فى حلقة اليوم ، سنستكمل موضوع التعلم الذاتى القائم على الاكتشاف المستمر ، من زاوية معاصرة ، وأساسية فى الوقت الراهن ، وهى التعليم المفتوح . 
 
 فما هو التعليم المفتوح ؟
 
 هو فرصة تعليمية متاحة لكل الأفراد الذين يريدون امتلاك مجموعة من المهارات اللازمة فى مجال معين ، أو تخصص ما . كما يقدم التعليم المفتوح فرصة تعليمية لمن فاتتهم فرصة التعليم الأساسية من قبل الدولة . لهذا قد يطلق عليه البعض فرصة تعويضية ، إلا أنه من الأفضل تسميته بأنه فرصة إثرائية تقدم لجميع الأفراد من أجل الوقوف على كل ما هو مستجد فى مجتمع المعرفة، والمعلوماتية . 
 
ومن ثم الفئة المستهدفة من التعليم المفتوح ليس فقط فئة الكبار الذين فاتتهم فرص التعليم العادية ، ولكن يدخل فى هذا النوع الحيوى من التعليم الأطفال ، والشباب ، والراشدين ، والمسنين أيضاً . 
لماذا التعليم المفتوح فى الوقت الراهن ؟ 
 كثير من مشكلات وأزمات المجتمع لا يمكن حلها إلا بالتعليم الجاد ، والمتميز . وكلنا ندرك أن التعليم التقليدى من قبل المؤسسات ، والدولة  فى العالم كله لا يفى بالكثير من المتطلبات الأساسية اللازمة لتحقيق التقدم، والتنمية المستدامة ، لهذا فالكثير من الدول المتقدمة أدركت هذا الجانب ، وبدأت تضع برامج للتعليم المفتوح موازية للتعليم التقليدى . 
 ما فائدة التعليم المفتوح ؟ 
 -استقلالية المتعلم مكفولة فى كل شئ . 
-لا يشترط السن . 
-لا يشترط الحصول على مجموع درجات معينة عند الالتحاق به ، يكفى النجاح فى المرحلة السابقة على التعليم .
-مرن فى برامجه حسب طبيعة المتعلم وظروفه ودرجة استيعابه . 
-يتضمن العديد من المهارات المعاصرة المطلوبة لسوق العمل الدولى وليس المحلى فحسب . 
 -يعد مواطناً يخدم عمليات التنمية من جميع الجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية .
- يختصر الوقت ، ويتم إدارته بكفاءة من ِقبل المتعلم. 
 
-يوفر فى المصروفات ، وأماكن الدراسة . 
-ينمى مهارات التعلم الذاتى القائم على الاكتشاف المستمر . 
-سهولة المتابعة المستمرة، والتقييم من خلاله . 
 
-يمكن أن يحدث عن ُبعد من خلال الوسائل التكنولوجية المتعددة .
 
هل يرتبط التعليم المفتوح بالتعلم الذاتى ؟ 
 لا يبنى التعليم المفتوح إلا على التعلم الذاتى القائم على البحث والاكتشاف المستمر ، لأن التعليم المفتوح يسعى إلى  بناء قدرات الفرد ، وليس اختباره فحسب ، فهو إثرائى، وليس تكميلى كما يعتقد البعض . لهذا فلا غرابة أن نجد أشخاص يعملون ويعتلون مناصب مهمة فى المجتمع ، ويسعون إلى صقل مهاراتهم فى الكثير من المجالات من خلال التعليم المفتوح الذى يعد تعليماً مدى الحياة ، ومستمراً حتى ممات الفرد . 
 
 نسوق إليكم المثال التالى :-شاءت الأقدار أن يعتلى إنسان عادى له مهارات عادية ، منصباً مهماً داخل المجتمع ، ليصبح وزيراً . وعندما إعتلى المنصب ، وجد أمامه الكثير من التحديات التى تقف حجر عثرة كى يستكمل مشواره ، ويعزز رسالته التى ينوى تفعيلها فى المجتمع . فماذا فعل هذا الشخص ؟ 
 
لم يلتفت لما سيقوله الناس أنه يدرس منذ البداية لأن ذلك كلام الجاهلين فحسب بطبيعة العصر الذى يشجع على التعلم مدى الحياة  ، وإنما بحث فى الإنترنت ، فوجد جامعة ، أو مؤسسة عالمية تقدم برامج للتعليم المفتوح فى المجالات التى تمثل تحدياً أمامه فعلى الفور غير عابئاً بسن أو بمكانة ، وإلتحق بهذه البرامج ، وبدأ يدر س، ويجتهد ، ويبحث بذاته ، ويثقف نفسه بنفسه ، وبدأ يعى بالمشكلات التى تعترى مجال عمله ، ومنصبه ، وبدأ يقدم بدائل ، وحلول متنوعة لها تطبيقات فى الواقع ، نالت إعجاب، وتأييد المجتمع ، والقادة التابع لهم . 
 
 إذن ما فعله هذا الوزير كان مغامرة محسوبة العواقب ، ومأمونة فى نفس الوقت ، ومضمونة النتائج فى المستقبل ، لأنه يريد ألا يكون وزيراً تقليدياً بل مميزاً فى كل شئ . 
 
 ومن ثم فالتعليم المفتوح أصبح عملية أساسية موازية للتعليم التقليدى داخل المدارس، والجامعات ، ومن المفيد تضمينه ضمن منظومة التعليم ، لأنه هو الحل للكثير من مشكلات ، وأزمات التعليم الآنية، والمستقبلية 
 
 والسؤال هل للتعليم المفتوح علاقة بالتنمية المهنية للمعلمين ؟ 
 كثيراً ما نربط عملية التنمية المهنية فقط بالتدريب ، وورش العمل ، فى حين أن التدريب المتميز ، وورش العمل المتميزة تنبع من تعلم ذاتى فى البداية ، لأن المتدرب من الضرورى أن يكون له دور واضح ، وعمل حقيقى ، وأفكار قابلة للتطبيق فى الواقع قبل المجئ لعمليات التدريب ، وورش العمل ، وهذا ما تفعله برامج التعليم المفتوح التى تحفز المتدرب على التعلم الذاتى المستمر فى مجال التعلم ، وتزوده بالخبرات الأساسية لعملية التعلم . 
 فلا يتم التدريب قبل أن يقدم المتدرب أطروحته الخاصة به ، واستعداداته للمشاركة الإيجابية فى مجال التدريب ، لهذا كثير من المؤسسات الدولية قبل الذهاب إلى التدريب أو ورشة العمل ترسل استمارة بالأفكار التى سيشارك بها المتدرب فى الموضوع المقترح للتدريب لضمان فاعلية المتدرب مع عملية التدريب ، لأن التدريب ليس نزهة أو هروباً من مجال العمل الحقيقى ، بل هو من أجل صقل العمل بالمهارات اللازمة ، ولكن عملية تزويد المهارات ليست خاصة بالمدرب فقط بل بالمتدرب أيضاً . 
 
مواقع النشر (المفضلة)