غياب القدوة
كثيراً ما نحتاج فى حياتنا العلمية ، والعملية إلى قدوة ،ونموذج نحتذى به فى حياتنا يمثل حافزاً لنا من أجل العمل ،والكفاح ، والمثابرة .
ولكن كثيراً ما نعتقد أن النموذج أو القدوة الصالحة لنا من الضرورى أن يكون كبير السن كى يتسم بالحكمة ، والصلاح ، والمشورة . وعندما تحاكى هذا النموذج ، وتقترب منه تجده غير أهل لأن يكون قدوة صالحة ، أو نموذج يحتذى به لأنه لا يمتلك السمات، والمهارات الأساسية ، وربما أيضاً الخلق الجديرة للاحتذاء به كنموذج فى الحياة .
ونجد أنفسنا كى تسير مصالحنا مضطرين لاتباع نماذج غير جديرة لأن فى يدها زمام الأمور ، ونخدع أنفسنا ، ونوهمها بأنها النموذج الأمثل كى تسير مصالحنا ، ونحن على قناعة تامة بما تضمره فى جعبتها من الكثير من السمات الغير كفء بهذا .
فعلاً لو تأملنا الكثيرين حولنا مما نضفى عليهم القدسية ، والهالة ، نجد أنهم فارغين من الكثير من الإمكانات العلمية ،والمهنية ،والمهارية التى تواكب العصر ، ومع ذلك نصر على تواجدهم بدعوى الاحترام ، والطاعة ، والتوقير ، والتبجيل ، والأخلاق ، والقيم . أليست مصلحة المجتمع قيمة أيضاً ؟!!!! أليست مصلحة المؤسسة قيمة أيضاً ؟!!!!!
أليست العدالة فى توزيع الأدوار قيمة وخلق أيضاً ؟!!!!! هل نحن فى أعمالنا نعمل بدافع المحاباة ، والمجاملات ، على حساب المجتمع كله . لماذا نتصرف داخل المؤسسات الحكومية وكأنها عزبتنا ، وممتلكاتنا الخاصة بنا ، نضع ،ونحذف ما نشاء دون أية معايير ، ولا نقدر أن نمس الكبار لأنهم كبار فقط لأنهم حماية ، ويسيرون المصالح فحسب ، وأسماؤهم مطلوبة لتمرير الأوراق وتحقيق المصالح الشخصية . لكن العمل بمجمله يقوم به ما نسميهم الصغار أو الشباب ، والأسماء توضع فقط للكبار ، أيضاً لأنهم كبار فحسب .
نرجو أن نحكم ضمائرنا بعض الشئ فالعالم لا يسير بهذا الشكل . فعندما يفشل أى شخص فى أداء مهمة معينة أياً كان عمره ، يتم الاستغناء عنه على الفور ، ليحل محله الشخص الكفء بالعمل ، والجدير به ، لأننا هنا لا نتحدث عن اعتبارات شخصية تراعى ، بل المصلحة العامة للمجتمع .
من يعمل ، وينتج ، ويطور فى المجتمع يكون له وجود ، ويسير قدوة أما من لا يعرف ، ولا يخدم متطلبات التطوير ،والتنمية فلا وجود له . ومن ثم فلازلنا نفتقد للقدوة الصالحة على الفعل ، والذى نستند لهم هم الحماية فقط لتسيير المصالح ، وليسوا القدوة هل هذا معقول ، ونحن نفعل عبارة yes we act . الأمر فى النهاية مسألة ضمير جمعى .
مواقع النشر (المفضلة)