النملة وتسعة دروس قي القيادة
من مخلوقات الله سبحانه وتعالى نتعلم الكثير من الدروس والعبر وعلى هذه المخلوقات أمة النمل قال ربي سبحانه وتعالى في سورة النمل ، بعد أعوذب الله من الشيطان الرجيم " حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ 18) صدق الله العظيم.
وبعد تأمل وطول تفكر .... أعتقد قارئي العزيز أنك تتفق معي أن هناك العديد من الدرر والكنوز القيادية التي يمكن استخراجها من هذا الموقف ومن هذه الآية الكريمة .
ومن هذه الدروس هذه التسعة .
أولاً ...."قالت نملة " فالمتحدث نملة واحدة فقط .... أي أن القائد المتوافق عليه قائد واحد وهو المتحدث .....فلا توجد جبهات ولا أحزاب ولا كل من هب ودب يتحدث .
ثانياً.... "قالت " أتفق جل علماء النفس " أن القول هو السلوك الشفهي للفكر" فكل قول حتماً ولا بد أن يسبقه فكر .... فالنملة قائد مفكر .... التفكير من أهم صفات القائد.
ثالثاً ..... " يا أيها النمل" نجدها تخاطب كل النمل ...فهي قائد لكل النمل ...وهنا يبرز العدل في التحذير .... فلم تخاطب رؤساء الأحزاب فقط ..... أو الوزراء فقط ....أو جماعتها الحزبية فقط ... فالنداء تحذيري للجميع .... العدل من أهم صفات القائد فهو قائد للجميع طالما فاز بالطريقة المتفق عليها لاختيار القائد .
رابعاً....."ادخلوا مساكنكم" قدمت حل للأزمة فور علمها بها ..... فهي المبادرة ... مع تقديم الحل.... لم تنتظر ... ولم تقدم المشكلة وتترك لهم التفكير في الحلول..... وكذا يكون القائد الفعال وهذا لذلك أروع مثال .
خامساً.... "لَا يَحْطِمَنَّكُمْ" بينت سبب الأمر .... فلم تأمر بدون علة ...لا دكتاتورية ...ولا ضبابية.... فالأمر مصاحب للسبب وفيه احترام لعقول من تقودهم .
سادساً ..... "لَا يَحْطِمَنَّكُمْ" استخدام الألفاظ القوية من أجل الحث على سرعة التحرك ...... وتنفيذ الأمر وهي براعة الخطاب وحسن استخدام قوة الكلمات عند القائد .
سابعاً.... "سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ" تقدير القادة الآخرين .....فأضافت الجنود إلى قائدهم تعظيماً وتكريما لقائد ....يقود جنوده .
ثامناً.... وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ" حسن الظن .... من أهم صفات القائد ....فظنت بسليمان وجنوده خيراً ....فقد يفعلوا ذلك وهم لا يشعرون، وليس عن عمد وإصرار منهم .
تاسعاً....أوجزت .... ودللت... وعللت وبرهنت وبادرت، وقدرت، من خلال كلمات تعد على أصابع اليد ...."خير الكلام ما قل ودل" ... حسن البيان والقدرة على التبسيط من أهم صفات القائد .
فسبحان من علمها وعلم سيدنا سليمان منطقها وفهمه حديثها .
تلك كانت نملة واحدة تحمل مخاً يقدر وزنه بالمليجرامات .... وهناك عقول وزنها مثل وزن ثلاث علب من الفول ....أكثرهم في الجمعيات الاستهلاكية تجدهم ، وفي المكتبات ومعارض الكتب تفتقدهم ، فقادت بطونهم عقولهم.....ولعبت بها الأهواء والشهوات .... وحركها الهابط من الرغبات ...فلا فكر ولا تفكير .... بل فقط المدمس والفطير.... ونقل الأخبار ....والتثبيط والتحبيط لكل من أتخذ منهج النملة في التفكير طريق.
كتبه م : أحمد أبو حامد