ماهية علم النفس النمو ، خصائصه :

مقدمة: إن الاهتمام بعالم الطفولة يعني الاهتمام بمتطلبات هذا العالم ومراعاة احتياجاته في شتى مجالات المجالات، والأخذ بيده حتى يتمكن من تحقيق نمو سليم يسمح له بالتكيف مع طبيعة البيئة التي يعيش فيها، وحتى يتمكن من إنماء قدراته وإمكاناته وفق ما تقتضيه ظروف محيطه الاجتماعي. وهوما جعلنا نحاول في البدء أن تبرز ماهية النمو وخصائصه وأهم الاتجاهات الكبرى في دراسة الطفل لتعرج بعدها على أهم الخصائص النمائية والاجتماعية والتربوية والنفسية لللطفل والمراهق وكذا الراشد، وهذا من خلال الوصف الدقيق لمراحل النمو وخصائص كل مرحلة من مراحله التي يمرون بها .
1- مفهوم النمو النفسي وخصائصه:
-1 مفهوم النمو:
يعني النمو من وجهة نظر لغوية الزيادة والارتفاع والانتشار، كما يعني ايضا ازدياد حجم الجسم بشكل طبيعي، إن النمو سلسلة متماسكة ومتتابعة من تغيرات تهدف إلى غاية واحدة هي : اكتمال النضج ومدى استمراره وبدء انحدارهو، النمو بهذا المعنى يعني أنه لا يحدث فجأة، بـل يتطور خطوة إثر خطوة إذ تخضع مراحل النمو لتتابع منتظم وتـأتـلف مظاهره في سلم متعاقب، فالطفل يقعد قبل أن يحبو، ويحبو قبل أن يقف، ويقف قبل أن يمشي، ويصرخ صرخة الميلاد قبل أن يناغي، ويناغي قبل أن يتكلم. وهكذا يسير النمو في خطوات متلاحقة متتابعة بحيث تعتمد كل خطوة من تلك الخطوات على التي سبقتها وتمهد الطريق إلى ظهور الخطوة التي ستليها. والطفل كي يصل إلى مرحلة الرشد ينمو على ثلاث مستويات المستوى الجسمي، المعرفي والعاطفي.
- خصائص النمو :
ولقد ثبت من خلال الملاحظة الدقيقة ومن خلال نتائج عديد البحوث العلمية أن عملية النمو تستند إلى مجموعة من القوانين خاصة باتجاه النمو وسرعته ومراحله هذه القوانين تكون المرجعية البنائية لسير عملية النمو، ومن بين هذه القوانين نذكر -على سبيل المثال لا الحصر:
- أن كل مرحلة من مراحل النمو لها سمات خاصة ومظاهر مميزة.
- أن سرعة النمو ليست مطردة ( ليست على وتيرة واحدة ).
- أن مظاهر النمو تسير بسرعات مختلفة.
- أن النمو يتأثر بالظروف الداخلية والخارجية.
- أن الفروق الفردية واضحة في النمو.
فكل مرحلة من مراحل النمو تتوقف على ما قبلها وتؤثر فيما بعدها، ويشمل النمو الأصعدة المختلفة: البيولوجية، الاجتماعية، التربوية والنفسية.
مفهوم مرحلة النمو و العوامل المؤثرة فيه:
1- مفهوم النمو: هو كل ما يطرأ على الكائنات الحية من تغير في اتجاه الزيادة.
2- خصائص النمو
- يحدث بصورة كلية؛ أي أن النمو بأشكاله المختلفة وحدة مترابطة، بينها تأثير متبادل يهدف إلى تحقيق تكامل الكائن الحي.
- يسير النمو من العام إلى الخاص ومن المجمل إلى المفصل، ومن أعلى إلى أسفل أي من الرأس إلى القدم.
-يتجه النمو من المركز إلى المحيط أي من الجذع إلى الأطراف؛ فالطفل يستطيع استخدام العضلات العليا من ذراعيه وهي الأقرب من وسط جسمه أو جدعه قبل أن يتمكن من السيطرة على عضلات أصابعه والتقاط الأشياء بأصابعه.
- النمو وحدة مستمرة ومتصلة كتيار الماء لا يتوقف جريانه من المنبع إلى المصب
- النمو وحدة دينامكية بمعنى أن كل مرحلة من مراحل النمو تتأثر بما قبلها من مراحل وتمهد لما بعدها من مراحل أخرى.
3- العوامل المؤثرة في النمو:
3-1-العوامل الو راثية:
تنتقل الخصائص الو راثية، للفرد من والديه عن طريق الجينات التي تحملها الصبغيات التي تحتويها البويضة الأنثوية المخصبة من الحيوان المنوي بعد عملية الجماع الجنسي ومن الصفات الو راثية الخالصة لون العينين، لون الجلد، نوع الشعر، فصيلة الدم، هيئة الوجه و ملامحه، شكل الجسم ) وهناك بعض الأمراض تنتقل عن طريق الوراثة مثل عمي الألوان و داء السكري والإيدز وفقر الدم .........الخ
3-2- العوامل العضوية :
*الغدة النخامية : تقع في قاعدة المخ تفرز الهرمونات التالية :
1- هرمون النمو:- زيادة إفرازه في الطفولة و المراهقة تؤدي إلى العملقة.
- زيادة إفرازه بعد المراهقة تؤدي إلى الأكروميجاليا أي كبر الأجزاء الطرفية.
2- هرمون الجونادو ترو فين: نقص إفرازه يؤدي إلى توقف نمو الجهاز التناسلي:
*الغدة الكضرية : توجد فوق الكلية تفرز هرمون:
الأدرينالين:يلعب دورا هاما في حالة الغضب أو الخوف الشديد فيساعد الجسم على تعبئة طاقات لمواجهة الطوارىء
*الغدة الجنسية: تتمثل في الخصيتين عند الذكور و المبيضين عند الإناث ، ويؤدي نقص إفرازها إلى نقص الخصائص الجنسية الثانوية و قد يسبب الضعف الجنسي و العقم ، أما زيادة إفرازها ، فيؤدي إلى البكور الجنسي.
