- هناك دراسات تقول أن المرحلة العمرية ليست عائقاً بل يستطيع الإنسان في أيه مرحلة عمرية أن يضاعف من سرعته في القراءة ، بعد الحصول على قسط من التدريب على المهارة. فقد أجريت دراسة على تسعة وثلاثين من المديرين في شركة اتصالات أثبتت نتائجها تحسناً في معدل السرعة في القراءة والفهم لديهم، وجاء ذلك بعدما تم قياس معدل سرعة القراءة والفهم لديهم قبل التدريب، وبعدما طبق عليهم برنامج تدريبي لتنمية هاتين المهارتين لمدة أسبوع واحد، ثم القياس البعدي، وبعدها جاءت النتائج، ووجدت النتائج الإيجابية المشار إليها سابقاً.
لذا فإن التدريب المستمر عن طريق الممارسة الدائمة للقراءة، وخاصة الكتب الدراسية والكتب غير المتخصصة المسلية، أي الكتب العامة الممتعة والسلعة في الإجازات، هو أسلوب ناجح من أساليب تنمية مهارة السرعة، خاصة تلك التي تتناسب مع كل مادة، وتحقيق أقصى فهم للمادة.
كذلك فإن التدريب على السرعة في القراءة من خلال استخدام وسائل القراءة السريعة مثل : التصفح والقراءة الأفقية والقراءة الرأسية و والمرونة التي تتطلبها مختلف المواد القرائية حسب صعوبتها والغرض من قراءتها.
كل ذلك يجعل الطالب قادراً على تقييم النص المقروء، ومواصلة الفهم له دون أية مشكلات. وقد أثبتت إحدى الدراسات فعالية التدريب، حيث تم إعداد مقرر ـ بعيداً عن المقررات الدراسية ـ للتدريب من خلاله، وجاءت نتائج الدراسة لتشير إلى إيجابية استخدام البرنامج حيث زادت معدلات الطلاب في سرعة الفهم، وذلك من خلال تدريب الطلاب عينة الدراسة على عدة أساليب لتصفح مواد قرائية إضافية، بغرض تحقيق أهداف محددة مع المحافظة على نسبة الفهم المقروء. ومن ثم تطبيق ذلك على مقرراتهم الدراسية، كشكل من أشكال نقل الخبرة، وفي نهاية البرنامج، وبعد تقويم أدائهم، جاء في التقارير التي تسلمها الطلاب نسبة ما أحدثه كل منهم من تقدم في السرعة والفهم.
الآثار المفيدة للتدريب على سرعة القراءة :
عدد أحد الباحثين بعض الآثار المفيدة للتدريب على سرعة القراءة في النقاط التالية:
يساعد الطالب على التخلص من عادة ترجمة كلمة كلمة، وعدم اللجوء إلى القاموس كلما واجه مصطلحاً جديداً.
يساعد على زيادة ثقة القارئ بنفسه على فهم جزء كبير من النص دون فهم كل كلمة.
تشجيع الطلاب على تغيير استراتيجيات القراءة، وذلك باستخدام المعرفة السابقة بصورة أكثر فعالية.
يساعد على زيادة التركيز، حيث إن عقل القارئ سوف يكون أكثر نشاطاً في المعالجة ومج المعلومات.
يعمل على نجاح القراءة من أجل الأفكار والمفاهيم بدلاً من محاولات تفسير معاني الحروف والكلمات. (Chery, 1993)
ويؤثر التدريب أيضاً على إمكانية مضاعفة القارئ لسرعته، وذلك إذا أجبر القارئ نفسه ـ من خلال التدريب على القراءة ـ على الإسراع في القراءة كل يوم، لمدة ربع ساعة مثلاً.
6ـ استخدام وسائل السرعة والفهم:
إذا كان الإنسان يقض وقتاً طويلاً في قراءة المواد العلمية والأكاديمية المختفلة، وفي تصفح البريد الالكتروني، وشبكة الإنترنت، فإنه في حاجة ضرورية لبعض الوسائل التي تحقق تقدماً في اكتساب مهارة السرعة مع الاحتفاظ بنسبة عالية في فهم المقروء. من هذه الوسائل التي أجمع عليها العديد من الباحثين ما يلي:
* الجلوس جلسة سليمة، على كرسي قائم الزاوية غير وثير، حتى لا يؤدي إلى النوم.
تحديد المستوى الحالي لمهارة القراءة، ومعدل السرعة فيها، حتى يمكن تحديد الأهداف
تحديد ما يود القارئ معرفته من النص المقروء.
