4- مرحلة التعليم الثانوي العالي:
بعد أن ينهي الطلاب فترة التعليم الإلزامي ويجتازوا اختبارات الثانوية المتوسطة، يحق لهم اختيار دورات دراسية تمتد لخمس أو أربع أو ثلاث سنوات، عند نهاية هذه الدورات، يحق للطلاب الانتقال إلى مرحلة التعليم العالي أو الانخراط في سوق العمل.
وتعتبر جميع المدارس التي توفر التعليم لفترة ما بعد الإلزامي جزءاً من التعليم الثانوي العالي الذي يتشكل من الفئات التالية:
أ - الفئة التقليدية، وتشتمل على مدارس التعليم التقليدي، إضافة إلى المدارس العلمية، ومدارس تدريب معلمي الابتدائي، ومدارس تدريب معلمي مرحلة ما قبل المدرسة.
ب- فئة التعليم التقني، ويضم المدارس التقنية.
جـ- فئة التعليم المهني، ويشتمل على جميع المدارس المهنية.
د - فئة التعليم الفني، وتشتمل على فصول فنية، إضافة إلى مدارس الفن.
وقد يحسن بنا أن نلقي الضوء على هذه الفئات الأربع من التعليم الثانوي العالي بمزيد من التفصيل.
أ - فئة التعليم التقليدي:
وتضم هذه الفئة عدة أقسام مختلفة، الأولى منها يُطلق عليها Liceo Classico وتقدم منهجاً دراسياً في العلوم الإنسانية، وتهدف إلى إعداد الطلاب للالتحاق بالجامعة وأشكال التعليم العالي الأخرى. وتتكون هذه المرحلة من خمس سنوات دراسية مقسمة إلى دورتين، إحداهما مدتها سنتان وتسمى ginnasio، والأخرى ومدتها ثلاث سنوات وتسمى Liceo .
أما القسم الثاني ويطلق عليه Liceo Scientifico فالهدف منه تطوير وتعميق تعليم الطلاب الراغبين في مواصلة دراستهم الجامعية في المجال العلمي. وقد أتيح في عام 1968م لطلاب هذا القسم الالتحاق بجميع الكليات المختلفة مثل القسم السابق Liceo Classico. ويستغرق المنهج في هذا القسم خمس سنوات مقسمة إلى اثنتين أوليين يليهما فترة ثلاث سنوات نهائية بدون اختبارات متوسطة.
والقسم الثالث في هذه الفئة يعرف بمدرسة تدريب معلمي الابتدائي The Istituto Magistrale. ويستغرق منهج هذه المدرسة أربع سنوات يمكن تجديدها بسنة تكميلية خامسة يتيسر للطلاب في نهايتها الالتحاق بأي دورة تمنح درجة جامعية.
ويطلق على القسم الرابع في هذه الفئة The Scuola Magistrale ويقصد بها مدرسة تدريب معلمي مرحلة ما قبل المدرسة، وتقوم بمهمة إعداد معلمي المرحلة المذكورة، ومنهج الدراسة في هذا القسم يستمر ثلاث سنوات.
وقد شهد القسمان الأخيران في عام 1990م تطويراً جوهرياً، وأصبح على معلمي المرحلة الابتدائية وما قبلها الحصول على دورة جامعية خاصة مدتها أربع سنوات.
ب - فئة التعليم التقني:
ويخاطب هذا التعليم الطلاب البالغين 14-19 سنة، وتهيئ المدارس التقنية الطلاب لممارسة مهن أو خدمات تقنية أو إدارية في القطاعات الزراعية، والصناعية، والتجارية، والسياحية، والبحرية والاجتماعية.
وتتضمن برامج الدراسة في المدارس التقنية في العامين الأولين مواد عامة مشتركة بين جميع القطاعات والتخصصات.
أما الاختلاف الوحيد فيكمن في التدريبات العملية التي يتم تطبيقها في الورش والشركات التابعة للقطاع الذي تتبعه المدرسة. وفي السنوات الثلاث التالية تستمر دراسة بعض المواد المشتركة كالتاريخ والأدب الإيطالي والتربية البدنية. أما باقي المواد فذات علاقة بقطاع وتخصص محدد، مع أخذ التدريبات العملية الموجهة بشكل خاص في الاعتبار.
وتتراوح ساعات الدراسة الأسبوعية بين 31-38 ساعة أسبوعياً وذلك حسب نوعية الفصل والتخصص. وتستمر الحصة عادة ستين دقيقة (وقد تتراوح أحياناً بين 50-55 دقيقة).
