جاء رجل إلى أبي بكر الصديق فقال له: أقسمت ألا أكلّم زوجتي حينا من الدهر، فماذا أفعل؟ فقال له: كلمها بالليل، ثم التقى بعمر فسأله السؤال نفسه، فأجابه: كلمها العام القادم، فذهب إلى عليّ ليفصل في الأمر، فقال له: لا تكلمها حتى يوم القيامة. فاستعجب الرجل واستغرب من اختلاف الإجابات، فالتقى بهم مجتمعين واستفسر منهم عن سبب الخلاف بينهم، فقال أبو بكر: اعتمد في إجابتي على قوله تعالى:
"فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون"، فالحين هو جزء من اليوم ليلا أو نهارا، وقال عمر: اعتمد في إجابتي على قوله تعالى: "تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها" أي كل عام؛ لأن الشجر يثمر مرة واحدة في العام، وقال عليّ: اعتمد في إجابتي على قوله تعالى:
"ولتعلمنّ نبأه بعد حين" أي يوم القيامة.

فما أروع هؤلاء الرجال الذين عُرف الحق بهم وعرفوا هم بالحق، اتفقوا واختلفوا، ولم يخرجوا في هذا وذاك عن كتاب الله.