3-3- العوامل البيئية:
البيئة هي كل العوامل التي يتفاعل معها الفرد، فالبيئة الداخلية هي العمليات الحيوية داخل الجسم ، أما البيئة الخارجية فهي كل الأشياء و القوى و العلاقات و غيرها في العالم الخارجي مما يؤثر على الفرد.
3-3-1-أثر البيئة الداخلية:
يتأثر الجنين في بطن أمه بأغلب ما تتأثر به الأم من أمور حسية و انفعالية و غذائية، فمثلا: إذا كانت الأم أكثر تعرضا للإضطرابات و الانفعالات، يأتي طفلها حديث الولادة أكثر ميلا للبكاء و الإضطرابات المعوية بعكس الأمهات اللاتي تكون حالتهن أثناء الحمل يعمها الاستقرار النفسي، فإن أطفالهن حديثو الولادة يكونون أكثر ميلا للهدوء و النمو السريع، كما أن كثرة العقاقير و تدخين السجائر و المخدرات أثناء الحمل يؤثر على صحة الجنين.
3-3-2-أثر البيئة الخارجية:
1- البيئة الجغرافية: يتأثر الطفل عند نمه بنقاوة الهواء و أشعة الشمس.
2- البيئة الاجتماعية:
* الأسرة: للعلاقات الوجدانية أثر كبير في سلوك الطفل، فالجو الأسري المظطرب لا يتيح للطفل فرصة إشباع الحاجة إلى الأمن و الانتماء، و لا تقدير الذات، بل يربي فيه الشعور بالقلق و ينمي لديه عادات سلوكية سيئة...
*المدرسة: - تؤثر المدرسة في النمو العقلي للطفل، من خلال إكسابه معارف و خبرات جديدة لم يكن يعرفها من قبل.
- تؤثر في النمو الاجتماعي من خلال تكوين علاقات جديدة و صداقات مع أقرانه.
- تؤثر في النمو الجسمي من خلال النشاطات الحس-حركية.
- تؤثر في النمو اللغوي من خلال للغة الفصحى، فيزداد عدد الكلمات التي يكتسبها ، إضافة إلى قدرته على اكتساب لغة ثانية .

* المجتمع: يتأثر الطفل بثقافة المجتمع الذي ينتمي إليه، فيكتسب العادات و التقاليد و الخرافات و الأساطير و الطقوس و الدين.
*-وسائل الإعلام: - تؤثر في النمو الاجتماعي من خلال التواصل بين المجتمعات و التعرف على ثقافة الآخر.
و منه يمكن تلخيص العوامل المؤثرة في النمو كما يلي:
الطفولة هي تلك المرحلة التي تمتد من الميلاد إلى سن الحادية عشر.
3-مرحلة الرضاعة و الخصائص المميزة للنمو العقلي :
العمليات العقلية :
- يعتمد الطفل بالدرجة الأولى على حواسه في التعرف على الأشياء. - يستخدم فمه للتعرف على الأشياء.
الذكاء:
- يكون حسي- حركي.
- يكون سريعا. - في ستة أشهر يميز بين وجوه والديه و إخوته و ووجوه الغرباء.
- في عامين يعرف اسمه و ينطق جمل قصيرة.
التعلم - يكون بطيئا و عن طريق المحاولة و الخطأ.
- يعتمد الطفل على التقليد. - لا يستطيع أن يمسك ملعقة و لكن عن طريق المحاولة و الخطأ يتعلم تدريجيا.
التذكر :- من العمليات العقلية الهامة. - يتذكر الطفل ما مر به من خبرات.
- يقول علماء النفس: أن الطفل يتذكر المواقف السارة أكثر من تذكره المواقف المحزنة و التي سببت له ألما، فهي تكبت في اللاشعور. - ا صطحبه والده يوما عند أقاربه و قدمت له الحلوى، ففي المرة المقبلة يتجه مباشرة إلى مكان الحلوى.
2-مرحلة الطفولة المبكرة و الخصائص المميزة للنمو العقلي:
العمليات العقلية:
الإدراك الحسي:
- خطوى أرقى من الإحساس.
- هو إضفاء معاني على الصورة الحسية السمعية و البصرية و رصدها بالجهاز العصبي المركزي.
- يعتمد الطفل كثيرا على الإدراك لفهم معاني الحياة.
1- إدراك الأشكال و الألوان
- يتعذر على الطفل حتى سن الرابعة إدراك الفرق بين المثلث و المستطيل و المربع.
- يسهل على الطفل في هذه المرحلة أدراك الحروف المتباينة أكثر من إدراكه للحروف المتماثلة.
- يتعرف على الألوان القاتمة.
- يصعب عليه التعرف على درجات اللون الواحد.
2- إدراك الأحجام الأوزان:
- منذ بداية العام الثالث يميز بين الأحجام الكبيرة و الصغيرة دون المتوسطة.
- إدراكه للأوزان يأتي في مرحلة متأخرة لعدم اكتمال نضج عضلاته.
3- إدراك المسافات:
- لا يقدر المسافات تقديرا صحيحا.
4- إدراك الأعداد:
- يتطور من الكل إلى الجزء.
- الطفل قبل الثالثة، يميز بين القلة و الكثرة.
-في سن الخامسة و السادسة، يدرك التماثل و التناظر.
- يمكنه العد على أصابعه و يجمع الأعداد و يتعذر عليه الضرب و القسمة.
5- إدراك العلاقات المكانية:
بين 3 سنوات و 4 يدرك العلاقات المكانية الذاتية فقط أي المتصلة به.
- بعد سن 4، يدرك العلاقات المكانية الموضوعية.
6 – إدراك الزمن:
- يكون تقديره للزمن غير صحيح.
- لا يفرق بين الليل و النهار، الصباح و المساء.
- يتزايد إدراك الطفل مع نمه فيصبح يميز بين الليل و النهار، الصباح و المساء. - رؤية صورة و التعليق عليها .

- المتباينة : أ، م.
- المتماثلة: ب، ت، ث.
- الأحمر، الأخضر.
- الأحمر الفاتح و
الأحمر القاتم.
