تعليم المرأة

أكدت السياسة القومية للتعليم التزامها بتحسين وضع المرأة، وتُرجم هذا الالتزام بوضع برامج الهدف منها زيادة نسبة إقبال المرأة الهندية على التعليم، وجاءت نتيجة هذه البرامج مرضية، حيث زاد معدل الفتيات المتعلمات بنسبة 9.54% في عام 1991م.
والخطة الحالية للسياسة التعليمية ترمي إلى زيادة نسبة المعلمات المشاركات في العملية التعليمية لتصل إلى 50% من إجمالي عدد المعلمين في المستقبل القريب.
وطبقاً لخطة التعليم غير الرسمي فإن 90% من مساعدات مراكز التعليم غير الرسمي توجه إلى الفتيات، كما تبذل الآن جهود مكثفة لضمان أن يكون ثلث الطلاب في مشروع «نفودايا فيديالايا» من الفتيات، فمشروعا «نفودايا فيديالايا وكيندريا فيديالاياز» التابعان لمراكز التعليم غير الرسمي يمكنان الفتيات من الحصول على تعليم مجاني حتى المرحلة الثانوية، بينما توفر الدولة التعليم المجاني حتى السنة الثامنة من التعليم الإلزامي وفي بعض الأماكن حتى المرحلة الثانوية.
كما يتم الآن تنفيذ برنامج تعليمي مهني ينقسم إلى مستويين ليتماشى والاحتياجات التعليمية للفتيات المتسربات من التعليم، كما تعمل الحكومة الهندية على تشجيع الفتيات على اقتحام مجالات جديدة من التعليم المهني تتماشى والتكنولوجيا الحديثة.
ومع تغير متطلبات المجتمع الهندي سواء على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي أو الصناعي زاد إقبال الفتاة الهندية على التعليم الجامعي، فنسبة الفتيات اللاتي يتلقين تعليمهن بالجامعة وصلت طبقاً لإحصائيات عام 1996م إلى 2.065.000 بينما كانت عام 1951م 40 ألف طالبة فقط وهو ما يعني أن العدد تضاعف 51 مرة منذ عام 1952م.
أما على مستوى الدراسات العليا فتبلغ نسبة الطالبات لعام 1996م 34.09% من إجمالي عدد الطلبة، وكانت لجنة الجامعات الكبرى تقدم المساعدات المالية اللازمة للجامعات لإجراء بحوث في مجال دراسات المرأة.
كما تم تقديم هذه المساعدات المالية إلى (22) جامعة و(11) كلية لإنشاء وحدات لدراسات المرأة، بالإضافة إلى توفير (40) وظيفة بحثية تعمل فيها المرأة في أبحاث مشتركة.
الأمية
تواجه الهند مشكلة الأمية المتفشية بين عدد كبير عن عامة الشعب الهندي، ففي أوائل القرن التاسع عشر كانت نسبة المتعلمين في الهند حوالي 3% وزادت نسبة المتعلمين في الهند زيادة ضئيلة خلال فترة الاستعمار الإنجليزي الذي استمر 150 عاماً لتصبح 14%، ومع حصول الهند على استقلالها عام 1947م وصلت نسبة المتعلمين في الهند بحلول عام 1991م إلى 52.21%.
وتسير محاولات محو الأمية عن طريق اتباع برنامجين أساسين:أولاً: تحسين نظام التعليم الابتدائي لكي يكفل تخفيض نسبة الأمية من خلال استقطاب الطفل الذي يلتحق بالمدرسة ليستمر في التعليم.
ثانياً: تنظيم حملات لتعليم الكبار يشرف عليها المجلس القومي للتعليم.
هدفت اللجنة القومية لمحو الأمية التي شكلت عام 1988م إلى محو أمية 8 ملايين فرد تتراوح أعمارهم ما بين 15 عاماً إلى 35 عاماً بحلول عام 1995م، والآن تسعى اللجنة القومية لمحو الأمية إلى محو أمية 100 مليون شاب. وأهم إنجازات اللجنة القومية لمحو الأمية هو زيادة كفاءة حملات محو الأمية، وبرامج تعليم الكبار في الهند، كما أن هذه الحملات تتميز بأنها تعمل في مناطق معينة ولها جدول زمني محدد لا تحيد عنه، ويتولى إدارتها والعمل على إنجازها متطوعون.
وتم تنفيذ حملات محو الأمية في 401 مقاطعة، وشملت محو أمية 139 مليون فرد و166 مقاطعة شملتها حملات ما بعد محو الأمية، حتى تؤكد فوائد محو الأمية ومكاسبها.
والآن تنتشر حملات محو الأمية في كل من الولايات الرئيسة التي تتحدث الهندية مثل «ولاية بيهار. مدهاى برديش. راجتقان. واوتادبرادشى » فحوالي 163 مقاطعة من إجمالي 200 مقاطعة في هذه الولايات الأربع تمارس حملات محو الأمية نشاطها.
والتعليم عن بعد (بالمراسلة) بدأ في الجامعات الهندية في عام 1962م، وفي عام 1982م بدأ التعليم الجامعي المفتوح، وأول جامعة مفتوحة أنشئت عام 1985م في حيدر أباد، وجامعة أنديرا غاندي القومية المفتوحة أنشئت في دلهي، وغيرها من الجامعات أنشئت في ولايات مختلفة مثل: ولاية مهاراشترا وولاية بيهار وغيرها من الولايات، كما توجد 57 جامعة تضم معهداً للتعليم بالمراسلة، تقدم خدماتها للطلبة الذين يعملون أو المنتسبين للجامعة.
اللغة العربية
ومنذ دخول الإسلام إلى الهند على يد محمد بن القاسم عام 712م دخلت معه اللغة العربية، حيث أصبحت اللغة العربية هي اللغة الرسمية في منطقة السند، مع سيادة الحكم العربي الإسلامي في السند حوالي ثلاثمائة عام.
وترجمت كتب كثيرة من الهندية إلى العربية والعكس، وبذلك أصبح الفكر الإسلامي جزءاً من التراث الهندي.
ويهتم الهنود اهتماماً خاصاً باللغة العربية، حيث توجد مدارس إسلامية في المدن والريف تدرس فيها اللغة العربية وآدابها، والعلوم الدينية الإسلامية ويدرس القرآن الكريم والحديث والفقه الإسلامي، كما توجد مناهج اللغة العربية في عدد كبير من الجامعات والكليات الهندية، ويستمر تدريس اللغة العربية في الجامعات حتى مستوى الدكتوراه، ولا تقتصر دراسة اللغة العربية على المسلمين فقط، بل يدرسها غير المسلمين وخصوصاً في الفترة الأخيرة التي تصل إلى 30 عاماً مضت، حيث زادت فرص العمل في الدول العربية.

منقول