أصبحت العلاقة بين المعلم والمتعلم في الفترة الأخيرة في مهب الريح لما يسودها من وهن وضعف وفتور للمعلم دور كبير في بلورتها ، فمن المفترض أن يعتني المعلم بعلاقته بالمتعلم ويعمل على غرس مجموعة من القيم النبيلة داخل نفوس طلابه حتى يكونوا في المستقبل قادرين على التمييز بين الصحيح والخطأ ومواجهة المواقف الحياتية المختلفة.

كما ينبغي على المعلم تنمية قدرة المتعلم على التعامل مع المعلومات والمعارف ومعالجتها بكل وسائل التكنولوجيا الحديثة المتاحة داخل المؤسسة التعليمية وغرس روح المواطنة والتحلي بالأخلاق الحميدة والدفاع عنها وأن يكون له القدوة والنبراس الذي ينير له طريقه الفكري والأخلاقي فكل ما يحتاجه مجتمعنا اليوم هو أن يتخلق أبناؤه بالأخلاق الحميدة وإنقاذه من الانحلال السائد الذي ينخر في عظامه وللمعلم دور كبير في استئصال هذه الأوجاع المجتمعية السائدة.

ويجب على المعلم أن يتخلى عن وسائلة التقليدية ورؤيته الكلاسيكية للتعليم والتعلم التي لا ترفع من جودة التعليم ولا تكسب المعارف الهامة والجديدة المسايرة للأوضاع العالمية والمعرفية وحتى يكون قادراً على الإصلاح والتطوير المبني على أسس نظرية وتطبيقية مستمرة لما له من مرود جيد على المتعلم ، ويجب أن يكون قادراً على إدارة العملية التعليمية داخل الصف بطريقة تؤدي إلى فاعلية التعلم بالنسبة للمتعلم وتنمي لدية القدرة على الابتكار وإنتاج أفكار جديدة وأن يجذب الطالب ناحية الإرشادات والنصائح التي يقدمها له لتكون دافع له لاكتساب معرفة جديدة بأن يسديها له بإخلاص ويشعره بالحرص على مستقبله التعليمي والاجتماعي.

وعلى المعلم أن يحرص على تطبيق العدالة والشفافية داخل الصف وأن يتعامل مع جميع طلابه مكيال واحد وأن يهتم بالفروق الفردية بين طلابه ويعمل جاهدا على تنميتها و وإثراءها.

إن المعلم الذي لا يشعر بأي تحسن أو تغيير لدى المتعلمين القائم على توصيل المعرفة لهم فهو بذلك لم يكسب طلابه أو يقدم لهم أي معرفة، والخلل هنا يكمن في أسلوبه وطريقته الفنية في تقديم الدرس التعليمي والمعلومات والإرشادات اللازمة.

فالمعلم المتميز هو الذي يكون قادراً على منح المتعلم قيمة مضافة لفكره وثقافته وإكسابه معارف جديدة تساعده على النضج المعرفي والحياتي ومسايرة العصر وبذلك يقدم للمجتمع منتج تعليمي متميز يساعد في رقي مجتمعه.