- مربع كبير، مربع صغير.
- إذا أعطيته 4أقلام و أخفيت1،أدرك نقصان العدد.
- يكون مماثلة لمجموعة أخرى.
- يدرك مكان منزله و غرفه.
- كائن حي وسط مجموعة من الكائنات في وسط معين.
- يعيش حاضره كأنه ماضيه.
- تأجيل العمل إلى وقت لاحق يجعله ينفعل لأنه يظن أنك رفضت.
التذكر:
- عملية يتم بواسطتها استرجاع الصور الذهنية، البصرية و السمعية و غيرها.
- من العمليات العقلية المبكرة.
- تزداد قدرة التذكر بازدياد النمو.
- تساير نمو الإدراك و الانتباه.
- يتذكر الألفاظ و الأرقام و الصور و الحركات.
- التذكر الآلي يكون واضحا
- يتذكر الأرقام التي ذكرتها له و يعيدها عقب انتهائك.
- حفظ و استرجاع الأناشيد دون إدراك معناها.
التخيل و التفكير.:
- التفكير في هذه المرحلة لا يصل إلى المستوى المنطقي.
- تفكير عملي يعتمد على الصور الحسية
- أقرب ما يكون إلى التخيل، فلا يميز بين الواقع و الخيال.
- يثري الطفل خيالاته أثناء لعبه، و أحلامه من واقعه.
- يكذب الطفل أحيانا و يسمى الكذب الخيالي.
* أهمية التخيل:
1- عن طريق التخيل و أحلام اليقظة، يخلق الطفل لنفسه عالما وهميا يحقق فيه رغباته التي لم يستطع تحقيقها في الواقع.
2- يعتبر التخيل حمام أمن لصحة الطفل النفسية، فهو يخفف من التوتر النفسي و يقلل من مشاعر النقص و العدوان و الغيرة.
- يتخيل أنه طبيب في عيادته يكشف عن المرضى و الكراسي التي حوله هي المرضى.
- أنه سائق قطار و الكراسي هي الركاب...
الذكاء:
- يستعين الطفل في هذه المرحلة بالنطق و المشي في نموه العقلي و المعرفي، فيقلب الأشياء و يبحث عن مكانها.
- أسفرت البحوث أن نسبة الذكاء تتأثر بصحة الطفل و حالته الانفعالية و علاقاته المنزلية و الاجتماعية و بالتعلم و الخبرات المتعددة.
- لايمكن الوثوق بنتائج اختبارات الذكاء في هذه المرحلة لأن الطفل يتأثر بالعوامل الانفعالية مع عدم قدرته على تركيز الانتباه.

3- مرحلة الطفولة الوسطى و المتأخرة :
العمليات العقلية ما يميز مرحلتي الطفولة الوسطى و المتأخرة أمثلة عن ذلك
الملاحظة و الإدراك:
-منذ بداية هذه المرحلة يطرأ على الطفل تطور في الملاحظة و الإدراك مقارنة مع المراحل السابقة.
- تطور إدراك الطفل و ملاحظته يدل على تطور نموه العقلي و ذكائه.
- يصبح قادر على الربط بين العلاقات و العناصر على أساس العلة و المعلول.
- أما إدراكه المكاني فيكون تدريجيا حتى الثانية عشر، فيصبح قادرا على التمييز في تحديد الاتجاه و الموقع.
إذا عرضنا على طفل في سن الثالثة لوحة تتألف من عناصر متعددة ، فإن الطفل في هذه السن يعيد لك ما رآه دون تفسير عكس طفل ذو سبعة سنوات ، فهذا الأخير يربط و ينسق و يفسر ما تحتويه تلك الصورة.
الانتباه - يستدعي الانتباه تركيز و حصر النشاط الذهني في اتجاه معين مدة من الزمن و يختلف من فرد إلى آخر.
- من المعروف أن الطفل أقل قدرة على الانتباه، فهو لا يستطيع تنظيم نشاطه الذهني في شيء محدد فترة طويلة، و لكن بتزايد سنه يزيد انتباهه.
التذكر :
- يرتبط التذكر بالقدرة على الانتباه و الاهتمام، و بنمو الفرد تزداد قدرته على التذكر، ففي البداية يكون آليا أما في مرحلة الطفولة الوسطى و المتأخرة نجد أن الطفل يميل إلى حفظ و تذكر الموضوعات التي تقوم على الفهم و الإدراك.
التفكير :
- ينتقل من تفكير حسي إلى تفكير مجرد.
- في بداية الطفولة الوسطى و المتأخرة يكاد يكون تفكير الطفل علميا، حيث يستهويه فحص الأشياء و محاولة حلها و تركيبها و حل الألغاز.
التخيل يتحول تخيل الطفل من تخيل إيهامي إلى تخيل إبداعي واقعي في هذه المرحلة نتيجة النمو و النضج العقلي.
- يمكن استغلال التخيل بتوجيه الطفل إلى نشاطات متنوعة. الرسم ،قراءة و مطالعة القصص، الأشغال اليدوية.
الذكاء :
- هو القدرة على التكيف المقصود حيال الظروف الجديدة.
- هو القدرة على التفكير المجرد......
إن النمو العقلي لا يسير بسرعة واحدة في جميع مراحل الطفولة، حيث نجده سريعا خلال مرحلة الطفولة المبكرة، في نجده يتدرج ببطء في مرحلتي الطفولة المتوسطة و المتأخرة.
**مرحلة المراهقة
تعريف المراهقة بأنها:
هي مرحلة النمو المتوسط بين الطفولة و الرشد الذي يسبب كثيرا من القلق و الاضطرابات النفسية، حتى انه كثيرا ما يشار إلى هذه الفترة بأنها فترة أزمات نفسية، كما يتم في هذه الفترة نضج الوظائف البيولوجية و الفيزيولوجية و الجسمية عموما و تتميز هذه المرحلة بظهور الفروق الفردية بشكل بارز متميز و ذلك ما نلحظه كمثال في الأقسام و التحصيل الدراسي.
