لكي نواجه هذه المشكلة لابد من دراسة أسبابها .. وكل ما ذكر من أسباب تتعلق بتدني مهارة المعلم في الفصل ، أو عدم متابعة إدارة المدرسة لمستوى الطلاب .. ، أو لطبيعة المناهج وطريقة الامتحانات .. كلها أسباب حقيقية .. ولكن هناك أسئلة جوهرية ذات دلالة هامة جدا لابد من الإجابة عليها :
* لماذا لم تقل حدة الدروس بعد منح الكادر ؟ بل أنها زادت على مايبدو ؟
* لماذا يبدأ أولياء الأمور في إلحاق أبنائهم بالدروس الخصوصية قبل بداية الدراسة بأكثر من شهر .. أي قبل أن يعرفوا من سيتولى التدريس لأبنائهم وما إذا كان كفؤا أم لا ؟
*لماذا يدفع ولي الأمر مبالغ طائلة للدروس الخصوصية ولا يرغب في المساهمة بجنيه واحد للمدرسة ؟
*لماذا تفتح الوزارة أبواب مدارسها لمجموعات التقوية "" وهي دروس خصوصية "" وتريد تحريمها على المدرسين خارجها ؟
*لماذا لا يستغني مدرسو الدروس الخصوصية عن وظيفة التدريس ويتفرغوا للدروس الخصوصية " وفيها ما يغنيهم عنها " ؟
*لماذا يسمح للمعلم بالبقاء في مدرسته لأكثر من عشرين عاما أحيانا رافضا الترقية ومستحوذا على كتلة طلابية معينة لا يريد أن يتزحزح عنها لا بالنقل ولا بالترقية .. حتى لو رقي لوكيل وزارة تجده يرفض ؟؟؟أليس في ذلك احتكارا ممجوجا لا ينبغي الإذعان له ؟
* لماذا لا يتحدث أحد عن ضرورة غلق عيادات الأطباء الذين يعملون في التأمين الصحي والمستشفيات الحكومية رغم أنها بوابات خلفية للحصول على الخدمة الطبية ، ونتحدث عن الدروس الخصوصية .. أليست المتاجرة بأحوال المرضى أشد بشاعة من المتاجرة بتعليم الطلاب ؟؟ أليست كلها مكونات في منظومة مجتمعية ينبغي معالجتها معا ؟؟
* لماذا لا يتم تجريم هذه الممارسات وتلك بحكم قانون حاسم .. ولدينا طابور من المنتظرين للوظيفة فيه غنى عن أي معلم يريد أن يتفرغ للدروس الخصوصية ؟؟
* هل تتوفر الإرادة الحقيقية " على المستويين الشعبي والحكومي " للقضاء على هذه الظاهرة ؟
* كيف نتصور حالة المعلمين بالمدارس وقد غاب طلابهم ، واستغني غنهم بالدروس الخصوصية ... كيف يصبح مستواهم المهني بعد عام واحد إن لم يكن عدة أعوام من البطالى المقنعة .... ، وكيف ينظر إليهم طلابهم ؟؟ وماذا يفعل المعلم وقد غلت يداه عن معاقبة أي طالب بل وغل لسانه وشل عقله ... ؟