بنفسك، وإذا غضبوا عليك صرت شيئاً آخر، وهمْت على وجهك في حزنٍ شديد.
وماذا بعد؟
إذا كانت تعنيك الحياة الرائعة فاتخذ القرارات الحاسمة للفوز بها، إذا لم تُؤمن بأفكارك الرائعة فلن يُؤمن بها الآخرون، إذا شعرت بالخجل مما في عقلك الرائع فلن يأبه لك حتى ظلّك، لقد حان الوقت أن تفتخر بنفسك وبمن تكون، لا تلتفت لما سيقوله الآخرون عنك، هذه المشكلة تعنيهم وحدهم ولا تعني من تكون، أيقظ العملاق بداخلك فقد ولّى زمن النوم العميق.

3- اعرف ما تريد
اسأل نفسك كلّ يوم، ما الذي تريده في حياتك؟
تريد المال، منصب رفيع في شركة مرموقة، أن تكون رائد أعمال، أن تكون لك علاقات كبيرة وناجح اجتماعياً، أن تُساهم في تنمية المجتمع الذي تعيش فيه وتحلّ إحدى مشكلاته، أن تتعلم الصبر والأناة على الآخرين وتغفر زلاتهم تجاهك، فكر في كلّ ما تريد أن تكونه، تخيّل الشخص الرائع الذي يقف بثقة عالية ويتحدث بطلاقة ويُرحبّ به الجميع، أدِر شريط حياتك السينمائي واستمتع بصورة بطل الفيلم الذي تُمثّله أنت، لا أشك أنك إذا أعجبك الفيلم ستُعيد تكراره مرات عديدة حتى تتشبع به وتتشكّل حياتك الرائعة الجديدة، لكن، إذا لم ينل الفيلم إعجابك فابحث لك عن قصة أكثر تشويقاً وابدأ بكتابتها.

4- كن أكثر شخص إيجابي عرفته في حياتك
ابتسم عندما يتجهّم الآخرون، وبادر بالعطاء عندما يُحجمون، وقدم يد المساعدة لكلّ محتاج بدون النظر إلى شكله أو لونه، واسي كلّ مكلوم، وأنفق مثل من لا يخاف الفقر أبداً، تحلّى بأخلاق أعظم رجل عرفته البشرية وأكثرها إيجابية وهو محمد صلى الله عليه وسلم : “فوالله لا يخزيك الله أبداً؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق”، حتى أنّ أعدائه شهدوا له بالنزاهة ونظافة القلب ورفعة المكانة.

5- إذا لم تتغيّر فستفنى
التغيير هو الشيء الوحيد الثابت في الحياة، إنّ الماء الآسن سرعان ما يتكدّر ويُصيبه العفن، وكذلك حياتك، إذا لم تُجدّدها باستمرار ستجد أنك في ذيل القافلة، والذين يتقبلون التغيير ويتعاملون معه بإيجابية هم في العادة من يفوزون دائماً، ابدأ في تحريك مياهك الراكدة واطرد العفن فيها.

6- التزم بالحياة الرائعة
الإلتزام هو الذي يُحافظ على استمرارية تقدمك، إذا تعطلت سيارتك فلا بدّ أن تُصلحها كي تًتابع مسيرتك، وكذلك إذا واجهتك العقبات فيمكن أن تُعيق تقدمك قليلاً، لكنك لن تمكث طويلاً حتى تُزيلها، التزم بالنجاح لتنجح.

7- عندما تصعد السُلّم، مدّ يدك لمن ورائك
من أكثر الخصال الحميدة في الأشخاص المبادرين والذين يتمتعون بالقيادة هي أنهم لا يتقدمون وحدهم ويُؤمنون بالعمل الجماعي، ويُدركون بأنهم لا يستطيعون النجاح بدون مساعدة الآخرين، لذلك هم يحترمون عقول من معهم وجهودهم التي يبذلونها لأجل نجاح الفريق، فالجهد الجماعي في العادة أعظم في نتائجه من جهد الفرد.
منقول للإستفادة

المقال في عدد أبريل 2015 من مجلة إدارتي