2- تقسيم مرحلة المراهقة:
هناك اتفاق على أن مرحلة المراهقة لا تحدث فجأة و بلا موعد، و لكنها عادة ما تكون مسبوقة بعملية البلوغ التي تمهد لها و قد اتفق معظم علماء النفس على أنا تنقسم إلى ثلاث مراحل:
1-المراهقة المبكرة (البلوغ -15 سنة)
2-المراهقة الوسطى(16 سنة-18 سنة)
3-المراهقة المتأخرة (18 سنة- بداية الرشد)
وسنحاول التفصيل في كل مرة:
2-1 المراهقة المبكرة: تبدأ بمجموعة من العمليات التي تؤدي إلى البلوغ
2-1-1-عملية البلوغ و مظاهر النمو فيه:
أ- تعريفه لغة: هو الوصول و يعرفه الكثير من العلماء بأنه المرحلة التي يعرف فيها الفرد نضجا من الناحية الجنسية فقط و ذلك بنضج الأعضاء التناسلية التي تنقل الفرد من مرحلة الطفولة إلى الرشد.
يختلف سن البلوغ حيث يتراوح ما بين 12-13 سنة للإناث، بينما يتراوح ما بين 13-14 سنة للذكور و قد يتأخر لدى البعض إلى سن 15-16 سنة تقريبا. تواكب هذه العملية حدوث طفرة نمو و زيادة سريعة تستمر لمدة 3 سنوات.
ب- العوامل المؤثرة في البلوغ:
1- حالة النشاط الغددي.
2- الحالة الصحية العامة.
3- نوعية الغداء.
جـ- سمات المراهقة المبكرة:
1- تتميز هذه المرحلة في نظرية بياجيه بالانتقال من التفكير الواقعي( المادي الملموس) المميز للطفل إلى العمليات المنطقية المنهجية.
2 - الشعور بعدم الاتزان.
3 - زيادة إحساس الفرد بجنسه.
4- نفور الفتى من الفتاة و العكس.
5- ظهور العناصر الجنسية الثانوية مع عدم اكتمال نضجها ودون القيام بوظائفها.
6- ضغوط الدوافع الجنسية التي لا يعرف المراهق كيفية كبح جماحها.
د- مظاهرها:
1- الاهتمام بتفحص الذات وتحليلها.
2- الميل لمظاهر الطبيعة وقضاء أكثر الوقت خارج البيت.
3- التمرد على التقليد، وحب التجديد.
2- المراهقة الوسطى:
أ: سماتها:
1- الشعور بالمسؤولية الاجتماعية.
2- الميل إلى مساعدة الآخرين وتقديم العون لهم.
3- الاهتمام بالجنس الآخر ويبدو على شكل ميول واهتمامات بتكوين صداقات وإقامة علاقات مع أفراده.
4- اختيار الأصدقاء من بين الأفراد الذين يميل المراهق إليهم.
5- الميل إلى الزعامة.
6- وضوح الاتجاهات والميولات لدى المراهق
خصائص نمو المراهق

تفيد هذه الكلمة من الناحية اللغوية معنى الاقتراب و الدنو، وهي في معناها الاصطلاحي قريبة من هذا المعنى، إذ أن المراهق هو الفتى الذي يدنو من النضج واكتمال الرشد، كذلك فإن كلمة المرهق تعني الطغيان و الزيادة.
فالمراهقة مرحلة وسيطة تنقل الإنسان تدريجيا من الطفولة إلى الرشد، أين يكتمل نضجه، وتبدأ مرحلة المراهقة عند الإنسان حيث يصل إلى البلوغ الجنسي، وهو ظهور مميزات جنسية نتيجة لنضج الغدد التناسلية، وغالبا ما يكون هذا البلوغ بين 11-13 سنة لدى البنات وعند البنين بين 12-14 سنة، وتعتبر هذه الفترة سيكولوجيا فترة أزمة للمراهق، لأنه يفاجأ فيها بتغيرات جسمية تترك صدى عميقا في ذهنه ووجدانه.
وتنقسم مرحلة المراهقة إلى ثلاث مراحل هي:
1- مرحلة المراهقة المبكرة (12-15) ويصطلح عليها " مرحلة البلوغ "
2- مرحلة المراهقة الوسطى ( 15- 17)
3- مرحلة المراهقة المتأخرة (18-21 )
و سوف نبرز الخصائص المميزة لها في مختلف جوانب النمو المعروفة
( الجسمي، الانفعالي، العقلي و الاجتماعي) بالإضافة إلى جانب نمو جديد لم يكن سائدا خلال مرحلة الطفولة ألا وهو النمو الجنسي، إذ أنه هو المظهر البارز باعتبار أن المراهقة في بداياتها لا تختلف كثيرا عن مرحلة الطفولة إلا في التغير الحاصل على نشاط الغدد الجنسية، أما نهاياتها فتكون ممهدة بشكل واضح لمرحلة الرشد، ولا يظهر التأرجح أو الهامشية إلا في أواسطها، حيث يكون المراهق أشبه بإنسان الحدود، فلا هو بالطفل ولا هو بالراشد.
1- خصائص المراهق:
1-1 الخصائص الجنسية:
يعرف النضج الجنسي على أنه نمو الغدد التناسلية وقدرتها على أداء وظائفها التناسلية، ويمكن تقسيم الصفات الجنسية إلى قسمين: صفات جنسية ثانوية و صفات جنسية أولية ناتجة عن نشاط الغدد الجنسية.
ويمكن تلخيص هذه الصفات كما يلي:
المراهقة
المتأخرة تتحقق القدرة على التناسل عند الجنسين، ويصبح الدور الجنسي لكل منهما أكثر دقة و تحديدا.
تزداد المشاعر الجنسية خصوبة وعمقا وتندمج مشاعر الرغبة الجنسية مع مشاعر المودة و المحبة.
يصبح الفرد أكثر واقعية في إظهار ميله نحو الجنس الأخر.
المراهقة المتوسطة ينشط الدافع لدى المراهق نشاطا يدفعه إلى الميل نحو الجنس الآخر.
الرغبة في تحصيل أكبر قدر من المعرفة في الأمور الجنسية.
