كيف لها بهذه المكانة المتقدمة في عالم اليوم؟كان العامل الأول وجود شبكة من الجامعات وكليات العلوم التطبيقية ذات تقنيات دراسية شديدة التقدم, ويعتبر ممارسة الطلاب للعمل داخل المصانع والمؤسسات الصناعية المختلفة جزءا لايتجزأ من عدد الساعات المعتمدة في دراستهم. أما العامل الثاني فهو تشجيع الابداع والابتكار الذي يستند إلي توقعات استراتيجية لعبت فيها جميع قطاعات الدولة دورا كبيرا في تطوير الامكانات التنافسية لها, حتي إن شركة رائدة في مجال الإلكترونيات كانت مسئولة وحدها عن تمويل25% من استثمارات الدولة في الأبحاث والتنمية, كما قامت فنلندا بتطوير منظومة قومية لتصدير الالكترونيات تستأثر حاليا بثلث إجمالي الصادرات. كل هذا التطور كان مرجعه الارتفاع الكبير في مستوي التعليم والانفاق علي الأبحاث العلمية والذي وصل إلي3,4% من الناتج المحلي الاجمالي جاء70% منها من القطاع الخاص, وهو معدل مرتفع للغاية إذا ما قورنت دوليا.
أدرك الفنلنديون أن الاستثمار في التعليم والأبحاث اصبح جزءا لايتجزأ من رفاهية الدولة وتطوير الثروة البشرية فيها, بل هو الأساس الذي استطاعوا به الضرب بقوة في مجالات التطور الاقتصادي والاجتماعي, حتي احتلوا المرتبة الأعلي في متوسط الدخول بين الدول الأوروبية.
مواقع النشر (المفضلة)