ج- فئة التعليم المهني:
يقبل التعليم المهني الطلاب من عمر 14-17 سنة، ويتيح الفرصة لمواصلة الدراسة حتى سن التاسعة عشرة لمن يقيدون في دورات ما بعد التأهل. وقد أنشئت المدارس المهنية في الخمسينيات من هذا القرن بهدف تدريب الفنيين المؤهلين للقطاعات الإنتاجية مثل الزراعة والصناعة والحرف والخدمات.
ويتميز المنهج الدراسي في المدارس المهنية باحتوائه على قدر عالٍ من التدريب، والتخصص، وقد كان هذا النوع من المدارس حكراً على الطلاب الذين أنهوا التعليم الإلزامي ويرغبون في دراسة منهج مختصر أملاً في التهيؤ العملي لدخول سوق العمل في أقرب وقت ممكن. لكن هذه الفكرة بدأت تتطور منذ دخول التعليم المهني في برنامج تجريبي مساعد يُعرف بـ «مشروع 92» والذي أثمر نتائج إبداعية هائلة.
وقد أصبحت دورات التأهيل التدريبي المهني الجديدة عبارة عن برامج مدتها ثلاث سنوات، يقضي الطالب سنتين منها في دراسة مناهج عامة بواقع 22 ساعة دراسية أسبوعياً، بالإضافة إلى دراسة تخصصية ذات تدريب تكنولوجي علمي بواقع 14 ساعة أسبوعياً، أما السنة الثالثة فيدرس فيها الطالب ما بين 12-15 ساعة أسبوعياً في المجالات العامة بالإضافة إلى 21-24 ساعة في مجال التخصص. ويقضي الطالب 4 ساعات أسبوعية إلزامية طوال الثلاث سنوات في برامج مستقلة بكل مدرسة حسب ظروفها المحلية. ويحق للطالب بعد الحصول على شهادة التأهيل، أن ينخرط مباشرة في سوق العمل أو يلتحق بإحدى دورات ما بعد التأهل التابعة للمدرسة المهنية ومدتها عامان، أو ينتقل للسنة الرابعة لنوع آخر من المدارس الثانوية العليا من خلال اختبارات تكميلية.
د - فئة التعليم الفني:
ويشمل هذا النوع من التعليم مدارس ثانوية عليا بالإضافة إلى معاهد تعليم عال غير جامعي، ويشمل هذا النوع دراسة جميع أشكال الفنون كالرسم والموسيقا والرقص، والفنون التشكيلية، والفنون الدرامية، والفنون المرئية، والتصوير، والديكور، والفن المعماري..إلخ.
والهدف من مدارس الفنون توفير تعليم ثقافي مناسب لتطوير المهارات الإبداعية للطلاب، وتدريبهم على الإنتاج الفني مع أخذ التقاليد المحلية في الاعتبار.
وتهتم برامج الدراسة في هذه المدارس بوجه عام بـ 34 قطاعاً كفنون (السيراميك، والذهب، والألياف، والمرجان، والمرمر، والطباعة، والخشب، والفسيفساء، والزجاج.. إلخ).
وتستمر الدراسة لمدة خمس سنوات مقسمة إلى دورة مدتها ثلاث سنوات يعقبها أخرى مدتها سنتان. وفي نهاية الدورة الأولى يجتاز الطالب اختباراً للحصول على درجة الدبلوم في فن الرسم. أما الدورة الثانية فيعقبها اختبار رسمي للحصول على درجة شهادة إتمام المدارس الثانوية العليا للفنون التطبيقية.
ويحق لخريجي المدارس الفنية "Artistic Liceosس التسجيل بالجامعة بكلية فن العمارة. وهناك عدة أكاديميات تابعة للنظام التعليمي الفني مثل أكاديمية الفنون الجميلة، والأكاديمية القومية للفن الدرامي، والمعهد العالي للصناعات الفنية، ومعهد الموسيقا، وتتراوح مدة الدراسة في هذه المؤسسات ما بين أربع وخمس سنوات، وتمنح درجة الدبلوم في التخصص المراد.
تقويم الطـــلاب
يجوز تقسيم العام الدراسي إلى فترات مدتها ثلاثة أشهر أو أربعة، ذلك بناء على قرار مجلس المعلمين الخاص بكل مدرسة، ويتم إعداد تقويم لعمل كل طالب في نهاية كل فترة، ولا يستند التقويم إلى الدرجات التي حصل عليها الطالب في الاختبارات الشفوية والتحريرية فقط، وإنما يستعين أيضاً بالمعلومات التي يقدمها المعلمون عن مشاركة الطالب في النشاط المدرسي بوجه عام، واستعداده الأولي ومدى تقدمه، بالإضافة إلى معلومات أخرى يتم الحصول عليها من خلال الاتصال بالعائلة، حيث تفيد في الحصول على معلومات عن شخصية الطالب.