يكون النشاط الجنسي لدى الذكور أسبق منه لدى الإناث، ويصل الذكور إلى الطاقة الجنسية.
المراهقة المبكرة الإناث تثبط الغدد التناسلية وتصبح قادرة على أداء وظائفها التناسلية وهي المبيضات وتفرزان الخلايا الجنسية أو ما تسمى بالبويضة و هنا تبدأ العادة الشهرية ( الطمث) - نمو الشعر في مواضع خاصة من الجسم.
- نعومة الصوت.
- نمو عظام الحوض و الفم و المهبل.
- اختزان الدهن في الأرداف و نموها.
الذكور - تنشط الغدد التناسلية وتصبح قادرة على أداء وظائفها التناسلية وهي الخلايا الجنسية أو ما تسمى بالحيوانات المنوية. - نمو الشعر في مواضع خاصة من الجسم كالإبط و الوجه و غيها.
- خشونة الصوت.
الصفات الجنسية الأولية الصفات الجنسية الثانوية
-2- الخصائص الجسمية: تحدث للمراهق تغيرات جسمية سريعة و عنيفة في الحجم، الوزن، الشكل،
و يمكن تلخيصها عبر المراحل الثلاث كما يلي:
المراهقة المبكرة * يحدث نمو سريع و مفاجئ في الطول و الوزن و الهيكل العظمي.
* اتساع الكتف و الصدر بالنسبة للذكور.
* تحدث أكبر زيادة في الطول متأخرة مدة عامين تقريبا عند الذكور، بينما تحدث هذه الزيادة عند البنات في الفترة التي تسبق أول حيض.
* تتغير ملامح الفرد نتيجة للنمو السريع حيث يصبح الفم واسع و الفك العلوي ناميا أكثر من الفك السفلي.
المراهقة المتوسطة * تباطؤ النمو الجسمي و دقة سرعته تدريجيا.
* زيادة الطول و الوزن عند كل من الذكور و الإناث مع وجود فرق بينهما( استمرار الزيادة ببطء):
- الزيادة لدى الذكور أعلى من الإناث.
- وصول الإناث إلى أقصى النمو في الطول في نهاية هذه المرحلة تقريبا.
- انخفاض سرعة النمو في الوزن لدى الإناث قبل الذكور.
* زيادة سعة المعدة زيادة كبيرة.
* تحسن الحالة الصحية للمراهق تحسنا واضحا.
* تفوق الذكور على الإناث في القوة العضلية.
* قلة ساعات نوم المراهق.
* انخفاض طفيف في معدل النبض لدى المراهق و انخفاض استهلاك جسمه للأوكسجين.
* ارتفاع ضغط الدم تدريجيا عند كلا الجنسين.
المراهقة المتأخرة *
يتواصل النمو الجسمي في هذه المرحلة حتى يصل إلى غايته و تتضح السمات الجسدية للفرد و تستقر ملامح و جهه.
* تستمر الزيادة الطفيفة أو البطيئة لدى الجنسين حتى الرشد و يلاحظ تفوق الذكور على الإناث في كل من الوزن و الطول.
* يصل الفرد إلى التوازن الغددي.
* تكتمل الأسنان الدائمة بظهور أضراس العقل الأربعة و يكتمل النضج الهيكلي و النضج الجسمي.
* تتضح درجة وضوح القوة البدنية عند الذكور عنها عند لدى البنات مما يجعلهم يتفوقون عليهن في الأنشطة الرياضية خلال سنوات هذه المرحلة.
الخصائص الاجتماعية للمراهق:
المراهقة المبكرة * تختفي تدريجيا جماعات الأطفال, و تحل محلها بعض الأصدقاء, أو التحول من الارتباط بالقطيع إلى الارتباط بشلة منتقاة, ولا يزال يتردد في الاندماج معهما.
* التوجه نحو السلوك الأكثر انضباط.
* التحول من عدم الاكتراث بالفوارق الطبقية إلى الاهتمام بدور هذه الأمور في تقرير علاقات الأفراد بعضهم لبعض.
* عدم القدرة على الاستقلال عن الأسرة.
* لا يزال غير قادرا على تحديد ميوله المهنية.
*يبقى الطفل منجذبا نحو الطفولة.
المراهقة المتوسطة
* يظل حائرا بين جاذبية الطفولة و جاذبية الرشد فهو ليس طفلا و ليس راشدا كما يوضح ذلك الشكل التالي:
* يميل المراهق إلى الاستقلال و التحرر من قيود الأسرة و تبعيتها.
* يظهر الولاء و الطاعة للشلة و جماعة الرفاق.
* يتخلص من بعض جوانب الأنانية السائدة في المرحلة السابقة.
* يميل إلى تقييم التقاليد القائمة في ضوء مشاعره و خبراته الشخصية.
* يتبلور اعتزازه بنفسه.
المراهقة المتأخرة * ازدياد الرغبة في التحرر من المنزل واكتساب الامتيازات التي يتمتع بها الكبار.
* الرغبة في تحقيق استقلال اقتصادي.
* الاتجاه أكثر نحو الاعتماد على النفس و تحمل المسؤولية و إتقان عمليات الأخذ و العطاء و اختيار العمل المرغوب في مزاولته و التخطيط و الاستعداد له.
* تتطور لديه البصيرة الاجتماعية.
* يزداد اهتمامه بالتعرف على المهن التي يمكن الالتحاق بإحداها.
* يحاول التقليل من نزعاته الفردية و الميل إلى العزلة.
* تزداد قدرته على التمييز بين حاجاته و خططه و آماله الذاتية.
* يزداد التفكير في تعاليم الدين و مبادئها التي يتعلمها في صغره ويزداد اتصاله بعالم القيم و المعايير و المثل.
* يميل الفرد إلى التفكير في إمكانياته تحسين ظروفه.
