كيف نتعلم من أخطائنا
هناك صنفان من الناس
الأول منهم يخطئ ولا يهتم
والصنف الثاني على النقيض تماماً منه فهو يخاف
أن يخطئ وإن أخطأ لجأ إلى التأنيب والعتاب
والصنف الأول قد يكرر الخطأ
ويلدغ من الجحر الواحد عشرات المرات
دون إهتمام بعواقب الأمور
وهذا الصنف من الناس تكون خسارته بلا حساب..
لأن من لا يتعلم من أخطائه لن تتاح له الفرصة للتعلم.
أما الصنف الثاني فهو غالباً لا يقوم بأي عمل
خوفاً من الوقوع في الخطأ ولو إرتكب خطأ
عاتب نفسه إلى حد إيذائها وتحقيرها.
وبالطبع فإن كلا الصنفين على خطأ
أما المطلوب
فهو الوسطية بمعنى أن تتجنب الخطأ
قبل وقوعه وأن لا تكرره إذا وقع وقد تكون الملامة للنفس
هنا مثمرة ولكن على ألا تتعدى حدودها المعقولة.
ذلك إن
الأسوأ من الخطأ هو أن نترك العمل خوفاً
من الوقوع في الخطأ.
علينا إذن :
أولاً: الإقدام على العمل حتى مع إحتمال إرتكابك للخطأ
فبدل أن تتجنب الأعمال لإحتمال الخطأ فيها
قم بالعمل وحاول أن تتجنب الخطأ.
ثانياً: أخذ العبرة من أخطاءك الماضية
ثم نسيانها تماماً فربك غفور رحيم يتوب عليك ويغفر
فإذا استوعبت الدرس من عصيانك
وأخذت العبرة من أخطائك وتبت منها
فلا داعي للخوف والقلق.
ثالثاً: القيام بتطوير عملك باستمرار
فلا تترك الأخطاء من دون السعي لإصلاحها
فإذا حاولت أمراً وفشلت فيه كرر المحاولة في اليوم الثاني
مع التصميم على التعديل والإصلاح
لأن الفشل هو نتيجة لمقدمات خاطئة
وإذا لم تغيرها فإن النتيجة لن تكون لصالحك بالتأكيد.
رابعاً: التوقف عن توجيه الملامة إلى نفسك وتعنيفها
لأن اللوم كما لا ينفع مع الآخرين لا ينفع مع النفس أيضا!
إن عليك دائماً أن تتقدم بثبات وبدون سوء نية
ولا خوف بل بثقة قوية بأنك
ستقول الكلام المناسب
وتعمل الشيء المناسب
في الوقت المناسب
بحيث يعطي النتيجة المناسبة.

وبهذه الثقة بالنفس والتصميم على إتخاذ الموقف الصحيح
وأداء العمل الصحيح تحقق النجاح وتتجنب الأخطاء.
ومجمل القول فإن المطلوب:
ليس ترك العمل ولا تكرار الخطأ فيه
وإنما العمل مع السعي لتجنب الأخطاء
وهو ما يفعله كل الصالحين والناجحين في الحياة.
الأعتراف بالخطأبداية لإصلاحه