وتختتم الفترة الأخيرة من العام الدراسي بتقويم ختامي عن التزام وتقدم كل طالب على مدى العام الدراسي كله، ويتحول هذا التقويم إلى درجات عشرية، فإذا حصل الطالب على 6 درجات على الأقل في كل مادة، 8 درجات عن السلوك حقق درجة النجاح التي تؤهله للانتقال للسنة التالية.
وبدءاً من العام الدراسي 94/1995م تم إدخال فكرة التدريس المساعد الإضافي (مايشابه فصول التقوية) للطلبة الذين لا يحصلون على تقدير مقبول ويضطرون إلى اجتياز ما يسمى باختبارات «الإعادة» وتستهدف هذه الفصول طلبة الدورات الصباحية والمسائية في المدارس الثانوية العليا ممن يعتبر مستواهم في مادة أو أكثر دون المستوى المطلوب، ويدير هذه الفصول معلمو المدرسة ويمكن أن تُجرى أثناء العام الدراسي.
وفي نهاية دورات المدرسة الثانوية العليا، يخضع الطلاب لاختبار شهادة إتمام المدرسة الثانوية العليا، ولا يحق دخول الاختبار إلا للطلاب الذين حصلوا على تقويم إيجابي في نهاية العام الأخير، ويتكون الاختبار من اختبارين تحريريين وثالث شفهي، يعقد أمام لجنة من الممتحنين تعينها وزارة التعليم، ويحصل الطلاب في الأقسام التقليدية، والعلمية، وتدريب المعلمين، والمدارس الفنية على شهادة إتمام المرحلة الثانوية العليا، والتي تعتبر ضرورية للحصول على أي عمل أو للتسجيل في معاهد التعليم العالي أو الجامعات.
المدارس الأهلية
يخول الدستور الإيطالي للأشخاص أو الهيئات الخاصة حق إقامة مدارس ومعاهد تعليمية دون أي مسؤولية تجاه الدولة.
ويتطلب إنشاء مدارس ابتدائية أهلية الحصول على تصريح من وزارة التعليم. ومن أجل الحصول على هذا التصريح أو الترخيص يجب على مقدم الطلب أن يثبت قدرته الأخلاقية والقانونية على إنشاء هذه المدرسة، وأن يكون حاصلاً على شهادة الثانوية، ويظهر تناسب المبنى المستخدم وقدرته العملية على الوفاء بمتطلبات المدرسة.
وبمقدور المدارس الابتدائية الأهلية الحصول على اعتراف قانوني بل وتمويل رسمي حينما تستطيع الخدمات التي تقدمها أن تحل محل، أو تتكامل مع تلك الخدمات التي تقدمها الدولة، وهناك نوعان للمدارس الابتدائية الأهلية المعترف بها وهما:
1- مدارس معترف بها رسمياً.
2- مدارس أهلية مرخص بها.
فأما المدارس المعترف بها رسمياً فتديرها هيئات، أو اتحادات أو منظمات ذات وضع قانوني، وتلقى هذه المدارس اعترافاً رسمياً بموجب اتفاق يتضمن شرط التمويل بما يصل إلى نسبة (100%) . وللحصول على هذا الاتفاق يجب على تلك المدارس الوفاء بالشروط التالية:
أ - أن تكون مفتوحة أمام عامة السكان القاطنين في موقع محدد.
ب - أن تكون مجانية، أي دون رسوم.
جـ- تدرس برامج ومناهج، وتلتزم بجدول يتفق مع مثيلاتها في المدارس الابتدائية الحكومية.
د - أن يكون مبنى المدرسة مناسباً.
علاوة على ذلك، يجب أن يتمتع المعلمون في تلك المدارس بدرجات علمية تؤهلهم للتدريس بالمدارس الابتدائية، ويكونوا من ذوي الشخصيات المتمتعة بالأخلاق الرفيعة، وأن يستلموا الأجور نفسها التي يحصل عليها نظراؤهم في المدارس الحكومية. وتكتسب المؤهلات الصادرة عن هذه المدارس الصلاحية القانونية نفسها التي تتمتع بها الشهادات الصادرة عن مدرسة ابتدائية حكومية.
أما المدارس الابتدائية المرخصة فالقائمون على إدارتها مواطنون حاصلون على شهادة تدريب معلمي الابتدائي أو دبلوم الثانوية التقليدية أو التقنية، أو أي مؤهلات أخرى تقرر قدراتهم القانونية والأخلاقية. ويجب على هذه المدارس أن تتوافق إجمالاً مع أهداف المنهج المقرر في المدارس الابتدائية الحكومية.
وتتوافر في البلاد مدارس ثانوية أهلية أيضاً ولا تختلف كثيراً في قواعدها من حيث الاعتراف القانوني بها عن تلك القواعد المتبعة في المدارس الابتدائية الأهلية.
مواقع النشر (المفضلة)