أولا : تعريف الأنشطة :
الأنشطة جمع نشاط ، والنشاط كلمة تدل على بذل جهد في ممارسة عمل ينشط له القائم به ويستمتع به. ومن الطبيعي أن هذا النشاط لن يستمر بلا نهاية وبلا هدف ، بل له زمن ذروة يقل بعده النشاط ويضعف ، وله هدف لولاه لم يحصل الشوق والاستمتاع بممارسته .
كما أن هذا النشاط يحصل في بيئة مكانية معينة ، ويتأثر النشاط بهذه البيئة وبالوسائل والإمكانات التي توفرها كما تتأثر بالعقبات والصعوبات التي فيها .
ومن خلال النظر المنطقي السابق يمكننا أن نضع تصورا لتعريف الأنشطة التعليمية بأنها :
ممارسة عملية يقوم بها الطالب بمفرده أو مع زملائه لمدة زمنية محددة داخل الصف أو خارجه لتحقيق هدف تربوي مرتبط بالمنهج وذلك تحت إشراف المعلم .

ثانيا : أهمية الأنشطة :
نلاحظ في واقعنا التربوي إشكاليات عديدة تدفعنا لتفعيل الأنشطة والاستفادة منها ، ومن هذه الإشكاليات :

1- فقر المناهج الدراسية في تلبية حاجات وميول الطلبة وتوسيع معارفهم ومداركهم .

2- عجز الطلبة عن التعلم الذاتي ومعرفة مصادر المعرفة وطرق الحصول عليها والاتكال على الغير.

3- ضعف الوعي بأهمية مادة التربية الإسلامية والفهم المغلوط للأنظمة التربوية الجديدة .

4- ملل الطلاب من رتابة المعلم في لزومه أساليب غير متجددة في التدريس .

5- سلبية الطالب في عدم مشاركته في الحصة واكتفاءه بالتلقي دون المشاركة في بناء المعرفة.

ما هو حل هذه الإشكاليات ؟!
ولهذا فإننا بحاجة إلى إزالة هذه الإشكاليات ومعالجتها من خلال الطالب نفسه ، وهذا ما يمكن تحقيقه من خلال الأنشطة ، فعن طريقها يمكن التوصل إلى ما يلي:
1- استكمال جوانب النقص والقصور في المناهج الدراسية .

2- إكساب الطلاب القدرة والرغبة على الحصول على المعرفة الصحيحة من مصادرها الآمنة والمتيسرة.

3- إعطاء مادة التربية الإسلامية أهمية عظمى لدى جميع أفراد المجتمع .

4- تشويق الطلبة وزيادة دافعيتهم وتفاعلهم مع دروس التربية الإسلامية .

5- يقوم الطالب ببناء المعرفة والمشاركة في ذلك بإشراف المعلم وتوجيهه.

ثالثا : أنواع الأنشطة :
يمكن تقسيم الأنشطة إلى أقسام كثيرة باعتبارات مختلفة ، فنجد أنها تنقسم من حيث:
1- المكان إلى : أنشطة صفية ولا صفية .

2- الزمان : أنشطة يومية ، أسبوعية ، شهرية ، فصلية ، سنوية .

3- العدد : جماعية ، فردية .

4- المجال : دينية ، اجتماعية ، رياضية ، ...الخ.

5- الوسيلة : كتابية ، شفهية ، حركية .

6- موضعها من الدرس : تمهيدية ، بنائية تكوينية ، تقويمية.

رابعا : شروط الأنشطة الصفية واللاصفية :

1- الارتباط بالمنهج الدراسي بشكل مباشر أو غير مباشر.

2- تحقيق هدف تربوي معرفي أو سلوكي أو وجداني .

3- ملائمة النشاط ومناسبته لقدرات الطلاب والفروق الفردية بينهم .

4- إمكانية عمل النشاط واقعيا وماديا .

5- مراعاة الوقت المناسب لتأدية النشاط في الحصة وخارج الصف.

6- التنويع في الأنشطة والموائمة بينها وبين أساليب التدريس الأخرى .

7- قناعة المعلم والطالب ورغبتهما في النشاط .

8- إمكانية تقويمه والعمل على ذلك .

تلعب الممارسة دورا فعالا في اكتساب المهارات وهي أحد الشروط الهامة للوصول إلى درجة الإتقان المطلوبة ، وتتم الممارسة من خلال الأنشطة الصفية واللاصفية التي يمارسها المتعلم داخل الصف وخارجه تحت إشراف وتوجيه المعلم
لذلك سوف نلقى الضوء على أهمية هذه الأنشطة وأنواعها وكيفية تنفيذها لتحقيق الهدف المطلوب منها

أهمية الأنشطة الصفية
1. تكسب المتعلمين نشاطا وفاعلية ، وتضفي الحيوية على عمل المعلم داخل الصف
2. تساعد على ربط خبرات المتعلمين السابقة مما يعني استمرارية التعلم
3. تحقق التطبيق الوظيفي للحقائق والمعلومات والمهارات الأساسية التي يكتسبها المتعلمون

