الأستاذ الموافي الإمام،
أقدّر لك تذكيرك إيّانا بهذه الآية الكريمة، واعلم أخي الموقر
أن الله تعالى هو مسيّر الكون، والعالم بما فيه، وما يُحدث فيه التوازن،
وما هو الأصلح للعبد، ولكننا بنظرتنا القاصرة نتصور أن هذا الأمر خير لنا،
وهو في الحقيقة يمكن أن يكون شرًا ووبالاً، والذي يعلم الخير والشر هو الله الخالق العظيم،
وربما نتذكّر سويًا الحديث القدسيّ :"إنّ من عبادي من لا يصلحه إلاّ الفقر، فإذا أغنيته فسد حاله،
وإن من عبادي من لا يصلحة إلاّ الغني؛ فإذا أفقرته فسد حاله"؛ ولذلك نسمع كثيرًا من يقول:
إن الإنسان نظره قاصر؛ لأنه ينظر إلى الأشياء من زاوية واحدة، وقد غابت عنه
زوايا لا حصر لها، أمّا مسيّر الكون فلا يغيب عنه شيء من كونه،
وهو الأعلم بما يصلح الكون، وما يكمن فيه الشر؛
ولذلك نجد الرضا درجة عليا من درجات
كمال الإيمان، رزقنا وإيّاكم
كمال الإيمان، وبارك
لك على حسن
التذكرة.