المراجعة الخارجية علم أم فن أم الاثنين معاً ؟
لا شك ان المراجعة الخارجية والتي تعرف بأنها تقويم مدى تحقيق المؤسسة التعليمية متطلبات معايير الجودة والاعتماد من قبل فريق المراجعة، والتي لها مبادئ ومعايير ثابته ترتكز عليها
بأنها علم واحد احدث العلوم الإنسانية مادامت تخضع لقواعد ونظريات ومعايير حاكمة تسير عملها وتخضع له
ولا اشك فى كونها علم ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الان
هل المراجعة الخارجية فن ؟؟
فالمراجعة الخارجية كعلم إنساني لا لبس فيه ولا غبار عليه كعلم ومادامت هى علم إنساني فانه لابد ان يكون القائم عليه او المنفذ لهذا العلم والذي يرتدى جلبابها ويقوم بمهامها إنسان ومادام كان انسان فانه سيختلف دور هذا المراجع من شخص الى اخر ومادام كان هناك اختلافاً بدرجات متفاوتة بقدر ما لدى هذا الفرد من سمات شخصية ومزايا تميزه عن غيره كان هناك اختلافا فى أدائه لنفس المهام الموكلة لغيره من الافراد يقل عنه فى امتلاكه لهذه السمات وتلكم الميزات والتي بدورها سيختلف معها المردود وفق هذه الاختلافات التى يتميز بها طبيعة الإنسان
فما معنى ان نجد مراجعا يؤدى ما درسه من علوم ونظريات ومعايير وفنيات ومبادئ فى علم المراجعة ويلتزم بها حرفيا حرصا منه على النجاح فيها وهذا هو القاسم المشترك الأعظم بين الجميع ممن رغبوا فى العمل فى تلك المهامه العظيمة والجليلة ولم يترك أثرا او يفسح مجالا لقبول الإبداع والابتكار او يترك اثرا طيبها فى نفوس المتعاملين معه او يضيف هو على ما أوجده العلم البشرى المسمى بعلم المراجعة الخارجية وبين شخص آخر علم النظريات والمعايير والمبادئ وغيرها من أساسيات المراجعة الخارجية كعلم واداها ممزوجة بمسحة فنيه أصبغتها شخصيته عليها فابدع فيها وابتكر واثر ايجابيا في كل من تعامل معهم فى دائرة عمل هذا العلم وأنجز مهامه فى أسرع وقت وبأعلى مهارة وأعاد صياغة المدخلات العلمية فأنتج لوحة فنيه رسمها كأجمل لوحة رسمها فنان بأنامله ؟؟
ألا يأخذنا هذا إلى الاعتراف بكون المراجعة الخارجية كما أنها علم هي أيضا فن ؟؟؟
وكما قالت لى إحدى الزميلات وأنا أتناقش معها فى هذا الأمر لو لم تكن فن لكانت مسخ فهى كغيرها من العلوم الإنسانية تتعامل مع العنصر البشرى مما يستوجب معها الاعتراف الكامل بكونها فن
والمراجعة الخارجية كفن تستدعى ان يكون المراجع الفنان لدية القدرة على التكيف وحسن التصرف وحسن الاستخدام لما هو متاح لديه من إمكانات سواء كانت مادية او بشرية وغيرها من الإمكانيات كالوقت ومعلومات وغيرها
وعلى هذا يمكننا الاجتهاد وتعريف المراجعة الخارجية كفن بانها الاستخدام الأمثل والفعال والكفء والمتميز للمتاح لدى المراجع الخارجي من الإمكانات البشرية والمادية والمعلومات والوقت من خلال إجراءات وفعاليات المراجعة الخارجية وعملياتها المختلفة بغرض تحقيق الأهداف المرجوة من وراء عمليات المراجعة الخارجية.
وهنا يمكننا ان نقول ان المراجعة الخارجية علم وفن
وليس النجاح فيها لمن حاز العلم وأتقنه ولكن النجاح سيكون مثل نظرائها من العلوم الإنسانية التى تتميز بكونها علم وفن كعلم الإدارة مثلا فهو علم وفن فى نفس الوقت ويستدعى النجاح فيها ويوضع كمعيار من معايير الاختيار لها هو توافر عنصر الفن لدى المتقدم لها وليس عسيرا وضع مقياس او معيار لهذا الفن كأحد أهم معايير الانتقاء لضمان النجاح فيها وللحفاظ على كينونتها كعلم انسانى حديث يحرص الجميع على ان تكون فى أفضل صورة وأفضل أداء
بقلم/ نادر الليمونى
مواقع النشر (المفضلة)