ولكي تحقق هذه الأنشطة الهدف منها ينبغي مراعاة ما يلي عند بنائها :

ارتباطها بالأهداف السلوكية موضوع الدرس ، فكل نشاط صفي يحقق هدف سلوكي
1. ارتباطها بطرق التدريس ، حيث يؤدي تنويع الأنشطة الصفية إلى إثراء 2. أساليب التعلم ومراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين
3. إعداد ما يلزم لها من أدوات ومعينات تربوية تسهل طرق تنفيذها

أنواع الأنشطة الصفية حسب تتابعها :

الأنشطة الاستهلالية
الهدف منها إعداد المتعلمين نفسيا وذهنيا للتعامل مع الدرس الجديد ، وكلما كانت هذه الأنشطة مبتكرة وجاذبة كلما ازداد إقبال المتعلمين على التعلم وهذه نماذج لأنشطة استهلالية
قراءة فقرة من مصدر خارجي له علاقة بموضوع الدرس جريدة يومية ، مجلة ، مطبوعات مختلفة ...الخ
عرض خريطة أو مصور وطرح أسئلة تحليلية تركز على ما تتضمنه الخريطة أو المصور من معلومات تمهد لموضوع الدرس
عرض آية قرآنية أو حديث شريف أو نص مهم له علاقة بموضوع الدرس
استغلال الأحداث الجارية لتحقيق الترابط بين خبرات المتعلم داخل وخارج الصف
عرض بعض النماذج والعينات للصناعة أو الزراعة أو المعادن مثلا
عرض فيلم تعليمي قصير أو جزء محدد منه ، أو تسجيل صوتي يرتبط بموضوع الدرس
طرح مجموعة من الأسئلة لربط موضوع الدرس الجديد بالدرس السابق إذا كانت هناك علاقة بينهما

الأنشطة التنموية
هي المحور الرئيسي للأنشطة الصفية ، ويتم خلالها ترجمة الأهداف السلوكية إلى مواقف تعليمية تحقق للمتعلم نموا في معارفه ووجدانياته ومختلف المهارات الأساسية ، وذلك من خلال ممارسته لتلك المواقف ، وقد تكون هذه الأنشطة فردية أو جماعية ، وهنا تتعدد المعينات التربوية وتستخدم ورقة العمل وهذه نماذج لأنشطة تنموية :
تحليل فقرة ، نص ، خريطة ، مصور ، رسم بياني ، مفهوم أو جدول إحصائي
تلخيص الحقائق
التوزيع على الخرائط الصماء
التصنيف
الترتيب
المقارنة والموازنة
تعليل وتفسير الظاهرات والأحداث
بناء الجداول والأشكال الأسئلة
قراءة فقرة من مصدر خارجي لإثراء بعض الحقائق أو تحديثهاشرح فقرة أو مفهوم أو مقولة
تحليل الخرائط بأنواعها في الأطلس المدرسي
مناقشة مشكلة أو ظاهرة معينة من خلال ندوة أو مجموعات ( Group Teaching ) إذ تمكن المجموعات المتعلم من الاستفادة من خبرات بقية المتعلمين في مجموعته

الأنشطة الختامية
وتهدف إلى التأكد من تحقيق الأهداف السلوكية المخططة للدرس ، ومدى استيعاب المتعلمين للحقائق والمفاهيم ، وبالتالي ملاحظة من يحتاج منهم لمتابعة خاصة.

الأنشطة اللاصفية
وهي الأنشطة التي يمارسها المتعلم خارج الفصل لاستكمال أو بناء الخبرات والمهارات الأساسية ، وعلى المعلم عند إعداده لهذه الأنشطة مراعاة ما يلي

1. أن تكون هادفة ومكملة للأنشطة الصفية وتساعد على اكتساب المهارات والخبرات التربوية
2. أن تربط المتعلم بواقعة ويساعد على ذلك استغلال الأحداث الجارية من خلال متابعة المتعلم لوسائل الأعلام
3. أن تتنوع بحيث تغطي المستويات المعرفية المختلفة وتتدرج في صعوبتها لمراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين ، وهنا من الأفضل أن تكون بعض الأنشطة اللاصفية اختيارية بما يتناسب وإمكانيات المتعلمين واستعداداتهم
4. ألا تقتصر على الكتاب المدرسي فقط ، بل تحث المتعلمين على التعامل مع مصادر المعرفة المتعددة ، مع إرشادهم لطرق التعامل مع هذه المصادر
ومن أهم المهارات التي يمكن تحقيقها من خلال الأنشطة الصفية واللاصفية مهارات القراءة والكتابة سالفة الذكر وهذه بعض الإرشادات التي تساعد على ذلك

