- الورع

جمع النبي  الورع في كلمة واحدة قال  " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" وقال بعض السلف لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس والورع هو منزلية عالية يرقي إليها أعبد الناس وقال النبي  " يا أبا هريرة كن ورعا تكن أعبد الناس " وقال الصحابة " كنا ندع سبعين بابا من الحلال مخافة أن نقع في باب من الحرام " فالورع يخلص صاحبه من اقتحام حدود الله " تلك حدود الله فلا تقربوها " " وتلك حدود الله فلا تعتدوها والمعني لا تتعدوا ما أبحت لكم ولا تقربوا ما حرمت عليكم وانظر إلي حال المعلمين وما وصلوا إليه من اقتحام الحقوق وإجبار الطلاب علي الدروس الخصوصية ومجموعات التقوية وبيع النتيجة والشبهات التي وقع فيها الكثير وما ذلك إلا بسبب غياب الورع في تلك النفوس واعلم أيها المعلم أن الخوف يثمر الورع وكلنا في مهنته في أحوج إلي الورع من غيره وتحري الحلال في رزقه وعدم الانسياق لوساوس الشيطان في المال الحرام والمشبوه
درجات الورع
- صون النفس بحفظها وحمايتها مما يشينها عند ربها
- توفير واغتنام الحسنات وتجنب السيئات
- صيانة الإيمان بزيادة الطاعات والبعد عن المعاصي
5- الصبر

الصبر هو نصف الإيمان وهو من الإيمان كالرأس للجسد وهو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب وأنواعه صبر علي الطاعة وصبر عن المعصية وصبر علي الابتلاء وصبر علي وقوع المصيبة: فلا يتأفف ولا يضجر ويتذكر ثواب الصابرين ويكثر من الذكر وصبر علي أخطاء المتعلمين وصبر علي منعطفات المهنة وطريق المعلم طويل وشاق لعظم رسالته وأمانته ولمسؤوليته عن النهوض بالأمة فلا بد له من صبر علي تحصيل العلم النافع وصبر علي المتعلمين وصبر علي المعوقات الكثرة والحواجز التي تقف في وجه البحث العلمي وصبر علي حظوظ النفس وصبر علي التعامل مع أولياء الأمور والإدارة والزملاء والطلاب والموجهين وصبر في معالجة وتحليل المناهج و مكار ه إعداد الدروس وصبر علي تصحيح أعمال الطلبة ومكاره المعيشة وقلة المرتب قال النبي  " ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر" فالصبر هو القوة التي نستطيع بها تجاوز الصعوبات في أعمالنا وحياتنا والصبر مع الله ولله وبالله " يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين " وإذا أردنا النصر والتغير فهو قرين الصبر كما في الحديث " واعلم أن النصر مع الصبر " وأهل الصبر هم أهل العزائم " ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور " ( الشورى: 43)وأهل الصبر هم أهل الحظوظ العظيمة قال تعالي " وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم " ولهم البشري قال تعالي " وبشر الصابرين " وقال الرسول " ما يصب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذي ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه " واعلم أيها المعلم ( إنما الحلم بالتحلم وإنما الصبر بالتصبر فاختر لنفسك ما شئت )


6- حسن الخلق

قال الله تعالي مادحا نبيه  ( وإنك لعلي خلق عظيم )وقالت السيدة عائشة حين سألت عن خلق النبي  قالت "كان خلقه القرآن " وأخبر رسول الله البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس"وسئل رسول الله  عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال " تقوي الله وحسن الخلق
ويقوم حسن الخلق علي أربعة أركان:-
- الصبر الذي يحمل علي الاحتمال وكف الأذى والرفق وكظم الغيظ
- العفة التي تحمل علي اجتناب الرذائل والفواحش واكتساب الحياء
- الشجاعة التي تحمل علي عزة النفس وقوتها وكبح جماحها عن البطش
- العدل الذي يحمل علي اعتدال الأخلاق فلا إفراط ولا تفريط
ومنشأ سوء الأخلاق علي أربعة أركان هي: الجهل والظلم والشهوة والغضب
ولابد من معرفة طاقة الطلاب وأقدارهم فلا تطالبهم بما لا يقدرون عليه وامتثل فيهم أمر الله تعال بأخذ العفو منهم وإذا بدا منهم في درسك تقصير أو إساءة أو تفريط فلا تقابلهم به ولا تخاصمهم ولا تفرط في العقاب بل اغفر لهم واعذرهم وانظر إلي جريان الأقدار عليهم
فرسالة المعلم حسن الخلق وبعث الرسول  بإتمامها فقال  " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
قال الحسن: حسن الخلق بسط الوجه وبذل الندي وكف الأذى وقال عبد الله بن مبارك:حسن الخلق في ثلاث خصال اجتناب المحارم وطلب الحلال والتوسعة علي العيال وقال آخر:حسن الخلق أن لا يكون لك هم غير الله تعالي وقالوا في علامة ذي حسن الخلق: أن يكون كثير الحياء قليل الكلام قليل الأذى كثير الصلاح صدوق اللسان كثير العمل قليل الزلل قليل الفضول برا وصولا وقورا صبورا شكورا رضيا حليما وفيا عفيفا 00