الجودة وطبيعة الوضع فى مصر
تمر مصر فى هذه المرحلة بفترة لم يعشها احد من الاجيال الحالية بكل ما فيها من ايجابيات تمنى الكثير ان يعيشها فكتب الله له ان يعيشها وسلبيات لم نكن نتوقع وجودها على ارض الكنانة فرآها القاصي والدانى وما يهدأ من روعة شعبنا العظيم ان لكل الثورات توابع لانها لا تختلف كثيرا عن الزلازل والامم التى تغير من واقعها بمثل هذه الطريقة الثورية او الزلازلية تستطيع ان تعبر هذه التوابع بسرعة وحنكة تجعلها تتخطى ابعاد الطموح المكبوت فى الصدور منذ عقود ...
وما يحتاجه الوطن فى هذه المرحلة العصيبة على مصر خاصة اقتصاديا هو ان يعمل كل محب للوطن عمله بجد واتقان والا ينظر الى تقصير الاخرين كما كان يحدث فى الماضي ليجد له عذراً او ينظر الى الثقوب التى ازدات فى ثوب الوطن ولكن ان يجعل اليوم هو يوم رد الجميل لمصر وان يعتلى كل منا فوق مستوى هواه ومتطلباته الشخصية او الفئوية وهذا ما تنادينا به الاديان السماوية وخاصة الدين الاسلامى لان حب الوطن من الايمان ولنا فى موقف رسولنا الكيم يوم اخرجه قومه من مكة القدوة والمثل ولكن ما علاقة الجودةى بكل هذا ؟؟؟
كل ما سبق هو من صميم الجودة على مستوى الاسرة والفرد وعلى مستوى المؤسسة والحى وعلى مستوى الوطن بأكمله
مطلوب منا وضع اهداف لنا يسعى كل منا لتحقيقها فاذا ما نجحت فى تحقيقها ونجح الاخر فيما وضع له من اهداف ايضا فسنجد مصر وقد اعتلت قمة الهرم وتبوأت مكانتها الطبيعية فما المجتمع الا انا وانت والجودة هى من تنادى بأن ينظر كل منا الى نفسه قبل ان ينظر الى غيره وان يضع كل منا له هدفا ليحققه ويجتهد فى ذلك واذا نجح فليضع له اهدافا اخرى وهكذا واذا لم ينجح فعليه ان يعيد النظر فيما وضع له من اهداف او يعيد النظر فى طريقة سعيه وادائه نحو تحقيق اهدافه لينجح فى المرة القادمة فى تحقيقها زان يقيم نفسه قبل ان يقيمه غيره ولنا فى قول سيدنا عمر بن الخطاب القدوة حينما قال حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا اعمالكم قبل ان توزن عليكم وهذا ما يعرف فى علوم الجودة بالتقييم الذاتى ..
مطلوب منا ان ينصهر الجميع وان نتغاضى عن الفردية والاهواء الشخصية وان يأخذ كل منا بيد الاخر فجميعنا فى هذا الوطن شركاء كلنا يحب هذا الوطن ولكن تختلف صنوف هذا الحب من شخص لاخر ومن الحب ما قتل كما يقولون وكما قالوا ايضا اليد الواحدة لا تستطيع التصفيق فالعمل الجماعى هو ما ستنهض به الامة والتكامل والتناغم هو ما يرفع قامتها بين الامم وهذا ايضا ما تنادى به الجودة فليست الجودة عن سلوكنا الحياتى ببعيد سواء على المستوى الفردى او الجماعى فى التعاملات العامة او فى علاقات العمل وغيرها..
مطلوب منا تغيير وتوحيد لغة الحب لهذا الوطن واختزالها فى مفهوم واحد نهض به من سبقونا وهو العمل انت تحب وطنك اذا ما فعلت له لا ان يعلو صوتك ويقل عملك ...
مطلوب منا وكما تقول الجودة التى هى من مبادئ الاسلام الحنيف الا نعمل وفقط بل ان نتقن ما نعمل الى المستوى الذي يفوق المستوى المطلوب والذي ينال اعجاب ويبهر العميل ومتلقى الخدمة ليشار الى منتجاتنا بالبنان
هذا ان كنا نحب وطننا الحبيب بالفعل واما دون ذلك فسوف تكون التوابع مؤثرة علينا بحيث قد نصل الى وضع قد لا يكون افضل مما كنا عليه وهذا ما لا يتمناه مصرى على وجه الارض....
مواقع النشر (المفضلة)