تابع تحسين الممارسات داخل مرحلة رياض الأطفال
 
تحدثنا فى الحلقات السابقة عن أربعة ممارسات مستحدثة عن تحسين رياض الأطفال ، فكانت الأولى تتعلق بتخصيص وزارة لمرحلة رياض الأطفال ، أما الثانية فكانت عن إعادة هيكلة كليات رياض الأطفال بشروط ،ومواصفات جديدة ، والممارسة الثالثة كانت تتعلق بمعايير إعداد معلمة رياض الأطفال ، والممارسة الرابعة كانت تتعلق بشكل ،ومحتوى البرامج المقدمة للأطفال فى تلك المرحلة . واليوم سنتحدث عن آخر ممارسة  فى مرحلة رياض الأطفال ، 
وهى تتعلق بأساليب التقييم والتقويم .
 
 
الممارسة الخامسة أساليب التقييم والتقويم
 
أساليب التقييم والتقويم فى تلك المرحلة مختلفة كليةً عن المراحل التعليمية التالية لها . لأن الهدف هنا ليس التركيز على درحة استيعاب الطفل أو إتقانه لمجموعة من المهارات فحسب ، ولكن التقييم، والتقويم يتضمنا أيضاً مستوى، ودرجة التكيف مع الأطفال والمعلمة ، والمدرسة ككل . وهل مجتمع المدرسة فى تلك المرحلة جاذب للطفل أم لا ؟ 
 
وكيف يتم قياس ذلك ؟ 
 
مقاييس الاتجاهات أكثر المقاييس مواءمة ،ومناسبة لقياس درجة شعور الأطفال، واتجاهاتهم .أيضاً الملاحظة غير المباشرة ، ومراقبة تصرفات الأطفال، وتدوينها ، وكيف يتفاعلون مع أقرانهم ، ومع المعلمة . فضلاً عن الملاحظة بالمشاركة والتعايش مع الأطفال يؤدى إلى نتائج مرغوبة داخل الفصل . 
 
الميزة فى عملية تقييم وتقويم الأطفال أننا هنا لسنا بحاجة إلى اختبار صدق ، وثبات المقاييس ،والاختبارات التى نعدها لقياس شعور الأطفال تجاه المدرسة ، والمعلمة ، والزملاء أو قياس مدى ، وكيف المهارات المكتسبة من التعلم . ذلك لأننا نتعامل مع أطفال فى سن البراءة ، والتلقائية فى كل شئ ، وهذا يسهل الكثير من الأمور ، وخاصة مصداقية النتائج التى نحصل عليها . 
 
بالإضافة إلى تسجيل العديد من الحصص الدراسية على شرائط فيديو ، أو سى دى يحقق مصداقية عملية التقويم والمتابعة . 
 
 
وما الهدف من التقييم والتقويم فى مرحلة رياض الأطفال؟ 
 
عملية التقييم عملية مستمرة منذ بداية العام الدراسى ، ولا يمكن الاستغناء عنها وذلك من أجل معالجة  أية أخطاء قد تصدر من إدارة المدرسة ، أو المعلمات، وكذلك أولياء الأمور فى حق الأطفال . كما أن اقتراحات ،وشكاوى أولياء الأمور من الضرورى أن تؤخذ فى الاعتبار لأنها تخدم المرحلة التعليمية . 
 
وعملية التقويم عملية مرحلية تقيس مدى ما تم إنجازه ، وتحقيقه، ومدى ما اكتسبه الأطفال من مهارات مرغوبة فى هذه السن ، ودرجة تشجيعهم على التعلم الذاتى ، والرغبة فى الإبداع والإبتكار . 
 
كيف تشجع معلمة غير مبدعة الأطفال على الإبداع والإبتكار ؟ 
تلك هى المشكلة لذلك من الضرورى عدم تخريج معلمات رياض الأطفال إلا بتقديم مشروع فى المجال يتسم بالإبداع والحداثة ، كما أنه من الضرورى أن يحصلن على الماجستير لمزاولة المهنة ، وأن تكون لهن رؤية لتطوير المرحلة بإستمرار . 
 
إذ أن فاقد الشئ لا يعطيه لعدم إلمامه الكافى به . لهذا فحث الأطفال على الإبداع ،والتفكير التباعدى يبدأ مع مرحلة رياض الأطفال ، لهذا فالأمر جد خطير فى إعداد معلمات ومعلمين حريصين على ضرورة الابتكار، وإنتاج أفكار جديدة قابلة للتحقيق فى الواقع ، وتشجيع الأطفال على تجريبها داخل الفصل ، والمنزل ، والبيئة المحيطة . 
 
هذه الرؤية صعب تحقيقها بدون معلمات قادرات على التفكير بعقلية واسعة الأفق تشجع الإتيان بكل ما هو جديد ،ومبتكر . 
 
حقيقةً رعاية الأطفال فى تلك السن الخطيرة موهبة لا يقدر عليها إلا معلمات تعشقن المهنة ، ويردن تشكيل مواطنين المستقبل  على أعلى درجة من التقدم، والطموح العلمى، والمهنى، والاجتماعى أيضاً . أطفال لديهم مشروع ينمو معهم من مرحلة رياض الأطفال حتى الجامعة ، ويتحقق مع العمل المهنى ،وخدمة المجتمع . 
 
مواقع النشر (المفضلة)