التنسيق بين العين واليد والذهن، كوسائل للتركيز بغرض تحسين المعدل في القراءة.
معرفة مدى العمق المطلوب لدراسة المادة، فللحصول على معلومة سطحية يستخدم التصفح، وللحصول على مستوى متوسط من المعلومات فيستخدم المسح العام والتقاط المعلومة المطلوبة، وللحصول على معلومة مفصلة فلابد من دراسة المادة بعمق.
محاولة تنشيط الذاكرة، وذلك بتسجيل بعض الملاحظات التي تساعد على تذكر التفاصيل المهمة، وتنظيم المعلومات في الذهن.
المرونة في القراءة حيث قراءة التقارير الفنية تختلف عن قراءة القصص الخيالية وعن قراءة الصحف، فلكل مادة قراءة مناسبة من حيث السرعة والبطء، حسب طبيعتها أو الغرض من قراءتها، وليكن شعار القارئ: كن مرناً تكن قارئاً جيداً.
توظيف الثروة اللغوية توظيفاً جيداً، حتى تعين صاحبها على فهم النص المقروء، ومن ثم تحسين معدل السرعة في القراءة.
انتقاء المادة القرائية حسب الغرض منها
توقع الأسئلة المستقبلية حول المادة أثناء القراءة .
التفكير في الأفكار التي يتضمنها النص، وليس في الكلمات
استخدام علامات إرشادية أثناء القراءة وضع خط ـ دائرة ـ علامة ) تحديد المادة المهمة التي تعين على مواجهة كبر حجم المادة المطلوب قراءتها، وذلك باستخدام بعض تقنيات الكتابة المرسومة، مثل الحروف السوداء أو المائلة.
محاول الاسترجاع من الذاكرة، وهي محاول ما يمكن استرجاعه من الذاكرة دون النظر إلى النص، ولكي يكون القارئ قارئاً جيداً لا بد أن تصل نسبة التذكر إلى 80%. وعلى القارئ أن يثق بقدرته على فهم المادة، معتمداً على حذف الكلمات غير المفهومة، مع عدم فقد الفهم للمعنى العام للنص.
توسيع مجال رؤية العين، يجعل العين تتحرك خلال الصفحة عبر السطور، وليس خلال الكلمات.
استخدام ضغط الوقت، بمعنى البدء بقراءة كتاب سهل أو مادة سهلة مع تحديد زمن القراءة مع عدم نسيان الغرض من القراءة وهو الإمتاع و استخدام بطاقة من الورق المقوى 3×5 (أو ما شابه) لتجنب التراجع أوالارتداد، وذلك لتحقيق أقصى تركيز في القراءة وعدم الهمس بالكلمات ومحاولة مضاعفة الســـرعة و فحص العين للتأكد من خلوها من أي مرض و القراءة في مكان هادئ، جيد التهوية، حرارته معتدلة، وعدم مواجهة شئ يشتت الانتباه والتدريب على التقاط الملخص من الصحف والإعلانات المتلفزة .
وعلى القارئ أن يكافئ نفسه عند تحقيق الأهداف وذلك بالقيام بعمل محبب إليه المثابرة في ممارسة القراءة داخل وخارج الفصل وتوظيف الخبرة القرائية السابقة لدى القارئ أثناء القراءة .
ثانياً : العوامل الفرعية :
أ - الجلسة الصحيحة :
عند القراءة يجب الجلوس جلسة صحيحة ومريحة بدون الاسـتـرخـاء الـتـام ؛ حيـث إن الجلسة الخاطئة تعيق الدورة الدمـويـة التي تـؤدي إلى تـدنـي سـرعـة الاسـتـيـعـاب، أمـا الاسترخاء فيفقد التركيز . ولكن يـمـكـن اسـتـغـلال وقـت الراحة والاسترخاء لقراءة المتعة والتسلية التي لا تتطلب كثيراً من التركيز وليست ذات أهمية كبرى .
ب - اختيار الوقت والمكان المناسب :
يجب اختيار الأوقات التي تناسب نوع القراءة ؛ فالقراءة الثقافـية والأكاديمية تتطلب أن يكون القارئ نشطاً كالصباح الباكر ، وبعيداً عن الضوضاء والمقاطعات ، وفي مكان تتوفر به التهوية والإضاءة المناسبة.
ج - تحديد مدة القراءة :
قبل الشروع بقراءة كتاب معين يجب تحديد طول الوقت المناسب لإكمال قراءة الكتاب ؛ فوجود عامل الضغط له أثر نفسي في رفع مستوى وسرعة القراءة كنتيجة لتحديد الوقت