بعد كارثة بورسعيد: إهمال الرياضة المدرسية .. سبب التعصب الأعمي
الخبراء: استمرار تجاهل الأنشطة يخلق جيلاً غير طبيعي
الاســـم:	s112011516034.jpg
المشاهدات: 221
الحجـــم:	13.6 كيلوبايت


أكد أساتذة الجامعات.. ان إهمال حصص التربية الرياضية في المدارس وعدم تخصيص درجات لممارسة التربية البدنية وضعف الامكانيات وإلغاء الملاعب في العديد من المدارس.. وراء تزايد ظاهرة التعصب الرياضي والانفلات الاخلاقي أثناء تشجيع الفرق الرياضية.. محذرين من ان استمرار التجاهل لأهمية ممارسة الأنشطة الرياضية في المدارس سوف يؤدي إلي خلق جيل غير سوي من الطلاب الذي سوف يتجه إلي الممارسة غير الاخلاقية كالتشجيع الجنوني مما قد ينتج عنه كوارث بالمستقبل.

بينما أشار المعلمون إلي ان دورهم في المدارس انحصر في إدارة الطوابير الصباحية والحفاظ علي النظام أثناء اليوم الدراسي.. في ظل ضعف الامكانيات.. وعدم وجود حافز للمدرسين المتميزين الذين استطاعوا تكوين فرق رياضية متميزة تحصد البطولات أو نجحوا في اكتشاف مواهب رياضية متميزة.

قال الدكتور محمد مرزوق الأستاذ المشارك بكلية التربية الرياضية بجامعة الزقازيق ومستشار الاتحاد الدولي للتربية البدنية في دول شمال افريقيا.. ان الظاهرة المتنامية للسلوكيات الخاطئة من جانب المشجعين التي تشهدها الملاعب المصرية وكان اخرها مذبحة استاد بورسعيد.. ترجع في المقام الأول إلي انهيار منظومة التربية الرياضية والبدنية سواء في المدارس أو الجامعات.. مشيراً إلي ان هناك غياب وعي لدي المسئولين سواء بالمدارس أو الوزارات المسئولة حول أهمية حصص التربية الرياضية.. والتي أدي إلغاء الساحات والملاعب بالعديد من المدارس إلي قضاء الطلاب أوقات تلك الحصص داخل الفصول.. اضافة إلي ان مسألة عدم توافر الامكانيات وعدم تخصيص درجات للتربية الرياضية جعلت الطلاب لا يهتمون بها.. الأمر الذي أدي إلي إغلاق المنافذ أمام الطلاب لتفريغ طاقاتهم بشكل ايجابي ودفعهم إلي توجيه طاقاتهم نحو التعصب الجنوني للأندية وقضاء أوقاتهم أمام الشات وشبكات التواصل الاجتماعي.. أو شرب وتناول المخدرات.

وأكد مستشار الاتحاد الدولي للتربية البدنية.. ان هناك سبلا متعددة أمام المسئولين للتغلب علي مشكلة التربية الرياضية بدايةمن رفع درجات الحافز والتفوق الرياضي.. وتخصيص ملاعب وساحات رياضية ذات تربة عشبية لكل مجموعة مدارس بحيث يمارس الطلاب نشاطهم الرياضي ويفرغوا طاقاتهم بشكل ايجابي بدلا من التعصب الأعمي.. كما دعا إلي تغيير طبيعة تأهيل مدرسي التربية الرياضية بالكليات بشكل يجعلهم علي دراية بكل الألعاب مع تخصصهم بحيث يستطيعون تأهيل الطلاب.. سواء علي مستوي رياض الأطفال أو المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية.

وقال محمود عبدالسلام مدرس تربية رياضية في ادارة نجع حمادي التعليمية.. ان دور مدرس التربية الرياضية الحالي في المدارس أصبح هامشيا.. وينحصر في إدارة الطابور المدرسي والمحافظة علي النظام بالمدارس.. وذلك في ظل ضعف الامكانيات وعدم وجود حافز لدي الطلاب للإقبال علي ممارسة التربية الرياضية في ظل عدم تخصيص درجات لانتظام الطلاب في ممارسة الرياضة.. الأمر الذي جعل واضعي جداول الحصص الدراسية في المدارس يضعون حصص التربية الرياضية في مؤخرة الجداول اليومية حتي يستطيع الطلاب والمدرسين الانصراف مبكراً من المدارس علاوة علي الحصص القليلة التي تكون وسط اليوم الدراسي يقوم المدرسين المواد الرئيسية بأخذها لشرح الدروس للطلاب خاصة في المدارس التي تعاني من ضعف الامكانيات وعدم وجود ملاعب بها اضافة إلي ارتفاعات الكثافات بها أو وجود فترتين دراسيتين بها.