مرحلة المراهقة بالمقارنة بالمراحل السابقة هي مرحلة انتقال خطيرة في عمر الإنسان، ففي مرحلة الطفولة الوسطى و المتأخرة لاحظنا أن حياة الطفل تتسم بالهدوء والاتزان و العلاقات الاجتماعية التي تسير في يسر و سهولة، وقد اهتم بهذه المرحلة كل من سوليفان و اريكسون فهم من المنظرين الذين أعطوا اهتماما كبيرا بهذه المرحلة، وباختصار فالمراهقة في طور البحث عن المثل العليا وعبادة البطل واتساع العلاقات الاجتماعية وطور الاكتفاء الذاتي وطور استيقاظ الدوافع الجنسية، ترى ما مفهوم الشخصية؟ وما هي الخصائص الخاصة بملامحها؟ والعوامل المؤثرة فيها؟
1- مفهوم الشخصية:
الشخصية حسب المجتمع فينظر لها حسب المكانة أما علماء النفس فنجد أن هناك من يلقي الضوء على الجوانب الجسمية، أو على الشخصية كجهاز معقد من الاستجابات أو على الميكانيزمات الداخلية التي تتحكم في السلوك. وقد عرفها ألبورت الشخصية هي ذلك التنظيم الديناميكي للأنساق النفس جسمية في الفرد التي تحدد تكيفا ته الخاصة مع محيطه".
ولم يوافق ماك كليلاند على هذا إذ يرى "أنها التصور الملائم الذي يمكن أن يقدمه أي عالم في أي وقت استنادا لبعض السلوكات الإنسانية بكل جزئياتها.
أيزنك " هي مجموعة من الأنماط السلوكية الحالية أو الطاقة الكامنة في الجسم التي تتحدد عن طريق الوراثة و المحيط"
كاتل " التنبؤ بسلوك شخص ما في موقف معين وهي تهتم بكل السلوكات الظاهرية و الباطنية للفرد"
ويمكن تعريفها إجمالا" التفاعل المتكامل للخصائص الجسمية و العقلية و الانفعالية و الاجتماعية التي تميز الشخص و تجعل منه نمط فريد في سلوكه و مكوناته النفسية
- مفهوم الذات و نظرة المراهق لها: " هي تكوين معرفي مركب من عدد من الحالات النفسية و الانطباعات و المشاعر وتشمل إدراك الجانب الجسمي وكل ماهو محسوس وكذلك سماته و دوره و إمكاناته وهو مايو لد " الشعور بكينونة الفرد"
1- الذات المدركة: كيف يدرك الشخص ذاته.
2- الذات الاجتماعية: هي الصورة التي يراها الآخرون حول هذا الشخص.
3- الذات المثالية: التي يطمح أن يكون عليها هذا الفرد خالية من العيوب.




5- نظرة المراهق للذات:
1- المتقبل للذات : منذ الصغر متقبل ذاته، مجابهة الحياة ( سلب و ايجاب )، شعور بالحرية يستخدم طاقاته، ينمي إحساسه دون ندم، إنسان عفوي، ينسجم مع الوسط، الجرأة، يمكن تحديد نقاط الضعف.
2- الرافض للذات: نقيض المتقبل، غير مرتاحلنفسه، يلومها، لا يقيمها حتى أنه يكرهها، ويبدو هذا التقليل من قيمة ما يحققه من نجاح، وعدم الثقة بالآخرين، وأكثر اهتماما بالحفاظ على شعورهم، وهذا يعود إلى استواء الإتجاهات و الوعي خاصة.

6-العوامل المؤثرة في شخصية المراهق:
هناك عوامل داخلية و خارجية تؤثر في شخصية المراهق:
العوامل الداخلية: يتمثل في النمو الجسمي و العقلي
العوامل الخارجية: يتمثل في العوامل الأج و الثقافية و الدينية و البيئية إلى جوانب الأخرى المساعدة في هذا التأثير.
6-1-العوامل الداخلية: و ينحصر في:
النمو الجسمي: و يؤثر في الشخصية و ذلك عن طريق عملية التوافق التي تكون مزدوجة، و تتوافق مع جسده الجديد، و تتوافق مع أقرانه و أفراد المجتمع الآخرين الذين يتعامل معهم كذلك أن أي عيب أو شذوذ « Anomalies » في النمو الجسمي للمراهق يعتبر بحق تجربة قاسية له، فحب الشباب أو الاعوجاج في الجسم أو عدم نماء العضلات يقلق المراهق و يولد له عدم الثقة بالنفس
كذلك دوره في تقييم الذات و قد أكدته بحوث "روف" و "برودي"
النمو الجنسي: و قد اهتم بهذا الجانب "سوليفان" حيث حدد سبع مراحل يوجد فيها تغيرات جوهرية في الشخصية: مرحلة المهد مرحلة الطفولة مرحلة فترة الصبا (عهد الحداثة) مرحلة ما قبل المراهقة المراهقة المبكرة المرحلة المتأخرة مرحلة الرشد.
ظهور ما يسمى بالتعلق العاطفي و عبادة البطل.
6-2-العوامل الخارجية:
عوامل اجتماعية: الأسرة \ المدرسة \ القرناء
عوامل ثقافية: نقص التوعية و خاصة الإعلام
عوامل بيئية: بحث "صموئيل مغاريوس"
عوامل دينية: ضعف الوازع الديني الذي هو عبارة عن قواعد عسكرية
انتشار البطالة و الفراغ
الكتابات المنحرفة، الجهل، الحرية، اللامسؤولية، الفقر الشديد و الثراء الشديد.
الحاجات النفسية للمراهق
الحاجات الانسانية
1- تعريف الحاجة:
يعرف مورفي Murphy الحاجة بأنها الشعور بنقص شيء معين إذا ما وجد تحقق الإشباع.
- يعرف كرتش و كرتشفيلد الحاجة بأنها حالة خاصة من مفهوم التوتر النفسي.
- يعرف انجلش الحاجة بأنها شعور الكائن الحي بالميل لشيء معين و قد تكون هذه الحاجة فيزيولوجية اجتماعية مثل: الحاجة إلى الطعام، الحاجة إلى الانتماء.
