جودة التعليم نمط حياة

٢/ ٥/ ٢٠١١

لماذا دوماً نثمن ما نقوم بفعله من أعمال جيدة؟ وما الهدف من الجودة؟ ولماذا ترتبط بالأمور المالية دوماً؟

أعتقد أن تلك الأسئلة، وغيرها الكثير، تحتاج عقول الكثير من المعنيين بتجويد العملية التعليمية سواء داخل المدارس أو الجامعات!!

فمنذ أن أنشئت جودة التعليم فى حكومة نظيف عام ٢٠٠٦ نجد أن الكثير من المدارس والجامعات أصابها الهم والحزن بسبب كم الأوراق والمستندات، ومحاولة الحصول على إمكانيات مادية لدفعها، نظير تحقيق الجودة صورية الطابع دون المضمون الحقيقى منها، ودفع الأموال الكثيرة عن كل مرحلة تعليمية من أجل الحصول على الاعتماد!! والذى يدفع هذا إما الدولة فى حالة المؤسسات الحكومية، أو أصحاب المدارس، والجامعات فى حالة المؤسسات الخاصة!! هل هذا معقول؟ هل نثمن ما نقوم بفعله من أداء متميز من عدمه؟ إذا كان هذا النظام معمولاً به فى الغرب فهو يخضع لرقابة الدولة، ولميزانية الدولة، ولا يتم بهذه الصورة المادية الصرفة، وليس بهذه التكاليف الباهظة. الجودة نمط حياة يجب أن يبقى، ويدرج ضمن سياسة التعليم، وليس بحاجة إلى هيئة أو مؤسسة تملى علينا شروطها كى نحقق أبسط شىء فى عصر المعرفة والمعلوماتية، فالجودة هى الحياة، فهل نثمّن حياتنا بالنقود والأموال؟

نناشد قادة التعليم، وقيادات الدولة، أن يخففوا العبء عن المواطنين، ولا تصبح عملية الجودة ترهيباً للمدرسين، وأعضاء هيئة التدريس، وتهديداً لبقائهم بهذا الشكل، وأن يتم تخفيف العبء المادى عن الدولة، وأن تدرج عملية جودة التعليم ضمن برامج الوزارة، ولا تكون هناك حاجة لهيئة جودة واعتماد، لوضع معايير لا أحد يفهمها، كما أن مثل تلك المؤسسات التى ظهرت فجأة فى عهد حكومة نظيف لا نعرف الهدف الحقيقى منها، ولا مدى مصداقيتها! لهذا نطالب بحلها، والتمسك بالجودة كنمط حياة، وليس كعقاب ندفع ثمنه!!

د. فاطمة الزهراء سالم

http://www.almasry-alyoum.com/articl...ticleID=295461