- التواضع

المعلم الحق لا يركبه الغرور لأنه يدرك بيقين أن العلم بحر لا شطآن له ولا يصل إلي قراره أحد وقال تعالي " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" وقصة سيدنا موسي عليه السلام مع الخضر حسن مثال علي ذلك
قال تعالي ( وعباد الرحمن الذين يمشون علي الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )وسئل الفضيل عن تواضع العبد فقال: يخضع للحق وينقاد له ويقبله ممن قاله له وقيل: التواضع خفض الجناح ولين الجانب وفي الحديث قال  " إن الله أوصي إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد علي أحد " والتواضع صفة من صفات النبي  فكان يمر علي الصبيان فيسلم عليهم وكان في خدمة أهله ولم ينتقم قط وكان يمشي مع الأرملة واليتيم في حاجتهما ويبدأ من لقيه بالسلام ويجيب دعوة من دعاه ولو إلي أيسر شئ وكان لين الخلق طلق الوجه متواضعا من غير ذلة خافض الجناح للمؤمنين يأكل مع الخادم ويجالس المساكين وهذه القيمة أسياسة لإنجاح المعلم في مهمته يقول عمر:" تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحلم وتوضعوا لمن تعلمون منه وليتواضع لكم من تعلمونه ولا تكونوا من جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم " ويقو ل الفضيل بن عياض:" إن الله عز وجل يحب العالم المتواضع ويبغض العالم الجبار وقد الأمام الشافعي:" لا يطلب أحد هذا العلم بالملك وعز النفس فيفلح ولكن من طلبه بذل النفس وضيق العيش وخدمة العلماء أفلح " وتواضع المعلم يجذب إليه قلوب المتعلمين ويحببهم فيه ويجعلهم يأنسون به ويقبلون علي التعلم منه في انشرا ح وسرور " وما تواضع عبد لله عز وجل إلا رفعه الله عز وجل والتواضع يدفع المعلم إلي الاستمرار في التعلم والتدريب ويدفعه إلي تصحيح نفسه إذا أخطأ وأن يقول لما لا يعلم: لا أعلم ويدفعه إلي الالتزام بلوائح المدرسة ويحدث جو من الألفة والإحساس بالأمن داخل المدرسة
ويتحقق التواضع بالآتي:-
- الانقياد للحق والخضوع له فقال الرسول  " الكبر بطر الحق وغمط الناس "
- التواضع للدين والانقياد والاستسلام لأمر الله
- أن المسلم لك أخا وأن تقبل عذر من جاء إليك معتذرا وتكل سريرته إلي الله
- رحم الله امرءا عرف قدر نفسه
ومن مظاهر التواضع
- أن تقدم الرجل علي أمثاله فهو متكبر وأن تأخر عنهم فهو متواضع
- إن قام من مجلسه لذي علم وفضل وأجلسه فيه وإن قام سوي له نعله وخرج خلفه إلي باب المنزل ليشيعه فهو متواضع
- إن قام للرجل العادي وقابله بوجه طلق وتلطف معه في السؤال وأجاب دعوته وسمي في حاجته ولا يري نفسه خيرا منه فهو متواضع
- أن زار غيره ممن دونه في الفضل أو مثله وحمل معه متاعه فهو متواضع
- إن جلس إلي الفقير والمساكين والمرضي وأصحاب العاهات وأجاب دعوتهم وأكل معهم وماشاهم في طريقهم فهو متواضع
- إن أكل أو شرب في غير إسراف ولبس في غير مخيلة فهو متواضع
أنواع التواضع
- التواضع القلبي النفسي: يقول الحسن البصري " التواضع: أن تخرج من منزلك فلا تلقي مسلما إلا رأيت له عليك فضلا " ويقول يحيي بن أبي كثير " رأس التواضع ثلاث: أن ترضي بالدون من شرف المجلس وأن تبدأ من لقيته بالسلام وأن تكره المدحة والسمعة والرياء بالبر "
- التواضع العلمي الذهني: ويعرفه الفضيل " أن تخضع للحق وتنقاد له ولو سمعته من صبي قلبته منه ولو سمعته من أجهل الناس قلبته منه "