و بناءا على هذه التعريفات يمكن القول بأن الحاجة هي نقطة البداية لإثارة دافعية الكائن الحي و التي تحفز طاقته و تدفعه في الاتجاه الذي يحقق إشباعها.2
2- الحاجات النفسية
2-1 الحاجة إلى التقدير: يحتاج المراهق بصورة ماسة لأن يحصل على كم وافرمن التقدير الاجتماعي الذي يتناسب وقواه وإمكاناته في المحيط الاجتماعي العام، فالمراهق في رحلة بحث دائم عن ذاته فنجده يسلك سلوك الكبار من أجل ذلك فيدخن تعبيرا عن رغبته في التشبه بالكبار و كذلك الفتاة تنزع إلى لبس الأحذية ذات الكعب العالي ووضع المساحيق على و جهها فيجد المراهق بهذا العمل تحقيقا لذاته بين أترابه مكانة لم يحققها لدى والديه كما يعمد إلى إظهار رغبته وتمارضه أو عدم استجابته للشخص الذي يناديه بلفظ "عيال" وهذا كله لتحقيق المكانة الاجتماعية.
2-2 الحاجة إلى الإرشاد و التوجيه: يتمتع المراهق بفكر نشط وحماس يمكنه من اتخاذ قرارات خطيرة مصيرية في بعض الأحيان. إلا أنه في المقابل يعاني من نقص شديد في الخبرات مما يعيقه من إصابة الهدف فيؤدي به إلى الفشل فيحتاج بذلك إلى مرشد وموجه باعتبار المراهق أسرع الناس إلى الكآبة و اليأس الذي يعمل على تهيئته لتقبل الفشل ومحاولة الاستفادة من الأخطاء بدلا من الخلود إلى حالة اليأس و الكآبة التي هي انتحار بطيء.
2-3- الحاجة إلى العمل: يعتبر العمل الحقل الأول الذي يجد فيه المراهق ذاته إذ أن الحالات البطالة تؤثر أكثر ما تؤثر على هذه الفئة فيكونون عرضة للانحرافات الأخلاقية وذلك بالانخراط في العنف السياسي و الوقوف في وجه السلاح، إذ أن الدافع لهذه الميول ليس لإثبات الذات فحسب بل إظهارها للمجتمع وهذه المسؤولية تقع على عاتق المجتمع و الدولة بتوفير العمل الذي يتناسب و إمكانيات المراهق لحفظه من الفساد الأخلاقي.
2-4الحاجة إلى الاستقلال: تظهر بوضوح عند المراهقين عندما يرفضون أن يسأل عنهم آباءهم في المدرسة فإذا ما حضر هؤلاء الآباء إحدى الحفلات التي فيها أبنائهم أثناء العام الدراسي فإن هؤلاء الأولاد لا يرغبون في الظهور أمام زملائهم، فالمراهق يتمتع بثقة عالية في قدرته على اتخاذ القرارات بطريقة لا تكون فيها السيطرة و الوصاية هما الوسيلة لإعانته.
2-5- الحاجة إلى الإستعاب الاجتماعي: نقصد الإستعاب الاجتماعي تسخير نشاط وحيوية المراهق بالكيفية الصحيحة المتلائمة مع الإمكانات الذاتية الكامنة لدى المراهق مما يناسب و الحاجة الاجتماعية في الوسط الاجتماعي وعدم الاكتراث بهذه الحالة الطبيعية يعمل على جرفه إلى الانطواء و الخمول و الانزواء وربما الانحراف وقد يتحول إلى آلة تعمل دون تفكير
2-6- الشعور بالأمن و الاستقرار: المقصود بالأمن هنا حالة الطمأنينة و السكينة و الاستقرار بكافة أشكالها وهيأتها النفسية و الاجتماعية وغيرها، وإحساس المراهق بالأمان يدفعه دوما إلى أن يعمل تحسين وضعه الاجتماعي و السير في طريق كسب المكانة المرموقة ويؤدي الخوف إلى تحطيمه كليا.
2-7الحاجة إلى الحب و العطف: ويقصد بها العلاقة الاجتماعية التي يسود فيها الشعور بالحنان و العطف و المودة كما في علاقة الأمومة و الأبوة التي تظهر في ناحيتين هما: حاجة الشخص إلى حب الغير و حاجته إلى أن يشعر بحب غيره له، و يرجع علماء النفس الكثير من الانحرافات السلوكية إلى فقدان الحب و الحرمان من العطف و يظهر ذلك بوضوح في جرائم الأحداث التي نجد معظمها بين أفراد الأسرة المفككة التي تفتقر إلى عاطفة الحب في محيط الأسرة.
2-8- الحاجة إلى السلطة الضابطة: تعتبر السلطة وسيلة لتنظيم الحرية فكل إنسان يحتاج إلى السلطة الموجهة التي تنظم حرياته فيعتبر الأبوان بالنسبة للمراهق مصدر السلطة الضابطة.
2-9- الحاجة إلى الانتماء: يكون الشعور بالانتماء من العوامل الهامة في تماسك الجماعة و في مرحلة المراهقة يشعر المراهق بالاغتراب نتيجة عدم انتمائه لجماعة محددة لأنه إذا اقترب من جماعة الكبار أعرضوا عنه و إذا ارتد إلى جماعة الطفولة لم يرحبوا به لذلك نراه يبحث عن جماعة رياضية أو اجتماعية لإدراكه أن هذه الجماعة ترضي ما لديه من حاجات نفسية كثيرة لا يرضيها البيت و المدرسة. فان لم يجد في هذه الجماعة ما يرضي حاجاته فانه يرتمي في أحضان جماعة إجرامية

3- الحاجات النفسية عند هنري حوراني و زملائه
قام هنري و زملائه بدراسة الحاجات النفسية دراسة مستفيضة في مؤلفهم "استكشافات في الشخصية" و هي تتضمن:
- حاجة فيزيولوجية: كالحاجة إلى الهواء و الماء والطعام و هي اشباعات جسمية.
-حاجة نفسية:ظاهرة أو صريحة و من أمثلتها الظاهرة: الحاجة إلى العطف- الحاجة إلى تجنب الدونية أما الحاجات الكامنة: الإدراك و المعرفة المكبوتة تأخذ صورة الحاجة إلى تقصي المسائل الشخصية الخاصة الاستنجاد المكبوت و يأخذ صورة القلق و اليأس.