ودعا إلي ضرورة جعل التربية الرياضية مادة أساسية لها درجات تضاف إلي المجموع.. بحيث نضمن استغلال قدرات الطلاب وتفريغها بشكل علمي وسليم مع اكتشاف المواهب.. اضافة إلي ضرورة اعطاء حافز إلي مدرسي التربية الرياضية الذين يستطيعون تشكيل فرق رياضية تحصد البطولات سواء علي مستوي الادارات التعليمية أو المدريات أو الجمهورية اكدت الدكتورة مرفت سالم - عميدة كلية التربية الرياضية "بنات" بجامعة حلوان ان ما حدث في استاد بورسعيد ليس له علاقة مطلقاً بالرياضة والرياضة بريئة منه مؤكدة ان حصة التربية الرياضية في المدارس تم إلغاؤها نظراً لعدم وجود احواش في المدارس وهذه تعد سياسة الدولة في الفترة الأخيرة حتي يكون هناك فترتان بدلاً من فترة واحدة لاستيعاب العدد الكبير من التلاميذ.

اشارت إلي ان الكلية تقوم بتدريس كل المناهج والمقررات التي يجب ان يدرسها من اجل تدريسها للتلاميذ في المدارس مؤكدة علي ضرورة عودة حصة التربية الرياضية للمدارس حتي نستطيع ان ننشء جيلا غير متعصب ويجب ان نعرف ان الرياضة أخلاق وما حدث ليس به أخلاق انما بلطجة.

قال حسن علي اخصائي اجتماعي ان معلمي التربية البدنية لم يقوموا بدور فعال تجاه ظاهرةالتعصب قبول الخسارة مشيراً إلي الدور الكبير للأنشطة في تعليم الطلاب نبذ العنف والتعصف لذلك لابد من تغيير النظرة لها واعطائها الأهمية القصوي مطالباً بضرورة اكتشاف مواهب الطلاب والعمل علي تنميتها.
أكد ضرورة ان يكون هناك مناهج للتربية الرياضية تؤكد علي هذه المفاهيم الايجابية لدي الطلاب وترفض الظواهر السلبية التي كثيراً منها تنتشر بين جماهير الأندية وان يتم زرع هذه المبادئ الايجابية في نفوس الطلاب منذ الصغر.

أوضح سيد عبدالله اخصائي نفسي ان ما حدث من انفلات وشغب وتخريب وقتل هو دليل علي وجود خلل في العملية التعليمية والتربوية سواء بالمنزل أو المدرسة وذلك ما نفتقد إليه مطالباً بضرورة تفعيل الأنشطة واستغلال الحصص الاحتياطية في عقد الندوات والمحاضرات لتنمية روح الولاء والانتماء.

قال محمد الحمداني مدير عام إدارة غرب القاهرة التعليمية ان الرياضة تقوم في الأساس علي الروح السمحة والتعاون وليس علي التعصب والعنف وبالتالي يجب اعادة النظر في أداء حصة التربية الرياضية في المدارس لتأهيل الطلاب بشكل جيد لممارستها وممارسة التشجيع القائم علي الود والتعاون.

أشار إلي ان الدور الايجابي للتربية الرياضية غائب في مدارسنا لذا يجب إعادة تفعيله بحيث يتربي التلميذ علي التشجيع الايجابي البناء وليس علي ممارسة العنف الذي ينافي كل الأخلاق والأهداف السامية لتربية النشء.

اضافت سميحة الذهبي مدير عام إدارة شرق مدينة نصر التعليمية ان هناك مدارس يتم فيها ممارسة الرياضة بالشكل الايجابي لها من خلال توفير الملاعب وتنظيم الفرق الرياضية مشيرة إلي ان التعديلات الأخيرة لنظام التقويم الشامل والتي دخلت فيها التربية الرياضية كمادة رئيسية ضمن الأنشطة التي يمارسها الطالب لملف الانجاز وهو أمر جيد ينقصه التطبيق السليم بجعل حصة التربية الرياضية في وقت مبكر من اليوم الدراسي خاصة انها تكون فرصة حقيقية لتنفيس الطلاب عن تعب ومجهود اليوم الدراسي.

_____________________________
جريدة الجمهورية || 5 فبراير 2012