التخطيط لمستقبل جودة التعليم ( الحلقة الثامنة )
تابع التخطيط لرسم السياسة التعليمية (3)
تحدثنا فى الحلقة السابقة عن آليات رسم السياسة التعليمية فى مصر ، ونستكمل فى هذه الحلقة تلك الآليات وإمكانية التحقيق .(يرجى مراجعة الحلقة السابعة من أولاً حتى سابعاً )
ثامناً بعد تحديد المهام المسئول عنها كل فرقة ، تبدأ كل فرقة فى تحقيق الخطط المستهدف إنجازها وفقاً للفترة الزمنية المتاحة لها . وتتم عملية المتابعة لكل فرقة ، من خلال تخصيص فرق خاصة بالمتابعة تكتب تقارير ، وتعاين ما تم إنجازه.
ومن الضرورى ان يتم تدوير عملية المتابعة بحيث تتشكل فرق المتابعة ، من فرق إنجاز المهام ، أى تراجع الفرق على بعضها البعض وتكتب تقارير بناء على حجم المهام المنجزة .
تاسعاً تحديد الصعوبات التى تعوق خط سير عملية التنفيذ لكل فرقة ، والعمل على حلها، أو تصعيدها للجهات المسئولة عن رسم السياسات للبت فيها ،وحلها من أجل استكمال مسيرة العمل.
عاشراً من الضرورى أن يتم التفكير فى أمرين فى غاية الأهمية ، ويسهما فى عرقلة عملية تقدم المنظومة التعليمية وهما ( المناهج ، وأساليب التقويم ) .
فعند رسم السياسات التعليمية التخطيط لتغيير المناهج لا يأتى بالاكتفاء بوضع معايير لشكل المنهج من قبل الوزارة ، ثم يترك الأمر بعد ذلك للعاملين فى منظومة التعليم أن يضعوا وفقاً للمعايير المناهج المطلوبة ، وفى الغالب لا يستوعبون جيداً المعايير لأنهم غير مشاركين فيها ، أو لصعوبة تحقيقها داخل المجتمع .
الفكرة تكمن فى أن يتم وضع المعايير، وفى نفس الوقت يتم وضع المنهج الخاص بها، وما يتبعه من مقررات ، ثم يتم طرحه على الجهات المعنية ، ومخططى السياسات ، واستفتاء المجتمع المدنى كله أولياء امور، ومعلمين، وطلاب، وأعضاء هيئة التدريس ، ثم يتم تجريبه على عينة من المدارس ، وبعد الموافقة، والتأييد التام ، لما فيه من أهداف تقيس نواتج تعلم معرفية ،ونفس حركية، ووجدانية ، الأمر الذى يعنى تخريج مواطن لدية مهارات مختلفة ومحرك أساس فى عمليات التنمية . حينئذِ يتم تفعيله فى مؤسسات التعليم المختلفة . على أن تكون صلاحية المنهج، وما يشمله من مقررات لا تزيد عن ثلاث سنوات ، بعدها يتم وضع معايير مستحدثة وفقاً للتغيرات العالمية ، وعلى الفور يتم وضع مناهج، ومقررات وفقاً لتلك المعايير .
من هنا نستطيع أن نحل تقريباً نصف مشكلات التعليم لأن المناهج لدينا تخاطب جانب واحد فقط من جوانب تكوين المواطن ، وهو الجانب المعرفى ، وللأسف فى أدنى مستوياته الحفظ، والتذكر ، أما الجوانب المهارية والوجدانية رغم أهميتها فى الحقبة المعاصرة لازالت محل تقصير من مصممى المناهج لدينا .
الأمر الآخر فى صناعة السياسة التعليمية وهو أساليب التقويم التى تعتمد على المناهج الموضوعة ، وسنتركها للحلقة القادمة لخطورتها وتأثيرها الكبير فى منظومة التعليم .
.................................................. ..............................................