الكتاب المدرسي
وهو المصدر الأساسي للمادة العلمية والعديد من الأنشطة اللاصفية

مجالات استخدامه
تحليل فقرة من الكتاب المدرسي بمجموعة من الأسئلة التحليلية التي تنمي مهارات أساسية مختلفة
تحليل خرائط الكتاب المدرسي طبيعية - اقتصادية - تاريخية
تحليل المفاهيم ، والرسوم البيانية ، والجداول الإحصائية ، والصور ، واستخلاص الحقائق
بناء الخرائط الصماء وتوزيع المعلومات والمواقع عليها بدقة
رسم الخرائط من الذاكرة بعد التدريب عليها ، تلوين الخرائط ، تكبيرها أو تصغيرها
جمع الصور والتعليق المناسب عليها
أنشطة تنمي مهارات المقارنة ، والموازنة ، التعليل ، الترتيب ، التصنيف
حل أسئلة النشاط والتقويم في الكتاب المدرسي
الاستعانة بالأطلس المدرسي باعتباره معينا تربويا مناسبا للمتعلم في حل الأنشطة الصفية واللاصفية حيث يقوم بتحليل الخرائط بأنواعها ، رسم بعض الخرائط ، وتفسير مدلولات الرموز والمصطلحات والألوان

المكتبة المدرسية والقراءات الخارجية
تعود أهمية القراءات الخارجية إلى أنها تكمل ما اكتسبه المتعلمون داخل الصف من حقائق ومفاهيم ، وتنمي مهارات القراءة والاطلاع ، وتمكنهم من متابعة الأحداث الجارية والقضايا المعاصرة. وعلى المعلم أن يختار المطبوعات الخارجية التي تناسب مستوى نضجهم وقدراتهم اللغوية وتحقق أهداف المقرر
ولاشك أن المكتبة المدرسية هي المكان الأمثل للمتعلم كي يتعامل مع مختلف مصادر القراءات الخارجية السابق ذكرها
وينبغي على المعلم
أ - أن يقوم في بداية العام بحصر الكتب والأطالس والموسوعات ومختلف المطبوعات في مكتبة المدرسة والتي تخدم المقرر الذي يقوم بتدريسه ليسهل عليه إرشاد وتوجيه المتعلمين عندما يكلفهم بنشاط لاصفي مرتبط بالمكتبة المدرسية
ب - أن يخصص حصة أو أكثر للتطبيق العملي داخل المكتبة المدرسية ، فيصطحب المتعلمين لتدريبهم عمليا على كيفية التعامل مع مصادر المعرفة ، والبحث عن العناوين الرئيسية والفرعية ، وتلخيص الحقائق وكتابة التقارير
ج - تشجيع المتعلمين على ارتياد الكتبة المدرسية ، وكتابة التقارير المبسطة ، وذلك بإجراء مسابقات ثقافية تناسب مستوى نضجهم ، ومنحهم جوائز رمزية أو شهادات تقدير ، على المدرس الاهتمام بما ينجزه المتعلمون من تقارير وملخصات بقراءة المناسب منها والمرتبط بموضوعات المقرر داخل الفصل كنشاط استهلالي مثلا ، ولتنمية مهارات المتعلم من خلال هذه القراءات الخارجية
د - كما ينبغي على المعلم أن يدرب المتعلمين على كيفية التعامل مع مصادر القراءات الخارجية والتي تتمثل في : الكتب التاريخية والجغرافية التي تناسب المرحلتين ( المتوسطة والثانوية ) والأطالس ، والجرائد والمجلات بأنواعها ، الموسوعات المختلفة ،والكتيبات التي تتحدث عن إنجازات دولة الكويت في مختلف المجالات ، ومختلف المطبوعات ذات الصلة بما يدرسه المتعلم

أوراق العمل
صياغة ورقة العمل
تصاغ ورقة العمل على شكل أنشطة محددة متنوعة يقوم بتنفيذها المتعلم ، بعد أن يحدد له المعلم المعين التربوي الذي سيساعده في تنفيذ النشاط المطلوب
ويمكن استخدام ورقة العمل في المواقف التربوية التالية
تعيين لموضوع جديد : وتحديد بعض المصادر الخارجية التي يمكن الاستعانة بها
كنشاط استهلالي : لتحفيز المتعلم على التفاعل الإيجابي مع موضوع الدرس
كنشاط تنموي : خلال مراحل الدرس المختلفة ، وباستخدام المعينات المناسبة إما فرديا أو جماعيا تحت إشراف المعلم

بعض المهارات التي يمكن تحقيقها باستخدام أوراق العمل
التحليل : - تحليل فقرة من الكتاب المدرسي ، جدول إحصائي ، أو رسم بياني
التركيب : - اقتراح الحلول لمشكلة ما ، توزيع المعلومات على الخرائط الصماء
المقارنة : - وفقا لمعايير معدة مسبقا
التعليل : - تعليل الظواهر والأحداث
رسم الخرائط : - رسم الخرائط - توزيع بيانات متنوعة عليها ...الخ
استخدام الأطالس : - قراءة الرموز والمصطلحات