8- الإيجابية

إن تقدم الأمم والحضارات يقاس بمدي إيجابية الأفراد فيها والله تعالي يأمرنا بالتعاون والإيجابية فيقول ( وتعاونوا علي البر والتقوى ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان ) ولقد ضرب النبي  أروع الأمثال لأحوال الأمم في التعامل مع الأمور في حديثه " مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا علي سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا علي من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جمعيا وإن أخذوا علي أيديهم نجوا ونجوا جمعيا " ونري الآن الكثير لا يعبأ بأمور وطنه طالما لم تمس مصالحه أو بيته والمعلمون هم أولي الناس بالإيجابية يحققها في نفسه وفعله ويكون نموذجا يحتذي به بين زملائه وطلابه والمعلم الحق يحمل هموم الأمة يفكر ويجتهد في الوصول إلي حل المشاكل وعلاج القصور " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم "
ومن مظاهر الإيجابية
المبادرة إلي الخير قال تعالي ( فاستبقوا الخيرات ) وقال  بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غني مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة والساعة أدهي وأمر ) فهيا نسارع بالخيرات فقد اقتربت الساعة ولا يدري أحدنا متي الساعة واعم أن الدنيا ساعة فاجعلها في طاعة والدال علي الخير كفاعله 0
الوسائل العلمية
- التأكد علي الدور التربوي للمعلم
- إصلاح المجتمع المدرسي ودفعه إلي الاقتناع بل والعمل من أجل نشر الخير في المدرسة
- زيارة لحجرة مادة تكسب فيها زميل بالمعروف أو تجلب فيها خيرا لدعوتك
- التفاعل مع الأحداث الجارية وتوظيفها
- الدعوة الفردية
-التكافل الاجتماعي داخل المدرسة
- القدوة العلمية في " العبادات المعاملات التخصص- الالتزام "
- إيجاد روح التنافس علي الخير
- الإيجابية في مجال تقوية الإيمان " الحد الأدنى من العبادات السابق ذكرها "
- نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ

9-
التجرد

التجرد هو أن تتجرد لله تعالي من كل ما سواه وأهم عقبات التجرد: هي أهواء النفس من " جاه سلطان- علو -سمعه- حب المال " وهي الآفات التي نالت الكثير والعلاج في الحديث " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمني علي الله " والمعلم صاحب الرسالة السامية يضرب المثل لطلابه وللمجتمع في تجرده وانظر إلي نبي الله سليمان عليه السلام حينما سأل ربه ملكا لا ينبغي لأحد ليتعلم به الحق ويزهق الباطل وانظر إلي الرسول  الذي أدي الرسالة الخاتمة لهداية البشرية دون علو ولا رياء ولا سمعه ولا هوي ولا شهوة ومن بعده الخلفاء الراشدون والتجرد هو خير علاج للأنانية التي أصبحت من سمات المجتمع
10- الأخوة

والأخوة هي أن ترتبط القلوب برباط العقيدة والعقيدة أوثق الروابط وأعلاها والأخوة هي روح الإيمان الأخوة هي الرباط الذي يربط بين أفراد المجتمع ليحقق أساسا قويا يرتفع عليه البناء بعد ذلك " إنما المؤمنون أخوة " ولأمر النبي  " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " والأخوة هي الحب في الله وأقلها سلامة الصدر وأعلاها الإيثار إن الأخوة في الإسلام تعني الإخلاص لله والسير علي سبيله والعمل بأحكامه وتغليب روحه علي الصلات العامة والخاصة ونبذا الخلافات والأهواء وانظر إلي مجتمع المدينة كيف ارتفعت فيه مظاهر الأخوة, ومجتمع المدرسة أولي بتحقيق الأخوة بين أفراده لتكون منارة في التعاون والحب وكل عوامل البناء والبعد عن كل معاول الهدم, وكذا حجرة الدراسة مجتمع الطالب الصغير أولي به أن يسوده الحب والتعاون والتكافل بين أفراده