هناك بعض الأمثلة لتفسير هذه الحاجات:
- العدوان: تتضح حاجة العدوان في صور متعددة منها الاستجابات الانفعالية و التعبير على الكراهية و الغضب و المنافسة و التحقير.
- تجنب الأذى: اتخاذ أسلوب الخضوع و قهر النفس لتجنب الألم و العقاب.
- السيطرة: محاولة التأثير في سلوك و مشاعر و أفكار الغير.
- الجنس: مصاحبة أفرد من الجنس الآخر الاستمتاع بالتواجد مع الجنس الآخر.
4-الظروف المؤدية لإحباط الحاجات النفسية
إذا أحبطت هذه الحاجات عند المراهق أدى ذلك به إلى حالة من التوتر و القلق و الضيق حتى يشبع هذه الحاجات و باعتبار أن الحاجات بيولوجية و نفسية ....... في حالة عدم التوازن النفسي و البيولوجي و من الظروف التي تؤدي إلى الإحباط نجد:
أولا: منع الفرد من حصوله على هدفه أو تحقيق أهدافه.
ثانيا:التعارض بين الأهداف: يرغب الفرد في تحقيقها.
كما تعترض المراهق عقبات تحول بينه و بين إشباع رغباته و حاجاته منها القوانين الاجتماعية و التشريعية و شروط القبول في المدارس و الكليات و الامتحانات و مشكلاتها النفسية و الانفعالية و المستوى الاقتصادي الذي ينشأ فيه المراهق و هناك أيضا أهداف متعارضة يحاول الفرد أن يشبعها في وقت واحد فهو يريد أن يكون طالبا ممتازا و في الوقت نفسه شخصا متميزا في الحب و في مغامراته و نجده أيضا يحاول أن يتعاون مع مجموعتين من الأفراد كل له قيمة التي تتعارض مع قيم الجماعة الأخرى فهنا يقوم صراع و يحاول الفرد المراهق أن يخفف من التوتر الذي ينشأ نتيجة معوقات الإشباع فيلجأ إلى رسائل الحيل كالعدوان و التبرير و التمركز حول الذات و الهروب عن طريق الأمراض1.
1- لم يفسر ماسلو سبب تفضيل بعض أفراد ترتيبا غير ترتيبه الهرمي.
2- كما تتفاوت أهمية إشباع الحاجات في ذاتها فإنها تتفاوت بين فرد و فرد، و ذلك في الفرد الواحد بين حالة و حالة أخرى.
3- كان ماسلو في تنظيمه للحاجات مثاليا في اعتقاداته عن الطبيعة البشرية.
4- في الظروف العادية قد يتم إرضاء حسب النمط الذي أورده ماسلو إلا أن بعض الأزمات كالبطالة و المرض يمكن أن تغير التركيز إلى مستوى أدى إلى الحاجات.
لم يقدم ماسلو مدخلا إلى للمرحلة العمرية للنمو فيعمل أن يكون التركيز لدى الصغار أعلى الحاجات الفيزيولوجية وعندما يصبح الفرد أكبر سنا تتأكد حاجات الأمن ثم حاجات الحب و الإنتماء و عند منتصف العمر يميل الراشدون إلى الوصول إلى قمة إمكانتهم فيركزون على إشباع حاجات تحقيق الذات .
6- هذا التصنيف منطقي تجريدي يأخد القضية من زاوية نظرية فكأنه يفترض وجود إنسان منعزل قائم بذاته متجاهلا أن نموه و حياته يجريان ذاخل عائلة ووطن و ما بينهما من كتل اجتماعية عديدة.
ومن العوامل التي تؤثر في ترتيب حاجات الفرد:
- الدوافع الاجتماعية كالتبعية أو الطموح أو التواكل.
- السمات الشخصية مثل درجة الثقة بالنفس والاتزان الوجداني الانطوائي، درجة تحمل تأجيل اشباع الحاجات.
- القيم الاجتماعية و الثقافية و الدينية.
- الخبرات الشخصية.
6- مستويات الحاجات و الحوافز:
حاجات الفهم والمعرفة
حاجات تحقيق الذات
حاجات تقدير الذات
حاجات الحب و الانتماء
حاجات الأمن
حاجات فيزيولوجية

و يستند ماسلوفي تنظيمه للحاجات على عدد من المسلمات منها:
1- أن الناس في حاجة جهاد مستمر وأن من يصلون إلى حالة تحقيق الذات قليلون للغاية والأغلبية الساحقة من الناس في حالة اختلال التوازن.
2- يميز ماسلو بين نوعين من الحاجات:
أ- حاجات اكمال النقص: وهي تنتهي فورا لإرضائها، مثل: الأكل و الشرب.
ب- حاجات النمو و الإرتقاء مثل حاجات تحقيق الذات كطلب العلم.
3- عندما يتوصل الناس إلى تحقيق أهم حاجاتهم الأساسية فإنهم يجاهدون لتحقيق تلك الحاجات التي تأتي في المستوى التالي و هكذا حتى يصلون إلى الترتيب الأعلى للحاجات.
التقويم:
- ما المقصود بعلم النفس النمو؟
- ماهي اهم القوانين المرتبطة بسير عملية النمو؟
- ما هي اهم العوامل المؤثرة في النمو؟
- ما اثر البيئة الداخلية والخارجية التي يتفاعل معها علي النمو النفسي للفرد؟
- ماذا نقصد بمرحلة الطفولة ؟
- ما الخصائص المميزة لنمو العقلي لمرحلة الطفولة المبكرة ؟
- ما الخصائص المميزة لنمو العقلي لمرحلة الطفولة الوسطي والمتأخرة ؟
- ماذا نقصد بمرحلة المراهقة ومع ذكر مراحلها الثلاث؟
- قارن بين سمات مراحل المرهقة الثلاث ؟
- ما المقصود بالشخصية ؟
- ما العوامل المؤثرة في شخصية المراهق؟
- اذكر ترتيب الحاجات عند ماسلو ؟